عمان - العرب اليوم
أعلن الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، رئيس مجلس الشارقة للإعلام، ورئيس مؤسسة الشارقة للإعلام، عن تبرع المؤسسة بمبلغ ثلاثة ملايين درهم إماراتي لصالح عيادة "القلب الكبير" في مخيم الزعتري للاجئين السوريين في الأردن، الذي يستضيف نحو 80 ألف لاجئ سوري، في مبادرة هي الأولى من نوعها لمؤسسة إعلامية على مستوى العالم العربي.
ويأتي التبرع لمؤسسة "القلب الكبير"، المؤسسة الإنسانية العالمية المعنية بمساعدة اللاجئين والمحتاجين حول العالم، والتي تتخذ من إمارة الشارقة مقرًا لها، في أعقاب زيارة لوفد من الشارقة إلى المخيم، برئاسة الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، رئيس مجلس الشارقة للإعلام، رئيس مؤسسة الشارقة للإعلام، ضم مسؤولين من عدد من الهيئات والمؤسسات، في مقدمتهم نورة النومان، رئيسة المكتب التنفيذي للشيخة جواهر القاسمي، وريم بن كرم، مديرة مؤسسة نماء للارتقاء بالمرأة، وحسن يعقوب المنصوري، مدير قطاع الإذاعة في مؤسسة الشارقة للإعلام، وطارق سعيد علاي، مدير المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، ومريم الحمادي، مديرة مؤسسة "القلب الكبير"، وإرم مظهر علوي، مستشار أول في المكتب التنفيذي للشيخة جواهر القاسمي، وصالحة غابش، المستشار الثقافي في المجلس الأعلى لشؤون الأسرة في الشارقة، وعددًا من ممثلي وسائل الإعلام المحلية.
وجاءت الزيارة للوقوف على جهود دولة الإمارات العربية المتحدة في التخفيف من معاناة اللاجئين السوريين، وتوفير احتياجاتهم التي تحقق لهم سبل العيش الكريم، وتمنحهم الأمل بمستقبل أفضل لتجاوز ذكريات الماضي وتحديات الحاضر. وتقدم العيادة الصحية الخدمات الطبية إلى نحو 20 ألف لاجئ، فيما توفر خدمات الرعاية الصحية الأولية إلى أكثر من 14.4 ألف مريض، في حين يستفيد من خدمات الصحة الإنجابية ما يقارب 3000 لاجئة، إضافة إلى 2600 لاجئ ممن يستفيدون من خدمات التغذية. وسيغطي هذا التبرع الكلفة التشغيلية لعيادة "القلب الكبير" على مدى عام كامل، بما في ذلك قيمة الفحوصات، والأدوية، والمعدات الطبية وغيرها من المستلزمات، ما سيعمل على تعزيز استفادة أكبر عدد ممكن من اللاجئين السوريين من خدمات العيادة، ويسهم في إنقاذ أرواح الكثيرين ممن يتعذر عليهم الحصول على العلاج خارج المخيم.
وقال الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، رئيس مؤسسة الشارقة للإعلام، رئيس مجلس الشارقة للإعلام: "تشكّل معاناة اللاجئين السوريين إحدى أكثر القصص الإنسانية التي عرفها العالم الحديث مأساوية، لاسيما وأنها لاتزال مستمرة حتى اللحظة، حيث فرض نزوح مئات الآلاف من البشر عن وطنهم تحديات كبيرة على مختلف الصعد، لذلك بادرنا، انسجامًا مع التوجهات العامة لدولة الإمارات، والجهود الدولية التي تبذلها قرينة حاكم الشارقة، الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، لمساندة اللاجئين والمحتاجين، وتخفيف معاناتهم، وتأمين احتياجاتهم، إلى تقديم هذا التبرع لعيادة القلب الكبير في مخيم الزعتري، والتي تعتبر أكبر عيادة تخدم سكان المخيم الذي يقترب عددهم من الثمانين ألفًا".
وأضاف: "تعمل مؤسسة القلب الكبير بتوجيهات الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المؤسسة، المناصرة البارزة للأطفال اللاجئين في المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، على توفير العديد من الخدمات الأساسية للاجئين، خصوصًا الأطفال منهم، وتقديم رعاية طبية متكاملة لهم، ومنذ إطلاق المؤسسة عيادتها في المخيم، استقبلت الآلاف من المرضى، وقدمت لهم أفضل الخدمات الصحية، لذا قررنا في مؤسسة الشارقة للإعلام أن نكون جزءَا من هذا الخير العظيم من خلال تبرعنا بثلاثة ملايين درهم، تكفي لتغطية التكاليف التشغيلية للعيادة لعام كامل".
وأكد سلطان بن أحمد القاسمي أن رؤية مؤسسة الشارقة للإعلام، منذ تأسيسها، تتجاوز البعد التقليدي للقنوات الإذاعية والتلفزيونية، وتحرص دومًا على تأكيد دورها التفاعلي والمؤثر في دعم القضايا الاجتماعية والإنسانية على المستويين المحلي والعربي، وهذا جزء أساسي في رسالتها التي وضعها الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة. وخلال زيارته إلى مخيم الزعتري، تعرف وفد مؤسسة الشارقة للإعلام عن كثب على الخدمات التي تقدمها العيادة لمراجعيها من اللاجئين، وأنواع الفحوصات السريرية والمخبرية، والعلاجات التي توفرها للعديد من الأمراض، إضافة إلى اللقاحات المقدمة للأطفال، ووقفوا على استعداداتهم للتعامل مع الحالات المختلفة خلال شهر رمضان المبارك، وأشادوا بالجهود الكبيرة التي يقدمها العاملون في العيادة للتخفيف من معاناة المرضى وآلامهم.
وتجول وفد المؤسسة في أرجاء المخيم، حيث زار أعلى نقطة فيه، والتقى سلطان بن أحمد القاسمي، عددًا من الأهالي والأطفال، حيث تعرف على ظروفهم واحتياجاتهم، وحجم استفادتهم من خدمات عيادة "القلب الكبير"، كما اطلع الوفد على السوق التجاري للمخيم المعروف بشارع "الشانزلزيه"، وتعرف على أنماط التجارة، والحِرف، التي يمتهنها أهل المخيم
ويشار إلى أن مؤسسة الشارقة للإعلام مؤسسة حكومية، تعنى بتنمية وتطوير القطاع الإعلامي في إمارة الشارقة، وتأسست عام 2009 بموجب مرسوم أميري رقم 25، وتحتضن عددًا من القنوات التلفزيونية والإذاعات، هي تلفزيون الشارقة، قناة الشارقة الرياضية، قناة الشرقية من كلباء، قناة الوسطى من الذيد، إذاعة الشارقة، وإذاعة القرآن الكريم من الشارقة. وتضع المؤسسة جملة من الأهداف الرئيسية التي تحدد إطار عملها، وترسم مساره، أبرزها المساهمة في تطوير الكوادر الإعلامية الوطنية القادرة على مواكبة متطلبات العصر التنموية، وتعزيز دور الإعلام خاصة في مجال بناء الأسرة وترابطها، وتطوير الأداء الإعلامي ليقوم على المهنية والتميز والإبداع والحرية المسؤولة، والتقيّد بأخلاقيات الإعلام.
أرسل تعليقك