إفتتاح معرض تكريمي لمحمد القاسمي في متحف بنك المغرب
آخر تحديث GMT07:39:41
 تونس اليوم -

إفتتاح معرض تكريمي لمحمد القاسمي في متحف بنك المغرب

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - إفتتاح معرض تكريمي لمحمد القاسمي في متحف بنك المغرب

الرباط - و.م.ع

افتتح مساء الأربعاء بمتحف بنك المغرب، معرض تكريمي للفنان محمد القاسمي، يقدم أعماله بعد تصفية تركته الفنية، تحت عنوان "القاسمي: الفن كحركة قصوى"، كما يخلد الذكرى العاشرة لوفاة هذا الفنان الذي طبع الفن التشكيلي والساحة الثقافية المغربية برمتها بمساهماته المتعددة في مجالات الأدب والشعر والدفاع عن حقوق الإنسان. ويضم المعرض الذي يستمر إلى غاية 30 مارس المقبل، 55 لوحة بارزة لمحمد القاسمي أنجزها في الفترة ما بين 1965 و2003º وتمثل هذه اللوحات أربعة مراحل أساسية من تطور أعمال الفنان الراحل ابتداء من سنوات الستينات حيث كان متأثرا باللون التمثيلي، قبل أن يتجه إلى اللون التجريدي المغربي حتى نهاية السبعينات، وتميزت سنوات الثمانينات بنجاح تجربة الحايكات السبع التي أنجزها القاسمي مع دباغي مراكش، وقد بلغ القاسمي قمة نضجه الفني في الفترة ما بين 1990 و2003، حيث اكتشف تيمات جديدة مثل شهرزاد، الأطلسيات، وكذا الوصف الفني لأسفاره في إفريقيا. لقد تحول بنك المغرب إلى رواق كبير يضم لوحات محمد القاسمي، التي ترóكøóزó أغلبها في الطابق الأول، رغم وجود بعضها في الطابق الأرضي، وكان الزوار مرفوقين بالناقد الفني والقيم على المعرض الباحث فريد الزاهي، الذي كان يشرح الخطوط العريضة للمراحل التي مرت بها تجربة القاسمي الفنية. وقال الناقد فريد الزاهي في وثيقة المعرض إن محمد القاسمي فنان منفتح على المستجدات الثقافية، وشاعر وكاتب ذو قلم نابض وحاد النبرة، ومثقف يحمل في مسامه قضايا عصره، ومفكر متيقظ للقضايا الثقافية الأشد عمقاº ولذا استطاع أن يطور ممارسته الفنية في سبل الأكثر حداثة والتي كانت تشكل دائما هاجسه وأفقه. وأضاف أن القاسمي أدرك منذ الستينات أن الممارسة التشكيلية لا يمكنها أن تنحصر في إطار اللوحةº فمن الأعلام المصبوغة على شاطئ الهرهورة قبالة المحيط الأطلسي، إلى المنشأة الفنية الهائلة "مغارة الأزمنة الآتية" مرورا بالاشتغال مع مرضى مستشفى الأمراض العقلية ببرشيد، و"الحايكات" السبعة مع الصباغين بمراكش، وجدارية كنيسة غرونوبل، والمنجزة الفنية بتركياº مشيرا إلى أن القاسمي كان فوارا بالأفكار المبتكرóة بحيث لم يفتأ منصتا لجذوته المبدعة، ممارسا الفن باعتباره حركة مفتوحة نحو الآخر وصاغية للصخب الهادر لزمننا. وكتبت الناقدة الفنية طوني مارايني "وسط ضربات فرشاة أكثر سعة، وشخوص أكبر فأكبر، وتركيز من ألوان الأرض والدم، صار الجسد بالفعل مهيمنا في المشهدº ثمة في لوحة القاسمي التي تحمل عنوان "ألف وضعية ووضعية لشهرزاد"، كانت الأشكال لا تزال رموزا، لكن اللانظام أضفى لاحقا على أعمال القاسمي بنية أخرى مختلفة وانفعالات مغايرةº هنا ستمتلئ اللوحات بأجساد مختزلة في ملامح تعبيرية، وشخوص في الأغلب دون وجوه، في عري شبقي، لكن كما لو أنها في فرار وفي استنفار". وقال إبراهيم العلوي وهو قيم على المعارض ومؤرخ للفن، إن القاسمي حاول من خلال مقارباته الفنية وكذلك عبر سلوكه الإنساني، توسيع نطاق عمله وصد الحدود، مبعدا كل ما يمكن أن يقوم على فكرة التأطير، ليس فقط الإطار التقليدي للوحة ومسندها (الشوفالييه) ولكن أيضا في الفضاء الاجتماعي المخصص للإبداع المعاصر في المغرب. وأضاف أن القاسمي، بدأ سنة 1984، وتمهيدا لمواجهته مع المادة، في تصادم مع هذه الأخيرةº وفي وصفه لهذه الفترة التحضيرية يقول القاسمي: "بدأت أشتغل على الأحجام الكبيرة، أو أصبغ في ظهر اللوحات، حتى أتدرب، أو أضع جسمي ومخيلتي في مأزق كي أحس نفسي في مكان آخر"º مشيرا إلى أن هذه الحاجة للهروب من سطوة الأماكن المغلقة ستدفع به إلى الخروج من مرسمه لمواجهة الفضاء الخارجي وعناصر الطبيعة، أي الماء والريح والشمس والتراب ليؤسس احتفالية الرجل الحر. وتابع أن القاسمي واجه العديد من المواقف التي اعترضتهº فلقد استكشف عمودية الجدران، حين أنجز جداريات في المغرب وفرنسا، وحين ساهم في نشاط فني إلى جانب نزلاء مستشفى برشيد للأمراض النفسية، كما أنجز عددا من التدخلات الفنية، والأعلام والمنحوتات على حافة المحيط الأطلسي، واللافتات في ليموج بفرنسا، كما قام بمجموعة عروض وسط الحرفيين والصباغين في مراكش، وأخيرا استثمر فنه في المجال الاجتماعي، حين أقدم على تجربة مشوقة، بتواطؤ مع المحلل النفسي جليل بناني، حيث نظم القاسمي ورشة بمعية مراهقين في مركز للعلاج بالرباطº لقد كانت تلك تجربة على هامش الحواجز بين التعبير الفني والعلاج النفسي، بين العادي والمرضي، بين الإدماج والنبذ.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إفتتاح معرض تكريمي لمحمد القاسمي في متحف بنك المغرب إفتتاح معرض تكريمي لمحمد القاسمي في متحف بنك المغرب



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 18:08 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الجوزاء الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 16:04 2016 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

القثاء المرّ لعلاج السكري على الفور

GMT 03:59 2013 الثلاثاء ,05 شباط / فبراير

"HP" تطلق أول حاسب يعمل بنظام التشغيل "كروم"

GMT 07:24 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

إطلالات مبهرة من التنورة "الميدي" للمسة أناقة في الشتاء

GMT 19:18 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 11:13 2016 الأربعاء ,01 حزيران / يونيو

لسان عصفور بالبارميزان و الريحان

GMT 22:55 2020 الأحد ,18 تشرين الأول / أكتوبر

تسريحات شعر أنيقة للمرأة العاملة

GMT 20:42 2018 الجمعة ,21 أيلول / سبتمبر

جماهير الأهلي تخلد ذكرى خالد قاضي في المدرجات

GMT 22:52 2016 الثلاثاء ,09 شباط / فبراير

البشير يقيل رئيس هيئة أركان الجيش السوداني

GMT 14:56 2021 الثلاثاء ,12 كانون الثاني / يناير

مايا دياب تؤكد أن لبنان يعاني ويلفظ آخر أنفاسه بسبب كورونا

GMT 05:15 2018 الأربعاء ,19 أيلول / سبتمبر

طريقة مبتكرة لوضع "الماسكارا" للحصول على رموش كثيفة

GMT 10:40 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

طريقة إزالة طلاء الأظافر عن المفروشات الجلد والعناية بها
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia