الرباط ـ وكالات
اختار الأديب عبد الرحيم جيران جنس القصة القصيرة ليقدم رؤى جمالية وتخييلية مرتبطة بعوالم عمله السردي الجديد الموسوم ب" "ليل غرناطة". الصادرة حديثا عن دار الأمان بالرباط ،وهي من القطع المتوسط، وتتكون من 80 صفحة، وتتضمن أربعة عشرة قصة قصيرة على النحو التالي: خداع بصري- تبدل- في خدمة السيد- مزبلة الأمريكان- ظل صورة- سيرة الولع- التباس- خريف حلم – حين تكذب الأنامل- هسيس الزمن- رسوب- طبع متجذر- ليل غرناطة- انشطار. ;تتنوع شخصيات القصص بين العادي- البسيط، والمثقف، والطفل، والمرأة والرجل. وتكشف المجموعة القصصية" ليل غرناطة" لعبد الرحيم جيران طبيعة الإدراك الجمالي لفعل الكتابة السردية المبني وفق تصور يراهن على الممكن الدلالي، وعلى ابدال يجعل من الكتابة نوعا من المحاورة بين نصوص عديدة، بما فيها نصوص النكتة كما هي ممارسة في الثقافة اليومية. كما تتميز هذه المجموعة بكونها تعدد في الطريقة التي تؤسلب بها العالم، فهي تغترف من أساليب متعددة، وتخضعها لنوع من التنضيد الجمالي تبعا لطبيعة الموضوع الذي تعنى بسرده. ففيها يحدث التجاور بين أسلوب السرد، وأسلوب الوصف، وأسلوب السخرية، وأسلوب الحوار الداخلي، وأسلوب الاستفهام، وأسلوب التقويم...الخ. وتستخدم الأسلبة في الأغلب من أجل خدمة غايات جمالية، وبخاصة لما يعرض أسلوبٍ ما من خلال ممكنات أسلوب آخر، ليضيئه، كما هو الحال في قصة "خريف حلم"؛ حيث يعرض أسلوب الاسترجاع "الفلاش باك" من خلال أسلوب الحلم. فالغاية الجمالية من هذا الاستخدام الأسلوبي في هذه القصة يتمثل في إظهار صياغة الماضي لحاضر الشخصية، إذ يتخذ طبيعة استحواذ نفسي يجعل الشخصية تعيش عالمها الآني من خلال مسحة الندم. ويضاف إلى ذلك أن الجملة السردية تتراوح، وهي تعرض العالم، بين الطابع الموضوعي الذي تنقل عبره الحركة في جريانها الواقعي، أو تصف بواسطته الأشياء على نحو دقيق، وبين الطابع الذاتي الذي تدخلن فيه الحركة والأشياء، فتمررهما معا من خلال حساسية العين التي ترى، أو من خلال التأمل الخاص. والجدير بالذكر انه من المنتظر أن يصدر للأديب عبد الرحيم جيران صاحب رواية " عصا البلياردو" في بحر هذه السنة روايته الثانية "كرة الثلج" عن دار الآداب، وكذلك كتاباه المهمّان "سراب النظرية"، و"علبة السرد" عن دار الكتاب الجديد المتحدة.
أرسل تعليقك