انتحار قصة جديدة لمحمد غنيم
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

"انتحار" قصة جديدة لمحمد غنيم

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - "انتحار" قصة جديدة لمحمد غنيم

القاهرة ـ وكالات

لم يقاطعها طيلة فترة صمته فى المحادثة الممتدة بينهما عبر الفيس بوك، هى أديبة مشهورة لها العديد من القصص والروايات اسمها يتردد على صفحات الجرائد والمجلات ومواقع الإنترنت لها مكانتها الأدبية وكيانها الاجتماعى بأسلوبها القصصى الممتاز من اختيار ألفاظ وجمل وتعبيرات، لكنها تبحث عن أسلوب مختلف يتسم بالخيال الأدبى لتصنع من حروفه عاصفة تدفعها للخطوة الأخيرة من مشوار حياتها، وإن كان هو قاص مبتدأ لا يحظى بالشهرة التى وصلت إليها من جوائز أدبية لكنها اختارته كأفضل كاتب قصص بكلمات من واقع الحياة مغلفة بالخيال، ظل ينظر إلى كلماتها الشامية مترقبا حروفها بإسهاب يدفعها للإفاضة بحركة هز الشاشة من الحين للآخر، فالوجوه لم ترى بعضها والعيون لم يصادفها الالتماع ولو ببريق خاطف، بل ظلت الأذن مترقبة لكلماتها وهى تروى مشوار حياتها بكل ما صادفها من متاعب وعقبات. - بنت جميلة كان يداعب الهواء خصلات شعرها المتناثر حول كتفيها بين ربوع الخضرة اللبنانية من جبال شاهقة وأرض خصبة وهواء عليل ترعرعت فى بيئة فقيرة بعض الشىء، حبى للتفوق والطموح جعلنى أبحث عن بصيص أمل أو شعاع شمس لمستقبل أفضل، موهوبة بالكتابة مولعة بالكلمات أبحث عن الحروف وإن كانت مختبئة بين شفاه الناس، أجذب القارئ بأسلوبى حتى وإن كان لا يحب القراءة، تعلمت بمدرسة جبران خليل جبران الأدبية، ازداد قلمى شهرة بين محافظات لبنان وبعض المدن السورية كان لاسمى نصيب أن يتردد على مسامع الأدباء والشعراء وأصحاب الرأى حتى وصفنى الشاعر نزار قبانى صاحب أكبر مدرسة شعرية عزفت على أوتار المرأة العربية ومفاتن جسدها قبل مماته بشهور معدودة بأننى لا أستعير أصابع غيرى فى الكتابة حتى اندلعت الحرب الإسرائيلية على لبنان 2006 والتى استمرت 34 يوما من القصف المتواصل على منازلنا وأماكن عملنا، قررت وقتها السفر تاركة أحلام الصبا وذكريات الطفولة متمسكة بطموحى وحفاظًا على اسمى الذى ازداد بريقا. دول الخليج العربى تزداد إشراقًا، وكان لها شمس مختلفة تشرق على حقول البترول بلونها الفيروزى الثراء الذى أسعى إليه ينادينى فاتحاً ذراعيه كى يضمنى إلى صدره باكيًا على أيام الصبا التى قلما أشعرتنى بالسعادة مجال الصحافة يداعب قلمى، دور النشر تتهافت لتبنى روايتى الجديدة عن حرب لبنان أرض خصبة تأخذ بيدى لأغرس فيها إنتاجى الفكرى وإبداعاتى الأدبية، شاركت فى المؤتمرات والندوات والصالونات الأدبية حتى ارتبط اسمى بعنان السماء باكياً على أطلال لبنان تعمقت فى قراءة أدب نجيب محفوظ حتى عشقت مصر كأنى أرى معالمها جيدًا فى سطور "السكرية وذقاق المدق والحرافيش" عشقت ناسها الطيبين من خلال دراما "سى السيد" وكأن هيبة الرجل الغيور ذى الكلمات الصارمة والحانية فى نفس الوقت تقترح عليا أن أتقمص شخصية "أمينة" فى فيلم "بين القصرين" هشام شاب مصرى لطيف على مشارف العقد الرابع من عمره يعمل مخرجًا صحفياً فى أحد الصحف الخليجية وجهه مبتسمًا دائمًا وكأن نهر النيل فى ليل القاهرة يسرى بين حاجبيه تاركاً نظرات رجل غيور عطوف ودود بشهامة أهل البلد أصفه وكأنى أقرأ أدب نجيب محفوظ للمرة الأخيرة أى عروسة فى هذا العصر تود أن تقضى أجمل أيام حياتها "شهر العسل" فى أجمل بقاع الأرض مثل اليابان أو ماليزيا أو تايلاند أو تركيا أحياناً ولكنى اختلف فأنا فضلت أن أقضى أجمل أيام عمرى بين قرى ونجوع مصر كانت أفضل بكثير من زيارتى لسويسرا العام الماضى خمس سنوات قضيتها بين أحضانه ننتقل كل بضعة شهور لدولة من دول أوروبا أتنزه بين معالمها المختلفة ولكن زيارتى السنوية لأم الدنيا مصر تختلف فلها مذاق آخر اتفقت مع زوجى فى كل شىء إلا واحداً اختلافنا فيه أجده بسيطا لكنه فى الحقيقة هو سبب شقائى حتى الآن وسبب انفصالى عنه أيضًا "البزخ والإسراف" وكأنى لست حريصة على المال الذى كان سبب شقائى فى يوم ما، تعرضت لحالات نصب متعددة حتى ظهرت فى طريقى القشة التى قسمت ظهر البعير بانفصالى عن زوجى والأزمة المالية التى تمر بها دول الخليج وتنفيذ قرار استبعاد الشخصيات ذات الرواتب العالية من مناصبهم الوظيفية الأضواء تبهرنى رائحة مياه الخليج وعبق البخور العربى يجعلنى أتمسك بالرقى والرفاهية والازدهار التى قلما وجدته فى دول أخرى إصرار البقاء يقوى إرادتى لم أغادر أبدًا تزداد الأعباء وتتكاتف المصاريف الشخصية التى اعتدت عليها إلا أن هذه المرة لا يوجد دخل مادى وكأن المثل المصرى يفرض نفسه بلسانه قائلاً "خذ من التل يختل" حتى لاحقتنى الديون فى توافقها الزمنى مع انتهاء إقامتى وكونى مخالفة فلا أستطيع التجول فى الأسواق حتى لا اصطدم برجال الشرطة، حيث منعت من السفر حتى سداد ديونى حاولت أن أقترض من شخصيات أعرفهم ولكن لا جدوى فكلنا سواء من ادخر مالاً ذهب به لبلده قبل أن يتبخر فى مياه الخليج وتحرقه شمس الصيف إلا المواطنين حاملى الجنسية نادرًا ما تجده يعانى من قله موارده المالية، أذكر أنى ذهبت لشخص كنت أعمل تحت إدارته فى بعض الصحف، طلبت منه أن يسدد لى دين السكن الذى أقطن به، لكنه للأسف المخزى طلب منى مقابلا غير شرعى مما زادنى اكتئابا لم يخرجنى منه وقتها سوى قصصك الواقعية المغلفة بالخيال لشخصيات مثلى وكأنك تكتب عنى لذا لجأت إليك كى تصف لى ما تبقى لى من مشوار حياة، فكبريائى وعزة نفسى لا يسمحا لى أن يلقى القبض على وأعيش أسيرة الديون خلف الأسوار مكبلة اليدين مشلولة الفكر اليوم سأتخذ قرارا حاول أن تساعدنى. - كتبت لها بعض كلمات الأمل لمستقبل مشرق ظننت أنى ساعدتها فى الخروج من محنتها حتى أيقنت أننى انتصرت على بعض الأشباح من الأفكار التى تراودها، ولكنها أعلنت فشلى حين قالت بعض الكلمات البائسة اليائسة وهى تودعنى من مجتمع الخيال لطريق مظلم أغلقت المحادثة وانقطعت كل اتصالاتها أيام حتى وجدت باب غرفتى غير قادر على الانتصاب يكاد أن ينكسر ليصبح فتات من الأخشاب وإذا برجال الأمن تلتف حول المنزل مما زاد الجيران انزعاجاً، شرطة الإنتربول، تستجوبنى بكونى آخر شخص متصل بشخصية مشهورة متهمة بقطع شرايينها وتناول كمية كبيرة من الحبوب المخدرة.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

انتحار قصة جديدة لمحمد غنيم انتحار قصة جديدة لمحمد غنيم



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:16 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج القوس الخميس29-10-2020

GMT 16:15 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النزاعات والخلافات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 18:26 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الميزان الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 10:44 2013 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

شرش الزلّوع منشط جنسي يغني عن الفياغرا

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia