الدوحة - قنا
أصدرت إدارة البحوث والدراسات الإسلامية بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية العدد (159) من سلسلة كتاب الأمة، الذي حمل عنوان "رؤى الإصلاح عند الإمام محمد الخضر حسين" - رحمه الله - لمؤلفه الأستاذ الدكتور المرسي محمود شولح. ويشتمل الكتاب على ستة فصول يعرّف أولها بحياة الإمام محمد الخضر حسين تنشئةً وشيخا للأزهر، ويستعرض الفصل الثاني الرسائل الإصلاحية للإمام عرضاً وتأثيراً، فيما يدور الفصل الثالث حول الإصلاح من خلال تربية النشء على العبقرية خلقاً وعلماً. ويحدد الفصل الرابع من العدد خصائص العالم المصلح والخامس يشرح مفهوم المشاركة في الإصلاح المجتمعي والسياسي، فيما يلقي الفصل السادس والأخير الضوء على الإصلاح من خلال كشف التأثر بالفكر الغربي. وتؤكد محاور الكتاب على حقائق ومسلمات أساسية أبرزها أن الإصلاح رسالة الأنبياء، والمصلحون ورثة منهج النبوة، وتوضيح أن العنف والإكراه يناقضان منهج الأنبياء، وأن الحرية فرصة لانتشار الإسلام، والمواجهة فخاخ لتشويه صورة الإسلام، وأن سنة المدافعة قوة الأذكياء. وقال السيد عمر عبيد حسنة مدير إدارة البحوث والدراسات الإسلامية في مقدمة الكتاب "إن الكتاب الجديد محاولة لفتح ملف أحد أعلام الإصلاح، وعرض منهجه وأسلوبه في المناصحة". وأشار السيد حسنة إلى أهمية دراسة حركات الإصلاح وسير الأعلام، لإنارة الطريق والإجابة عن سؤال النهضة، والمساهمة بتسديد المسيرة وتحقيق الاعتبار، مؤكداً أن التاريخ الحقيقي هو التاريخ العلمي والثقافي والفقهي. وقال إن الإصلاح هو منهج النبوة، فالإصلاح ينصب على تحديد أماكن الإصابة، ودراسة أسباب ذلك، ومعالجة مواطن الخلل، وبالعلم والحكمة والموعظة الحسنة، والتزام المنهج السنني، والتدرج في التكاليف، بعيداً عن العنف والمواجهة، التي لم تأت بخير على مدى التاريخ الطويل. وأوضح أن الإشكالية في دراسة أعلام الإصلاح وحركات التجديد قد تكون بسبب أن قوامها المديح وتفخيم (الذات) وتزاحم اللقاب، بعيداًعن التقويم وبيان الأخطاء، الأمر الذي يحقق الاعتبار ويفتح الأبصار. وأكد السيد عمر عبيد حسنة أهمية إعادة النظر بمنهج الدراسة حتى نتمكن من الإفادة من تجربتهم ونتجنب عثارهم وأخطاءهم، مع الأخذ بعين الاعتبار أن لحركات التجديد ظروفها وسياقها التاريخي، بعيداً عن التمترس حولها ومحاكاة وسائلها، بالرغم من تغير الظروف والمشكلات والمجتمعات ..وقال" وهذا لا يضير حركات التجديد وإنما يضر بالحاضر العاجز عن الإفادة منها، وتوليد أفكار ورؤى تفقه الحاضر وتبصر المستقبل وتحسن التعامل مع الناس ".
أرسل تعليقك