بنغازي تتحول إلى ساحة للأسلحة وقطّاع الطرق
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

بنغازي تتحول إلى ساحة للأسلحة وقطّاع الطرق

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - بنغازي تتحول إلى ساحة للأسلحة وقطّاع الطرق

طرابلس ـ مفتاح السعدي

تشهد مدينة بنغازي الليبية انتشارا كثيفا وخطيرا للسلاح بين ايدي الشباب، وبدت شوارعها كحي من احياء ساندي هوك في الولايات المتحدة، او اي منطقة في سورية او جنوب افريقيا، ويقول المراقبون ان البندقية التي استطاعت أن تحرر ليبيا استطاعت ايضا ان تحرر ملوك الشوارع . وكشفت صحيفة "الغارديان" البريطانية، ان الشباب راحوا يجوبون المناطق، في الذكرى الثانية لسقوط القذافي، وهم يحملون البنادق ويلوحون بها، ويرتدون زيًا عسكرية مع سراويل الجينز، حيث بدت الشوراع خالية لخوف السكان من الاصابة بالرصاص الطائش . وانعكس وجود الشباب بالملابس العسكرية والنقوش المموهة، على الصبيان ايضا حيث حملوا الاسلحة في تجمعات لا توحي بأنهم جنود نظاميون في الجيش بقدر ما توحي بأنهم أفراد عصابة من قطاع طرق. واشارت الصحيفة الى أن الارتباط بين البنادق والحرية السياسية لا يقتصر على شمال أفريقيا، فهناك المدافعون عن حمل السلاح في الولايات المتحدة الذين يربطون حمله بمسألة ضمان المواطنين لحرياتها من خلال المطالبة بتعديل ثاني للدستور الأميركي. وهم يتجاهلون حقيقة أن مثل هذه الحريات ترتبط بالواجبات والمسؤوليات. وايا كانت الحجج في هذا الشأن، فإن البندقية عبارة عن شريحة او شكل من اشكال القوة، وكما يقول المنظر السياسي الإيطالي الشهير ميكيافيللي فأن الرجل المسلح دائما ارفع منزلة ومكانة من الرجل غير المسلح . ولعل ذلك هو ما يفسر منظر الشباب في تلك الصورة. فقد يكون هؤلاء الشباب معدومين ومفلسين وجوعى وبلا عمل، ولكنهم يمتلكون السلاح وهو من أهم أساسيات القوة . وفي الحروب الأهلية، تكون البندقية في حد ذاتها هي الفاعل الأساسي، مثلما هو الحال في سورية، وفي أحداث العنف المفاجئة كما هو الحال في الولايات المتحدة . ويرى مراقبون ان السلاح هو بمثابة شيطان يوسوس في صدور الرجال وهذه الصورة الفوتوغرافية تتحدث عن الرجولة كما تتحدث عن الأسلحة . ومع ذلك فإن حمل السلاح العشوائي يكشف عن توتر الشباب على الرغم من مظاهر البهجة، فالجندي المحترف يبتسم أثناء حمل سلاحه الآلي، ويبدو أكثرهم ثباتا وسيطرة على النفس. اما الآخرون من غير المحترفين فهم يلوحون بالبنادق وعلامات النصر وتبدو عليهم علامات القلق والعصبية والسخط وعدم الرضا. فهل يكفي حمل السلاح والتلويح به؟ هل تحقق كل شيء؟ الواقع أن هذه الصورة تكشف بوضوح مدى الحال المرضية التي تصل إلى المجتمعات عندما تصبح البندقية إحدى كماليات الرجل المحرضة على الجريمة.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بنغازي تتحول إلى ساحة للأسلحة وقطّاع الطرق بنغازي تتحول إلى ساحة للأسلحة وقطّاع الطرق



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:16 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج القوس الخميس29-10-2020

GMT 16:15 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النزاعات والخلافات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 18:26 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الميزان الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 10:44 2013 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

شرش الزلّوع منشط جنسي يغني عن الفياغرا

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia