بطاطا مزروعة بمياه مالحة لمواجهة الجوع في العالم
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

بطاطا مزروعة بمياه مالحة لمواجهة الجوع في العالم

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - بطاطا مزروعة بمياه مالحة لمواجهة الجوع في العالم

حقل اختبار لزراعة البطاطا في جزيرة تكسل
دن هورن - أ.ف.ب

حقل صغير في جزيرة تكسل شمال هولندا يشهد باستمرار هبوب رياح عنيفة مصدرها بحر وادن قد يقدم حلا لمشكلة الجوع في العالم، هو عبارة عن محاصيل بطاطا تنمو في المياه المالحة.

هذا المشروع الذي ينسف النظريات الزراعية الحالية التي تؤكد أن الزراعات لا تنمو في المياه المالحة، يمكن ان يشكل حلا لمشكلة تملح الاراضي التي تهدد الامن الغذائي لملايين الاشخاص.

فبين الماعز والسدود في جزيرة تكسل، يزرع مارك فان ريسيلبيرغي حوالى ثلاثين نوعا من البطاطا.

ويوضح هذا المزارع البالغ 60 عاما لوكالة فرانس برس "اننا نوزع سبعة تركيزات من المياه على حقل تجريبي، من المياه العذبة الى مياه البحر"، مضيفا "نتخلى عن المحاصيل غير الصالحة ونحلل ما يعيش منها".

وليست البطاطا وحدها في هذا المشروع، اذ ان مارك وفريقه يدرسون بدعم من جامعة امستردام امكان زرع الجزر والفراولة والبصل وانواع اخرى من الخضار والفواكه في المياه المالحة.

وفي هذه "المزرعة للبطاطا المملحة"، بدأت التجارب مطلع العام 2006 مع فكرة رئيسية عامة للمشروع تكمن في مساعدة الاشخاص الذين يعانون سوء التغذية في العالم.

وفي المكان، يعمد اعضاء الفريق الصغير المؤلف من باحثين ومزارعين وعمال زراعيين الى اجراء تجارب من دون مختبر ولا كائنات معدلة وراثيا على كل النباتات المتوافرة لديهم لمعرفة ما اذا كانت ستعيش في بيئة شديدة الملوحة.

وثمة ما يقارب خمسة الاف نوع مختلف من البطاطا، رابع اكثر النباتات زراعة في العالم، بحسب منظمة الاغذية والزراعة التابعة للامم المتحدة (فاو).

ويؤكد فان ريسيلبيرغي "اننا نختبر فقط انواعا لم تحصل في السابق اي تجارب عليها. لا نسعى الى معرفة لماذا تموت او تعيش".

ويضيف هذا المزارع "نلاحظ ان انواعا عاشت قبل مئات او الاف السنوات قرب البحر تتجاوب مع الملح بشكل افضل من غيرها".

وفي حين تجرى بحوث عدة لزيادة انتاج بعض انواع النباتات، يجري فريق تكسل رهانا معاكسا: النجاح في زراعة نباتات على اراض كانت تعتبر غير مواتية او غير صالحة بتاتا للاستخدام.

ويقول هذا المزارع الستيني "في هولندا، نعرف كل شيء عن المياه ونعرف امورا كثيرة عن الزراعة، لكننا خائفون جدا من البحر لأننا حتى عشر سنوات خلت لم نكن قد تحلينا بالشجاعة المطلوبة لتجربة زرع نباتات بالاستعانة بمياه البحر".

وظاهرة تملح الارض هي تراكم للاملاح ناجم عن نقص او سوء في ري الاراضي الزراعية.

وتؤدي هذه الظاهرة الى تقليص المساحات الزراعية في العالم بواقع الفي هكتار يوميا بحسب معهد جامعة الامم المتحدة للمياه والبيئة والصحة.

وأكثر المناطق المعنية بهذه الظاهرة هي احواض النهر الاصفر في الصين والفرات في سوريا والعراق والسند في باكستان.

وقد ارسل فريق تكسل الى هذه المناطق الاف نبتات البطاطا، في مشروع "تكلل بالنجاح" على حد تعبير هذا الفريق الذي يعتزم توسيع نطاق عمله العام المقبل.

وقد تكون البطاطا المالحة نقطة تحول في حياة الاف المزارعين في المنطقة كما انها قد تساعد على المدى البعيد الاف الاشخاص الذين يعيشون في مناطق شديدة الملوحة بحسب الفريق.

وقد زرعت البطاطا بداية في البيرو من ثم جرى ادخالها الى القارة الاوروبية على يد المستعمرين الاسبان في القرن السادس عشر، لتلقى رواجا كبيرا في اوروبا خصوصا لمساعدة السكان على الصمود في وجه المجاعات المزمنة في تلك الحقبة. وقد عاشت بلدان عدة تبعية اقتصادية لهذا الصنف من الزراعات لدرجة ان اكثر من مليون شخص توفوا في شمال غرب اوروبا في اواسط القرن التاسع عشر بعد كارثة اتت على كامل محاصيل البطاطا خصوصا في ايرلندا.

وتقدر اليوم منظمة فاو عدد الاشخاص الذين يعانون سوء تغذية في العالم بحوالى 800 مليون شخص كما ان ظاهرة التملح تهدد 10 % من المحاصيل الزراعية العالمية.

ولناحية الطعم، يؤكد فريق تكسل ان البطاطا المزروعة بالمياه المالحة حلوة المذاق اذ ان النبتة تنتج كميات اكبر من السكر للتكيف مع ملوحة البيئة التي تزرع فيها.

كذلك لا تحمل هذه النباتات اي خطر في زيادة استهلاك الاشخاص للملح جراء هذه النباتات لأن الملح يبقى محفوظا داخل اوراقها.

وطلبت بلدان عدة بينها مصر وبنغلادش والهند التعاون مع هذا الفريق للاستفادة من هذا المشروع.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بطاطا مزروعة بمياه مالحة لمواجهة الجوع في العالم بطاطا مزروعة بمياه مالحة لمواجهة الجوع في العالم



GMT 09:21 2021 الثلاثاء ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

الترفيع في أسعار الحبوب عند الإنتاج للموسم الفلاحي 2021-2022

GMT 10:31 2021 السبت ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الخنازير تتلف محاصيل زراعية في ولاية المهدية التونسية

GMT 16:55 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

تونس تسجل فائضاً مطرياً خلال اكتوبر 2021 قارب 16 بالمائة

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 00:00 2016 الخميس ,22 كانون الأول / ديسمبر

عليك النظر إلى المستقبل البعيد واختيار الأنسب لتطلعاتك

GMT 04:00 2018 الثلاثاء ,03 تموز / يوليو

مستقبل إردوغان

GMT 13:21 2021 الخميس ,22 إبريل / نيسان

عملاق صيني للطرق الوعرة سيظهر العام الجاري

GMT 11:08 2021 السبت ,05 حزيران / يونيو

شركة كيا تكشف عن النسخة الأحدث من طراز K5

GMT 12:43 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة شخص وإصابة 2 بتصادم 3 سيارات في دبي

GMT 06:02 2012 الإثنين ,31 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق تعاون بين الأردن والكويت

GMT 12:58 2017 الإثنين ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

آلات قطر الإعلامية والدينية.. والتحريض على مصر وجيشها

GMT 07:04 2021 الجمعة ,29 تشرين الأول / أكتوبر

كثرة التنقل
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia