قصر بيت الدين في جبل لبنان يستضيف أمسية إنشاد ديني
آخر تحديث GMT07:39:41
 تونس اليوم -

قصر بيت الدين في جبل لبنان يستضيف أمسية إنشاد ديني

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - قصر بيت الدين في جبل لبنان يستضيف أمسية إنشاد ديني

قصر بيت الدين في جبل لبنان
بيت الدين (لبنان) - أ ف ب

استضاف قصر بيت الدين في جبل لبنان الخميس أمسية تعانقت فيها حناجر وأوتار منشدين متمرسين وعازفين متقنين من تركيا وسورية واليونان وفرنسا، في استعادة بارعة لقصائد في التصوّف والمديح النبوي، أحيت تاريخا مشرقيا عريقا في الإنشاد الديني الضارب في الجذور من إسطنبول إلى حلب ودمشق والقاهرة.
ففي الباحة الداخلية للقصر المهيب الشاهد على إمارة جبل لبنان إبان الدولة العثمانية، والمشيد في القرن السابع عشر، أحيا منشدون متأصلون في فن الإنشاد من سوريا وتركيا إلى جانب المغنية الحلبية وعد أبو حسون، تراثا من القصائد الدينية والصوفية بمرافقة فرقة متماسكة من الآلات الوترية والهوائية والايقاعية، نقلت جمهور المهرجان اللبناني والأجنبي الذي غصت به المقاعد إلى تراث مشرقي مشترك تتقاطع فيه الملامح التركية والعربية.
وتضم الفرقة الموسيقية، على العود الفنان السوري فواز باكر وهو مؤلف ومدير سابق للمعهد الموسيقي في حلب تتلمذ على يد كبار أساتذة الموسيقى العربية والتركية. وعازف الناي التركي قدسي ارغونر، الملم بالموسيقى العثمانية.
وبخلاف كثير من الأمسيات "الصوفية" التي تعتمد فعليا على المزج بين الأنماط الموسيقية الشرقية والغربية، والقائمة على الارتجالات، قدمت الفرقة مجتمعة عرضا متميزا في انتسابه الأصيل إلى فن الإنشاد مع تطعيم موسيقي كان أمينا لروح هذا النوع من الفن.
وبدأ العرض عند الساعة التاسعة مساء، واستمر قرابة الساعة ونصف الساعة، مقسما على طريقة "الوصلات المقامية" بحيث يقدم على المقام الواحد عدد من القطع الغنائية والعزفية المتوالية بين التقاسيم والعزف والتفريد الصوتي والغناء الجماعي المتداخل.
ومن مقاطع "الذكر" مع تفريد المنشدين في معاني العشق الإلهي بالتزامن مع تكرار المجموعة عبارة "لا اله الا الله" بأداء إيقاعي منغم، والموشحات الحلبية المشهورة ذات المعاني الصوفية الرمزية مثل "يا غزال الرمل"، إلى الابتهال إلى الله بأداء منفرد، نقلت الفرقة جمهورها بين القصائد الضاربة في القدم وأشعار ابن الفارض (قولوا لها أني ما زلت أهواها)، وجلال الدين الرومي (يا واهبا سلطان سر العالمين)، وعفيف الدين التلمساني أحد مريدي "الشيخ الأكبر" محي الدين ابن عربي (نسمة البان هبي).
وتنقل أداء الفرقة بين اللغتين العربية والتركية حتى في القطعة الواحدة، دلالة على تداخل التراث السوري التركي المشترك في الإنشاد الديني وفي الموسيقى عموما، اذ تعد الموسيقى العثمانية من أهم العناصر التي ساهمت في بعث ما يعرف بالنهضة الموسيقية المشرقية في القرن التاسع عشر على يد أساتذة مثل عبده الحمولي، فتحوا الباب لما بات يعرف في ما بعد ب"العصر الذهبي" للموسيقى العربية ابتداء مع سيد درويش ومن تلاه حتى منتصف القرن العشرين.
وأبدى الجمهور تفاعلا كبيرا مع كل ما قدمته الفرقة، اختلط بين التأثر بالأداء الفني مع التعاطف مع المنشدين والموسيقيين الحلبيين الذين تشهد مدينتهم نزاعا مدمرا بين القوات النظامية وقوات المعارضة، وقصفا جويا بوتيرة شبه يومية أحالها من عاصمة اقتصادية وثقافية إلى خطوط قتال وأحياء مدمرة.
وتقام مهرجانات بيت الدين رغم الاضطرابات الامنية المتفرقة التي يشهدها لبنان والتي تصاعدت وتيرتها مع ارتفاع حدة النزاع في سوريا المجاورة.
ويستمر المهرجان حتى التاسع من اب/اغسطس مقدما باقة متنوعة من العروض اللبنانية والعربية والعالمية.

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قصر بيت الدين في جبل لبنان يستضيف أمسية إنشاد ديني قصر بيت الدين في جبل لبنان يستضيف أمسية إنشاد ديني



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 15:12 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

تتخلص هذا اليوم من بعض القلق

GMT 12:22 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تعاني من ظروف مخيّبة للآمال

GMT 16:04 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 16:52 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية السنة اجواء ايجابية

GMT 01:37 2017 الأربعاء ,11 تشرين الأول / أكتوبر

مصر واليونسكو

GMT 13:16 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

آنا كيندريك تصور دورها في فيلم " Noelle " فى فانكوفر

GMT 10:47 2019 الإثنين ,27 أيار / مايو

الرئيس الشيشاني رمضان قديروف يصل جدة
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia