مكتبة الإسكندرية تصدر كتاب البيان في التمدن وأسباب العمران
آخر تحديث GMT07:39:41
 تونس اليوم -

مكتبة الإسكندرية تصدر كتاب "البيان في التمدن وأسباب العمران"

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - مكتبة الإسكندرية تصدر كتاب "البيان في التمدن وأسباب العمران"

مكتبة الإسكندرية
الأسكندرية - أ.ش.أ

قال الدكتور إسماعيل سراج الدين مدير مكتبة الاسكندرية: إن المكتبة أعادت إصدارطبعة جديدة لكتاب "البيان في التمدن و أسباب العمران" للمفكر و السياسي العربي رفيق العظم، و ذلك في إطار مشروع (إعادة إصدار مختارات من التراث الإسلامي الحديث في القرنين 13 و14 الهجريين ، و19 و 20 الميلاديين).

و أضاف سراج الدين -فى تصريح له اليوم الأحد - إن فكرة المشروع الذي تنفذه مكتبة الإسكندرية نبعت من الرؤية التي تتبناها بشأن ضرورة المحافظة على التراث الفكري و العلمي في مختلف مجالات المعرفة، والمساهمة في نقل التراث للأجيال المتعاقبة تأكيداً لأهمية التواصل بين أجيال الأمة عبر تاريخها الحضاري" .

وأوضح أن الإنتاج الثقافي تراكمي، والإبداع ينبت في الأرض الخصبة بعطاء السابقين، والتجديد الفعال لا يتم إلا مع التأصيل، و ضمان هذا التواصل يعتبر من أهم وظائف المكتبة التي اضطلعت بها منذ نشأتها الأولى وعبر مراحل تطورها المختلفة"، مشيرا إلى أن اختيار القرنين 13 و14 الهجريينو19 و20 الميلاديين على وجه الخصوص رغبةً من المكتبة في تصحيح الانطباع السائد بأن الإسهامات الكبيرة التي قام بها المفكرون و العلماء المسلمون قد توقفت عند فترات تاريخية قديمة، و لم تتجاوزها.

ونوه سراج الدين بأن الحقائق الموثقة تشير إلى غير ذلك، وتؤكد أن عطاء المفكرين المسلمين في الفكر النهضوي التنويري إنما هو تواصل عبر الأحقاب الزمنية المختلفة، بما في ذلك الحقبة الحديثة والمعاصرة التي تشمل القرنين الأخيرين.

ولفت إلى أن المشروع يهدف إلى تكوين مكتبة متكاملة ومتنوعة، تضم مختارات من أهم الأعمال الفكرية لرواد الإصلاح و التجديد الإسلامي خلال القرنين المذكورين و تسعى المكتبة لإتاحة هذه المختارات على أوسع نطاق ممكن، عبر إصدارها في طبعة ورقية جديدة، والنشر الإلكتروني أيضاً على الإنترنت على موقع المكتبة و الموقع الخاص بالمشروع، كما تستهدف في المقام الأول إتاحة هذه المختارات للشباب و للأجيال الجديدة بصفة خاصة.

وفيما يتعلق بكتاب "البيان في التمدن و أسباب العمران" لرفيق العظم، فيمثل مقدمة رائعة لمشروع رفيق العظم و أفكاره التنويرية، حيث أنه أول كتاب ألفه و كان في بداية العقد الثالث من عمره، و صدرت طبعته الأولى عام (1304ه-1887م) عن المطبعة الإعلامية بمصر، و يقع الكتاب في 78 صفحة، و مقسم إلى: مقدمة و3 أبواب و9 فصول و خاتمة.

وفي مقدمة الكتاب يوضح رفيق العظم سبب تأليفه للكتاب، ألا وهو "القيام بما يجب على الإنسان من الخدمة الوطنية اللازمة على سائر أفراد الهيئة الاجتماعية التي تعبر عن مهمات مصالحها بإجراء جميع الوسائل الباعثة على تقدمها و عمران بلادها" مؤكداً أهمية توفير ثروة الهيئة الاجتماعية، و ما أفضى إليه الإهمال و الكسل من الأهالي، ذاكراً بأن الغرض من الكتاب هو "بيان أصول التمدن الناشئ عنه عمران البلاد".

وفي الباب الأول للكتاب يعالج رفيق العظم مسألة التمدن، حقيقته و شروط و أسباب تحققه، بالإضافة إلى مناقشته لصلة التمدن بالشريعة الإسلامية، حيث يرى أن أصول الشريعة الإسلامية هي أساس تمدن جميع النوع البشري، لاشتمالها على "الآداب الدينية و العدالة والتمسك بجميع الخصال الحميدة المندوب إلي كل فرد من أفراد الأمة".

و في الباب الثاني تناول رفيق العظم قضية التعليم، ذلك أن أهم أسباب التقدم ولع الأمة بالعلوم والمعارف، وخص بالذكر التعلم الذي هو جزء من التربية المعنوية، وهي تربية روحية تعني بتهذيب العقل و ترويض الذهن و الفكر.

أما في الباب الثالث والأخير ناقش الكاتب أثر الحرية و العدل في التمدن و العمران، حيث يرى أن "الحرية العمومية" التي هي حق للفرد على الوطن ينبغي أن تكون مؤسسة على العدل و حسن نظام الأمة، فتكون بذلك كافلة لجميع مصالح الأمة. أما العدل فيقول أنه "أساس الملك و سبب العمران و وسيلة لتقدم الاوطان" باسطاً صفات الحاكم العادل و أثرها في الرعية.

وختم رفيق العظم كتابه باستعراض التاريخ الحضاري الإسلامي، ومظاهر التمدن والعمران وأسبابه، ثم انتقل إلى "التمدن الأوروبي" حيث أن انتشار المعارف والعلوم في أوروبا نتج عنه تقدم صناعي و تجارب و اختراعات.
أما مؤلف الكتاب فهو رفيق بن محمود بن خليل العظم، ولد عام 1867 في مدينة دمشق، في أسرة عريقة رفيعة المكانة واسعة الجاه مترفة، ووالده الأديب الشاعر محمود العظم لم يصرفه إلى الدراسة في المدارس الحكومية العثمانية، وإنما دفعه إلى شيوخ العصر يتردد إليهم ويأخذ عنهم، فتعلق بكتب الأدب ودواوين الشعر وهو مازال صغيراً، ثم انصرف إلى كتب النحو والصرف والمعاني والبيان، لازم العلماء والأدباء وبعض المتصوفة، وأقبل على الأساتذة سليم البخاري وطاهر الجزائري وتوفيق الأيوبي، ونزع كما ينزعون إلى البحث في الاجتماع والتاريخ والأدب، وتعلق بالإصلاح وكتب فيه لما وجد من أحوال العصر الإدارية والسياسية.
وانصرف العظم إلى الكتابة والتصنيف، وأخذ ينشر المقالات والدراسات في التاريخ والأدب والاجتماع والإصلاح في كبريات الجرائد: الأهرام، والمقطم، واللواء وفي أشهر المجلات: المقتطف الهلال، والمنار، والموسوعات فوثقت صلاته بعلماء وكتاب وسياسي مصر ،و ساهم العظم في تأسيس الجمعيات السياسية.

وأُعجب المجمع العلمي العربي في دمشق بكتابات العظم وروعة أسلوبه وجميل خدماته للعربية، فانتخبه عضواً مراسلاً ، ولكنه لم يتح له أن يشارك في أعماله، وإنما أوصى بمكتبته كلها هدية إلى المجمع العلمي العربي، وهي في نحو ألف مجلد، كلها من أنفس الكتب ، وتوفي في القاهرة سنة 1925.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مكتبة الإسكندرية تصدر كتاب البيان في التمدن وأسباب العمران مكتبة الإسكندرية تصدر كتاب البيان في التمدن وأسباب العمران



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 19:23 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

أجواء إيجابية لطرح مشاريع تطوير قدراتك العملية

GMT 08:26 2021 الثلاثاء ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الغنوشي يدعو الرئيس التونسي للالتزام بالدستور الذي أقسم عليه

GMT 18:53 2020 الأربعاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أبرز موديلات الـ"جمبسوت" موضة خريف 2020 تعرّفي عليها

GMT 15:12 2014 الإثنين ,24 شباط / فبراير

أميركي في الـ 101 من العمر يترشح إلى الكونغرس

GMT 14:05 2020 الإثنين ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب يدّعي فوزه مُجددًا وأوباما يحذره بدعم "الرئيس المنتخب"

GMT 10:12 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

الأشقر الخوخي يزيّن شعرك في صيف 2019
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia