حلم لرجل نصف نائم تسجيل أدبي للحياة الإجتماعية وتأثيرات الحرب
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

"حلم لرجل نصف نائم" تسجيل أدبي للحياة الإجتماعية وتأثيرات الحرب

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - "حلم لرجل نصف نائم" تسجيل أدبي للحياة الإجتماعية وتأثيرات الحرب

دمشق - سانا

يحاول الكاتب عبد الحسين الغراوي من خلال مجموعته القصصية "حلم لرجل نصف نائم" الصادرة عن دار أمل الجديدة للطباعة والنشر تقديم نماذج بشرية وإنسانية مختلفة عبر الغوص في فضاءات الإنسان الواسعة والبحث في متاهاتها وإيجابياتها وسلبياتها. يبدو الكاتب مهتما بحياة الناس وظروفهم الاجتماعية والإنسانية ففي قصته الأولى حلم لرجل نصف نائم يغوص الغراوي في تفاصيل حياة رجل حزين أفقدته الحرب الدائرة في سورية كل ما بناه في حياته فبدا تائها بين الحسرة على ما مضى ومحاولة إيجاد طريقة لاستمرار الحياة والأمل بالمستقبل. وفي قصة عازف عند الطلب يسهب الغراوي في الحديث عن الغربة وتأثيراتها على الحالة النفسية للإنسان وكيف يمكن للظروف الصعبة أن تغير مسيرة حياة شخص كان يمكن أن يصبح فنانا مهما فتحول إلى عازف في مقهى صغير. وتأتي قصص الغراوي مغرقة بتفاصيل الحياة اليومية حتى لكأنها تبدو رصدا أو توثيقا أدبيا للواقع الذي يعيشه فقد جعل شخوصه يتحركون ضمن المدينة المقيم فيها جرمانا ويتنقلون ضمن شوارعها ومحلاتها بمسمياتها الحقيقية. ويقترب الغراوي في قصصه من معاناة الأطفال الذين هجرتهم المجموعات الإرهابية المسلحة فيغرق في توصيف تشردهم وفقرهم مبرزا تعاطفه معهم كما في قصة "وجوه من صفيح". ورغم الطابع الواقعي التسجيلي الذي اتسمت به مجموعة الغراوي القصصية إلا انه لم ينس أن يعرج على الحب والمشاعر الإنسانية فكتب قصته مع "كاتيا" الفتاة الجميلة التي جمعته معها أجمل المشاعر والأحاسيس ومسحت عنه هموم الغربة والآلام فجاء حبها له وكأنه إكسير حياة ينعش قلبه التعب. ويستمر الغراوي في رصده تفاصيل حياة المجتمع حوله فيروي في "قصة بيت واطئ السقف" تفاصيل حياة أم عانت الفقر والترمل ولكنها قاومت ظروف الحياة الصعبة حتى تتمكن من تربية أولادها بعزة وكرامة وكيف زادت الحرب من فقر هذه العائلة وألمها. كما لم يغفل الغراوي الغوص في حياة الرجل الشرقي ومخاوفه ونظرته للمرأة والحب كما ظهر في قصتي "سونيا والوجه الآخر للحب" و"خاتم لرجل يخاف الزواج" حيث ركز على ضياع الرجل بين أحلام الحب الرومانسية و المخاوف الاجتماعية المحيطة بالزواج . وكان من اللافت في مجمل المجموعة القصصية أن الغراوي انتقى ألفاظه بعناية شديدة فجاءت بسيطة وسهلة ومستوحاة من الحياة اليومية دون أن يظهر فيها أي تكلف حتى وصل إلى خلق علاقة حميمية بين نصه والمتلقي. يذكر أن الكاتب عبد الحسين الغراوي تولد البصرة عضو اتحاد الكتاب العرب في العراق حاصل على شهادة تقديرية وجائزة شرف من جامعة لاهاي العالية للصحافة والإعلام صدر له عدد من المجموعات القصصية من أبرزها "أزهار ذلك اليوم الجنوني، حب آخر لكارنيكا، وحيد يسافر القمر، النهر يحرس البنفسج، هؤلاء هم أنا".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حلم لرجل نصف نائم تسجيل أدبي للحياة الإجتماعية وتأثيرات الحرب حلم لرجل نصف نائم تسجيل أدبي للحياة الإجتماعية وتأثيرات الحرب



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:16 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج القوس الخميس29-10-2020

GMT 16:15 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النزاعات والخلافات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 18:26 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الميزان الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 10:44 2013 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

شرش الزلّوع منشط جنسي يغني عن الفياغرا

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia