باريس ـ وام
وصف سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية معرض "نشأة متحف" الذي يضم قطعا من مقتنيات لوفر أبوظبي الفنية الدائمة في متحف اللوفر في باريس بالعرض الفني الاستثنائي الذي يرمز لقوة العلاقات الإماراتية الفرنسية ويظهر مدى تنوع العلاقات الحيوية بين البلدين.
وقال سموه - في تصريح للصحافيين في ختام جولة قام بها برفقة نظيره الفرنسي لوران فابيوس في المعرض - " إن هذا المشروع الرائع بالتعاون مع أبوظبي هو إشارة واضحة على حيوية وقوة علاقاتنا ويظهر أيضا مدى تنوع العلاقات التي تجمع بلدينا و مجتمعينا .. هذا المشروع هو شيء رائع بالنسبة للمستقبل خاصة خلال عشرات الأعوام القادمة ".. معربا عن شكره الخاص لمتحف لوفر باريس لاحتضانه المعرض.
بدوره وصف وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس متحف لوفر أبوظبي الذي سيفتتح أبوابه رسميا شهر ديسمبر المقبل بالمشروع التاريخي العملاق الذي أرادت من خلاله دولة الإمارات العربية المتحدة ان تكون ملتقى لثقافات العالم .
وقال فابيوس - في تصريح لوكالة أنباء الإمارات - " إن متحف لوفر أبوظبي سيحمل جميع المواصفات العالمية التي ستجعل منه متحفا عالميا يقصده زواره من كل دول العالم".
وأضاف " حرص حكومة الإمارات على إنجازه بالتعاون مع فرنسا يأتي بسبب حملنا نفس القيم و الرؤى فيما يتعلق بحفظ التحف و لامتلاك فرنسا هذه النظرة العالمية لمتاحفها".
وبخصوص شكل التعاون مستقبلا بين متحف لوفر أبوظبي و المتحف الأم في باريس ..كشف فابيوس ان لوفر باريس سيحتضن معرضا لبعض قطع لوفر أبوظبي بشكل دائم إضافة إلى إعارته قطعا و تحفا فنية لتعرض فيه ..متوقعا أن يحقق المتحف الإماراتي نجاحا منقطع النظير عند افتتاحه.
وتوقع وزير الخارجية الفرنسي أن يساهم معرض لوفر أبوظبي بشكله المعماري الفريد في جلب مزيد من السياح إلى دولة الإمارات العربية المتحدة ..معربا عن سعادته لمساهمة الفن في تقوية الشراكة بين فرنسا والإمارات وفق تعبيره.
وقال " الهدف من إظهار قيمة الفن و عالميته هو خلق فضاء لتلاقي الحضارات و الرسائل الثقافية النبيلة " ..مؤكدا أن متحف لوفر أبوظبي سيلعب دورا محوريا في التقريب بين الشرق و الغرب عبر الفن وجعل مجتمعاتهما يفهمان بعضهما البعض بشكل أكثر و أوضح.
وفي رده على سؤال حول تزايد وتيرة التعاون الثقافي بين البلدين بشكل متسارع خلال الأيام الأخيرة ..أرجع وزير الخارجية الفرنسي ذلك إلى ما وصفها بقيم التسامح و التآخي المتعددة التي تتقاسمها فرنسا ودولة الإمارات العربية المتحدة خاصة وأنهما اختارا أن يقويا علاقاتهما و تعاونهما في جميع المجالات.
وأضاف " صحيح علاقتنا قوية في المجالين السياسي و الاقتصادي لكن نريدها أيضا أن تكون قوية في المجال الثقافي وتحقيق ذلك لا يمكن أن يتم إلا عبر تنشيط التبادل الثقافي بيننا ".
من ناحية أخرى أشاد مثقفون و فنانون من فرنسا و الإمارات العربية المتحدة بتسارع وتيرة التعاون الثقافي بين البلدين بشكل ملفت للنظر خلال الفترة الأخيرة و اعتبروه محفزا لهم للمساهمة في إعداد برامج ثقافية و إبداعية مشتركة بينهما.
وقالت الفنانة الإماراتية فايزة مبارك عضو جمعية الإمارات للفنون الجميلة وجمعية إحياء التراث المعماري إن معرض "نشأة متحف" يحمل رسالة حضارية وثقافية خاصة إلى الفرنسيين و زوار العاصمة الفرنسية حتى يتعرفوا على مراحل إنشاء متحف لوفر أبوظبي و فكرته و قيمته بالنسبة لدولة الإمارات العربية المتحدة التي تعيش ثورة ثقافية بالتوازي مع ثورة البناء و المعمار و النجاح في جميع المجالات.
وأضافت ان العلاقات الاماراتية الفرنسية في المجال الثقافي تعيش عصرا ذهبيا من خلال تحويل متحف اللوفر من مجرد فكرة إلى معلم يرى النور في جزيرة السعيدات ..مؤكدة أن الإمارات حققت من خلال هذه المعلمة التاريخية ما لم تحققه دول عربية كثيرة قطعت أشواطا طويلة في المجال الثقافي.
و وصفت فايزة المبارك الخطوات الثقافية التي تتخذها القيادة الإماراتية بالشجاعة و الجريئة بالتزامن مع شجاعة و جرأة النجاح في مجالات العمران و البناء و النجاح الإقتصادي ..وقالت إن دولة الإمارات باتت اليوم تحتضن كل الثقافات العالمية ومن خلال متحف لوفر أبوظبي أصبحت تحمل رسالة حتى للأجيال القادمة.
وتعرف الفرنسيون على الفنانة والرسامة الإماراتية فايزة المبارك من خلال الكثير من معارضها التي احتضنتها العاصمة باريس بينها معرض "أبوظبي على السين" و "حوار الطير".
وقالت كلير بوملار رئيسة القسم الثقافي لصحيفة "لوفيغارو" الفرنسية في حديث لوكالة أنباء الإمارات ان أهمية معرض "نشأة متحف" تكمن في كونه سيمكن الفرنسيين و زوار عاصمتهم من أخذ فكرة مسبقة عن القيمة الفنية للأعمال و القطع النادرة التي ستعرض في متحف لوفر أبوظبي.
وأضافت "المجموعة الفنية التي رأيناها في "نشأة متحف" ليست خاصة و لا ضيقة بل مجموعة منفتحة و متنوعة في شكلها و ترمز لكل العصور بل لكل الأديان وهذه هي الرسالة التي حرصت كل من فرنسا و دولة الإمارات على إيصالها لنا كفرنسيين من خلال هذا المعرض و أعتقد أن الرسالة وصلت".
و وصفت رئيسة القسم الثقافي لصحيفة لوفيغارو الفرنسية متحف لوفر ابوظبي الذي سيفتتح رسميا نهاية العام المقبل بالمشروع العملاق الذي يحمل رسالة إنسانية و حضارية كبيرة ما سيجعل منه قبلة للسياح من كل العالم خاصة الفرنسيين.
وبحسب الصحافية الفرنسية فإن الكثير من الفرنسيين باتوا يطمحون لزيارة الإمارات و أبوظبي خاصة لزيارة هذه المعلمة التاريخية التي تأتي كثمرة تعاون ثقافي بين فرنسا و الإمارات ..مؤكدة أن المدن الإماراتية أصبحت وجهة مفضلة تغري الكثير من الفرنسيين.
أرسل تعليقك