رحلة يوسف لـسامح فايز لا مكان للفقراء فى مصر
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

"رحلة يوسف" لـ"سامح فايز" لا مكان للفقراء فى مصر

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - "رحلة يوسف" لـ"سامح فايز" لا مكان للفقراء فى مصر

كتاب "رحلة يوسف"
القاهرة - العرب اليوم

يقول عبد الرحمن الأبنودى فى قصيدته الشهيرة "يامنة" فى الدنيا أوجاع وهموم أشكال والوان، الناس مابتعرفهاش.. أوعرهم لو حتعيش، بعد عيالك ماتموت.. ساعتها بس.. حاتعرف إيه هوّه الموت" وتطبيقا لذلك جاء كتاب "رحلة يوسف" للكاتب والصحفى سامح فايز، والصادر عن دار الكرمة.

تتجاوز الحكاية فى الكتاب ما حدث لـ"يوسف" ابن سامح فايز الذى قضى على هذه الأرض 54 يوما فقط، تقريبا لم يضحك فيها أو يبكى ولم يعرف كيف يشكو لوالده ما به لكن قلب أبيه عرف وأحس، فهذه الأيام القليلة التى قضاها يوسف فى المستشفيات كانت كافية لتكشف القدر القليل الذى نشغله نحن الفقراء من حيز فى هذا العالم الموبوء وما نمثله من قيمة عند مؤسسات هذه الدول العريقة.

ينقسم الكتاب إلى جزئين، الأول بعنوان "كتاب يوسف"، والثانى "الرحلة إلى الجنوب" فى الجزء الأول، توقف سامح أمام تجربته الشخصية والتى ظن فى البداية أنها الأصعب والأقسى، لكن منذ اللحظات الأولى أدرك أنه ليس وحيدا فى عالم الألم، وأن ما يحدث فى مؤسسات مصر العلاجية كارثى على الجميع وأن لا مكان للفقراء فى هذا العالم، وفى هذا الجزء نجد تقريبا يوميات الطفل "يوسف" وحواراته مع والده، ونلحظ تجاور اليأس والأمل طوال الوقت، فطوال الوقت ورغم معرفتنا السابقة برحيل "يوسف" لكن كنا نتمنى أن يفتح عينيه حتى ولو مرة لتلتقيا بعينى أبيه المشتاقتين.

والجزء الثانى من الكتاب اختيار ذكى من سامح فايز فقد انطلق ناحية الجنوب، لأنه يعلم جيدا أن اهل قبلى لا يذكرهم أحد ولا يسمع عن معاناتهم سوى قلوبهم وقلوب محبيهم، رحلة شاقة وطويلة قام بها وهو لا يعرف على مستوى الحقيقة لما فعل ذلك وكيف تحمل هذه المشقة، لا يعرف سوى أن "يوسف" يراقبه من بعيد يقول له لست الوحيد يا أبى الذى عانى، الجميع يشربون من معين واحد الألم واحد صحيح يتوزع على الجميع دون أن ينقص منه شيء، الفيوم، بنى سويف، أسيوط، سوهاج، الأقصر، أسوان، كل هذه الأماكن كان "سامح" يبحث عن شيء يطمئنه لكنه لم يكن يزداد إلا هلعا، الدنيا فى الجنوب خراب تام، لا صحة ولا مؤسسات صحية، هناك الجميع يلعب على حافة الأشياء، على حافة الرزق والعمر والحياة والموت. فى هذا الكتاب حكايات كثيرة بطلها الوجع والحب والمعاناة، تتساءل عن قلوب المسئولين التى قدت من الصخر وعن قلوب الحزانى المشتعلة بالهم والحنين الدائم وتتساءل كم يحتمل ذلك المواطن الفقير فى هذه الأرض.

الكتاب ليس رحلة واحدة إنه رحلات عدة، فحياة يوسف القصيرة رحلة وعلى قصر أيامها كشفت الكثير، وما فعله "سامح" رحلات متعددة للتغيرات التى أصابت الإنسان المصرى ولمستقبله الخطر الذى يضيع من أجل "تذكرة" دخول لمستشفى أبو الريش، أو من أجل البحث عن علاج غير موجود أصلا، فى الكتاب تحمد الله لأنه لم يضعك فى "امتحان" الوقوف فى طوابير الحصول على جرعة علاج لطفل لا يعرف كيف يعبر عن مرضه. سيستولى عليك الكتاب ولن تتركه حتى تنتهى منه، سيجعلك سامح فايز أثناء القراءة تهب واقفا، ثم تذهب لابنك النائم فتقبله ثم تعود لتكمل القراءة، وحينها ستتوقف للأبد عن أسئلة "سفسطائية" من نوعية هل حب الابن غريزة أم اكتساب؟!، وفى النهاية ستشكر لسامح صنيعه وتقول له "عظم الله أجرك".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رحلة يوسف لـسامح فايز لا مكان للفقراء فى مصر رحلة يوسف لـسامح فايز لا مكان للفقراء فى مصر



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 18:47 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الدلو الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:38 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج القوس الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 14:13 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج العقرب الخميس 29 -10 -2020

GMT 14:08 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج العذراء الخميس 29-10-2020

GMT 15:33 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 18:18 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الأسد الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 16:31 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

فرص جيدة واحتفالات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 18:23 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر مع تنافر بين مركور وأورانوس
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia