الدوحة - قنا
أصدرت المؤسسة العامة للحي الثقافي / كتارا / كتابها التوثيقي الهام بعنوان "القول الجميل في المؤسس الجليل "للباحث علي عبد الله الفياض وذلك تزامناً مع احتفالات "كتارا" بذكرى اليوم الوطني، ليعرض الكتاب سيرة مؤسس الدولة المغفور له الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني وشعره . ويتناول اصدار كتارا " القول الجليل في المؤسس الجليل " الذي يعتبر أول الغيث في مشاركاتها المستدامة في تأطير وإبراز ما حققه الراحل الجليل الشيخ جاسم بن محمد من انجازات عظيمة لهذا الوطن الغالي ، وما خلفه من مآثر كريمة، حيث يقدم سيرة مؤسس دولة قطر الحديثة الذي يعتبر تاريخه السياسي تجسيداً حقيقياً لتبلور وتطور قطر في القرن التاسع عشر ، إذ كان الشيخ جاسم رحمه الله رجلها القوي وأول من حمل لقب شيخها بدون منازع ، وأقام أركانها ، وقاد زمامها وسط الأمواج المتلاطمة والعواصف العاتية ، فقد نشأ المؤسس نشأة دينية وتربى على الفضائل والاخلاق العربية الحميدة ، وتلقى علومه على أيدي علماء الدين البارزين ، وتفقه حتى وصل الى مرتبة القضاء والحكم بين الناس والخطابة بهم في المنابر والمجالس ، وسجل أحداث حياته شعراً ، وعندما استلم زمام الحكم عام 1876 م لمدة اربعين سنة تقريبا، التفت القبائل القطرية حول رايته ، وارتضته شيخاً لها ومصرفاً لشؤونها ومحارباً ومدافعاً عن وطنه ضد الطامعين واعتداء المعتدين . كما يتناول الكتاب صفات المؤسس وأخلاقه موضحا كيف اشتهر الشيخ بالشجاعة والبأس ، والنخوة والشهامة وعزة النفس ، حيث عرف تقيا ورعاً محافظاً على الصلوات ، متمسكا بعقيدة التوحيد ، لا يدخل دينه الشبهات والبدع ، كما كان محباً للخير ، حاثاً عليه ، عاملا به ، يلجأ اليه أهل الخليج للتوسط لحل النزاع بينهم ، بالاضافة الى شغفه بالعلم وحبه للعلماء ، واهتمامه بهم . وابتعاث الدارسين للتزود من العلوم الاسلامية . ويشير الكتاب الى المعارك التي خاضها المؤسس ، طيب الله ثراه ، لرد عدوان المعتدين على قطر ، أو من أجل تثبيت دعائم استقلال الدولة ، وأبرزها معركة الوجبة في 6 رمضان عام 1310 هجرية التي قاد خلالها الشيخ أهل قطر في مواجهة الجنود الأتراك بقيادة محمد حافظ باشا والي البصرة ، وكان النصر المبين فيها حليف الشيخ جاسم وأهل قطر ، وأوضح الكتاب حرص المؤسس الشديد على حماية قطر من الاستعمار البريطاني الجاثم في ذلك العصر على صدر الخليج ، منوهاً بمواقفه البطولية الرائعة . كما يحتل الجزء الأكبر من الكتاب على شعره ، حيث كان الشيخ جاسم شاعرا مجيدا مبدعا في فن القول ومن رواد الشعر البنطي و ديوانه أول ديوان يطبع لهذا النوع من الشعر ، وتمثل أشعار المؤسس حياته وشخصيته ، حيث يجد القارىء صورا جميلة وجليلة لمواقفه الفذة النبيلة .
أرسل تعليقك