الشارقة ـ حسام أبو جبارة
تستقطب فعاليَّات "ركن الطَّهي" في معرض الشَّارقة الدَّولي للكتاب، عددًا كبيرًا من السيِّدات والرِّجال، فالأطباق الشهيَّة يبحث عنها الجميع، وخصوصًا لو كانت مختلطة بحبر الورق، وأصوات المثقَّفين والشُّعراء والمفكرين الذين يغدقون على جمهور المعرض بإبداعاتهم الأدبيَّة والثَّقافيَّة، كتبًا وقصائد وندوات، وفي أجواء تختلط فيها روائح البهارات الهنديَّة بالزَّعفران الفارسي مع المقبِّلات اللبنانيَّة والحلويَّات الخليجيَّة.
ومن الهند (موطن الأطباق الغنية بالبهارات التي لا يقاوم مذاقها، حلوة كانت أم حامضة، حارة أم لاذعة)، يأتي الطاهيان فيكي رتناني وسنجيف كابور، ليقدما مجموعة من الأطباق المستوحاة من طبيعة الهند الغنية بالخضراوات والأعشاب والبهارات، حيث تتميّز هذه الأطباق بسهولة وسرعة تحضيرها، علاوة على إمكانية تجهيزها من مواد تكون متوفرة غالبًا في البيت.
وفي كل فعالية يقدمها الطاهي رتناني أو زميله كابور لا بد من أن يكون أرز الكاري أو دجاج التندوري حاضرًا، في أطباق تمتزج فيها حرارة مواقد الطهي مع قرون الفلفل المشتعلة والكثير من التوابل القوية النكهة، لتضفي على المطبخ الهندي روائح زكية. ولا ينسى الطاهيان، السلطات المضاف إليها غالبًا بعضٌ من أصناف الخضروات التي لا تعيش إلا في شبه القارة الهندية.
أما المطبخ الفارسي المعروف بكثرة استعماله للتوابل والأعشاب العطرية مثل الزعفران، والزيزفون، والكمون، والبقدونس، فقد أحضرت إدارة المعرض هذا العام 2 من كبار الطهاة في إيران وهما سالي بوتشر وجمشيد غولشان إبراهيمي، اللذان يبدعان معا تشكيلة متنوعة من الأطباق التي لا يخلو أحدها من الكباب، والأرز البسمتي، وكعك الخضروات، إلى جانب المشروبات الكثيرة التي تزيد من شهية المائدة الإيرانية.
ويكثر الطاهيان بوتشر وإبراهيمي من استعمال الفواكه في الطهي، مثل الخوخ، والرمان، والسفرجل، والمشمش، والزبيب، إلى جانب المكسرات مثل الفستق الحلبي، والكاجو، واللوز، والصنوبر، والتي يعتبرونها من العناصر التي تضفي على أطباقهم مذاقًا فريدًا ومظهرًا رائعًا، تأكل منه العين قبل الفم، ولا ينهيان فقراتهما إلا بدعوة الحاضرين إلى تذوق هذه الأطباق وإبداء الرأي فيها، في فعالية لا تخلو من مشاركة كل أفراد الأسرة.
ومن لبنان (ضيف شرف الدورة الـ 32 من المعرض)، وموطن أوسع تشكيلة من المقبلات التي تبدأ من الحمص والبابا غنوج والمحمرة ولا تنتهي عند التبولة والفتوش، تقدم الطاهية المعروفة دلال كنج وصفات شعبية لإعداد هذه الأطباق إلى جانب الحلويات والأطايب المالحة والحلوة. وتخصص كنج كل يوم تقام فيه هذه الفعالية لعدة أطباق محببة لأفراد الأسرة مثل المشاوي والمحاشي والشوربات، مع الاهتمام بمحبي الأطباق النباتية التي يقبل عليها كثير من العرب والأجانب.
وتشارك الطاهية الكويتية عرفات الأربش جمهور معرض الشارقة الدولي للكتاب بخبرتها الطويلة في إعداد أشهى المأكولات الخليجية، إضافة إلى اهتمامها بشرح طرق إعداد السلطات والمعجنات والحلويات، المعروفة في دول الخليج العربي.
وفي كل هذه الفعاليات المتواصلة حتى نهاية المعرض، على فترتين صباحية ومسائية، يكون الكتاب حاضرًا من خلال تواجد دور النشر المتخصصة في نشر وتوزيع كتب الطهي في القرب من مكان إقامة "ركن الطهي"، والذي جهز له مكان رحب مع مطبخ واسع في القاعة الخامسة.
تم تأسيس معرض الشارقة للكتاب في العام 1982 بمرسوم أميري أصدره عضو المجلس الأعلى الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، وتطور المعرض ليصبح واحدًا من أهم وأكبر المعارض الدولية للكتاب في منطقة الشرق الأوسط.
ويعتبر المعرض الذي تستمر فعالياته لمدة 11 يومًا نتيجة طبيعية ومباشرة لما تقوم به إمارة الشارقة من جهود حثيثة ومتفانية، التزامًا منها بتطوير وتعزيز ثقافة القراءة في الشارقة والإمارات العربية المتحدة، وهو ما يتجلّى بكل وضوح في شعار المعرض "في حب الكلمة المقروءة".
أرسل تعليقك