مجموعة من الفنانين يقدمون أعمالًا رائعة في معرض مدد  مدد
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

مجموعة من الفنانين يقدمون أعمالًا رائعة في معرض "مدد .. مدد"

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - مجموعة من الفنانين يقدمون أعمالًا رائعة في معرض "مدد .. مدد"

معرض "مدد .. مدد"
القاهرة ـ العرب اليوم

في ذلك العالم المليء بالصعوبات التي تفرضها طبيعة الحياة الجافة يبحث كل منا عن العون أو المدد، تلك الكلمة التي ارتبطت مع الوقت بعالم الأولياء والصوفية بل ودخلت بقوة في الثقافة الشعبية المرتبطة بالموالد في مصر ومنها إلى عالم الموسيقى والأغاني والفن التشكيلي الذي صور كثيرا من الموضوعات المرتبطة بالصوفية  والروحانيات.

فالفنان سيد سعد الدين المعجونة أعماله بروح الثقافة المصرية والشعبية وكذلك الذي تجد في كثير من أعماله ما يعبر عن الروحانيات يقول إننا دائما ما نتبرك بكلمة "مدد" على أساس أنها مدد من الله .. أحيانا نطلب شفاعة سيدنا رسول الله .. شفاعة للضعفاء المحتاجين لعطف الله.

جاء ذلك على هامش معرض "مدد.. مدد" "الذي افتتحه غاليري خان المغربي مؤخرا بمشاركة كل من الفنان سيد سعد الدين والفنانة إيفلين عشم الله والفنان أحمد عسقلاني.. ليقدم كل منهم مجموعة من الأعمال تعد بمثابة قراءة مكثفة تعكس مراحل مختلفة في مشوارهم الفني.

إلا أن السمة الغالبة التي تربط بينهم هو انتماء كل منهم لثقافة مصر البكر البعيدة عن المدينة والتي انعكست في أعمالهم ربما لتكتسب المدد بعدا آخر مرتبطا بالتمسك بالجذور والأصل في ظل مد العولمة والتغريب والابتعاد عن الهوية .. حيث ولدت الفنانة إيفلين في دسوق بكفر الشيخ، وتشربت برموز الثقافة الشعبية كالكف والعروسة الورق والعين ولمبة الجاز وغيرها والتي تظهر جلية في تفاصيل أعمالها، إضافة إلى الوجوه المصرية الخالصة التي تميزها عن غيرها.. فكل لوحة عالم ثري محتشد بالحكايات التي ترويها بعدة طرق وبتداخل من الخامات التي وظفتها بحنكة في عوالمها الثرية.. 

أما الفنان سيد سعد الدين ابن قنا فلطالما قدم روح تلك البيئة التي نشأ بها بل وقدم توثيقا فنيا لطبيعة الحياة المصرية ومنها الألعاب الشعبية كالطوق والحجلة وكذلك التحطيب وأيضا الموسيقي الشعبية كعازفي الدفوف والربابة وغيرها في كثير من الأعمال الفنية التي اتسمت بالرسوخ والفخامة والتي قال عنها الناقد صبحي الشاروني لوحاته لا تمثل مجرد انطباعات عن البيئة وإنما هي دراسات أيضا للتراث الشعبي في مصر وفي تشكيلاته المختلفة .. تحليل تتجلي فيه قوة البناء ورسوخه بإحساس المثال المتمكن مما يشيع في لوحاته جواً من التعبد والصوفية

إلا أن للجانب الروحاني الذي ظهر بقوة في عدد من أعمال سيد سعد الدين حكاية تمس الوجدان حيث فقد ابنته ذات الثمانية عشر ربيعا أمام عينيه عام 1998 بسبب خطأ طبي. وقد تجلت حالة الحزن التي سيطرت عليه  في  أكثر من 40 لوحة عن الروحانيات.. تلك الروح التي صعدت إلي بارئها بدون جرم.. وربما تحولت تلك الروح في أعماله إلى رموز متماسة  مع السماء .. مثل الحمام الذي يعتبره رمزا للأرواح الهائمة التي تسبح في ملكوت الله، كذلك أصبحت أشجار النخيل تصل بين السماء والأرض، وإن كان سيد سعد يستمد مادته من الواقع إلي أنها تتحول إلي ما يشبه الحلم من خلال وجدان تضفر فيه الشجن بالروحانية والألم بتلمس الأمل من مناجاة الله والاستماع إلي القرآن الكريم كما في لوحتي المقرئ والكتاب.

أما الفنان الشاب أحمد عسقلاني فينتمي لقرية القنوية بنجع حمادي، وهو نحات شاب استطاع أن يقدم رؤى نحتية مختلفة متشربة من بيئته بداية من الثقافة الفرعونية التي نجدها مثلا في نماذج كالكاتب المصري الذي قدمه رؤية معاصرة، إضافة إلي عدد من التجارب الأخرى التي تحمل طابعا مصريا صميما من بينها استخدامه لخامة الخوص في منحوتاته.. تلك الخامة التي ترتبط ارتباطا وثيقا بثقافة البسطاء وبالحرف اليدوية المصرية، بخلاف تجربته التي تحمل أسلوبه الفني المتمثل في الأجساد والأرجل والأقدام الضخمة والرؤوس الصغيرة جداً .. والتي تعبر عن فلسفة مهمة تتمثل في أهمية العقل الذي ميز الله به الإنسان، واختيار البعض محو ما هو مُفضل في مقابل القوة الجسدية أو النفوذ.

كذلك فإن أبطال عسقلاني وشخوصه كثيرا ما تتضمن حيوانات يرتبط كثير منها بالموروث الشعبي المصري، فالقطط ترتبط بالأساطير والخرافات عند المصريين، أما الحمار الذي يُعد من الحيوانات المفضلة عند عسقلاني فيقول عنه : إن له  تركيبة خاصة وله محبة وقرب من المصري في صفاته فهو ذكي وصبور ومطاوع وحمول إلي أبعد الحدود.

وربما كان واحدا من المشاهد اللطيفة في معرض مدد.. مدد هو الاحتفاء بالحمار من خلال منحوتة للفنان أحمد عسقلاني ولوحة زيتية للفنان سيد سعد الدين الذي قدمه كبطل وحيد في تلك اللوحة، وكان قد قدمه أيضا في العديد من أعماله الأخرى التي ارتبطت بالفلاح المصري وبقيمة العمل التي لطالما احتفي بيها سعد الدين في أعماله.

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مجموعة من الفنانين يقدمون أعمالًا رائعة في معرض مدد  مدد مجموعة من الفنانين يقدمون أعمالًا رائعة في معرض مدد  مدد



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 00:00 2016 الخميس ,22 كانون الأول / ديسمبر

عليك النظر إلى المستقبل البعيد واختيار الأنسب لتطلعاتك

GMT 04:00 2018 الثلاثاء ,03 تموز / يوليو

مستقبل إردوغان

GMT 13:21 2021 الخميس ,22 إبريل / نيسان

عملاق صيني للطرق الوعرة سيظهر العام الجاري

GMT 11:08 2021 السبت ,05 حزيران / يونيو

شركة كيا تكشف عن النسخة الأحدث من طراز K5

GMT 12:43 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة شخص وإصابة 2 بتصادم 3 سيارات في دبي

GMT 06:02 2012 الإثنين ,31 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق تعاون بين الأردن والكويت

GMT 12:58 2017 الإثنين ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

آلات قطر الإعلامية والدينية.. والتحريض على مصر وجيشها

GMT 07:04 2021 الجمعة ,29 تشرين الأول / أكتوبر

كثرة التنقل

GMT 10:23 2021 الأربعاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

أفكار بسيطة لإضافة لمسة بوهيمية جذابة إلى منزلك

GMT 13:38 2013 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

أسوأ إطلالات المشاهير لعام 2013
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia