الإقبال المتزايد على الفحم يعيق الحفاظ على البيئة
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

الإقبال المتزايد على الفحم يعيق الحفاظ على البيئة

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - الإقبال المتزايد على الفحم يعيق الحفاظ على البيئة

لندن - العرب اليوم

قرابة نصف حجم انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون في العالم يتم عبر احتراق الفحم وهو مادفع بخبراء الطاقة إلى المطالبة بالاستثمار في الطاقات المتجددة، حتى يمكن خفض مستوى الاحتباس الحراري الذي يؤدي إلى تغيرات مناخية خطيرة. ارتفع استهلاك العالم من الطاقة المستخرجة من الفحم في الأعوام الماضية إلى أكثر من 50 في المائة. ووفقاً لدراسة حديثة قامت بها شركة BPالدولية للطاقة، فقد بلغ استهلاك الطاقة المنتجة من الفحم عام 2012 أكثر من خمس مليارات طن. يعتبر خبير الطاقة وحماية البيئة في منظمة السلام الأخضر (غرينبيس) غيرالد نويباور هذه الأرقام بأنها " مثيرة للمخاوف" خاصة في ظل غياب ما يشير يشير إلى تراجع إنتاج الفحم في العالم. ويقول نويباور: " في مختلف أنحاء العالم يتم حاليا التخطيط لبناء أكثر من 1000 محطة جديدة لتوليد الطاقة المستخرجة من الفحم ". وتعتبر الصين والهند من أكثر دول العالم استهلاكا للفحم، حيث ارتفع استهلاكها إلى الضعف خلال عشرة أعوام الأخيرة. أما في الولايات المتحدة فهناك تراجع في استهلاكها من الفحم بسبب القوانين الصارمة الخاصة بحماية البيئة. بالرغم من زيادة الإقبال على الطاقة المتجددة في ألمانيا، فلازال إنتاج الفحم وخاصة، الفحم البني المضر بالبيئة، يلقى إقبالا كبيرا في ألمانيا. ويرجع السبب في ذلك بالأساس إلى انخفاض سعر شهادات انبعاثات الغاز التي يتم تداولها دوليا بهدف التخفيف من حجم انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون في أوروبا. وبينما كان سعر هذه الشهادات يبلغ في عام 2008 ثلاثين يورو للطن الواحد من ثاني أكسيد الكربون، أصبح الآن سعر الطن الواحد لا يتعدى أربعة يورو. وبالتالي أصبحت شركات الطاقة تفضل الاستثمار في الفحم البني لأنه مربح، في حين توقفت أغلب الشركات المنتجة للطاقة من الغاز عن العمل بالرغم من أنها رفيقة بالبيئة وانبعاثات غازاتها قليلة. وقد أدى هذا التطور إلى ارتفاع استهلاك الفحم في ألمانيا بمستوى أربعة في المائة مقارنة مع عام 2011، وبذلك ارتفعت أيضا نسبة انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون باثنين في المائة. يتفق الخبراء على أن الارتفاع الكبير في مستوى انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناجمة عن احتراق الفحم يعيق مسيرة المجتمع الدولي في تحقيق هدفه المتمثل في حصر ظاهرة الانحباس الحراري للأرض في درجتين كحد أقصى. لذلك يطالب نويباور، الخبير في منظمة غرينبيس، بوقف بناء محطات جديدة لتوليد الطاقة من الفحم، وبدلا عن ذلك "الاستثمار في الطاقة المتجددة ومحطات توليد الطاقة من الغاز". بدورها تؤكد شركة RWEالعملاقة في مجال إنتاج الطاقة على زيادة استثماراتها في الطاقات المتجددة مستقبلا، غير أنها تتمسك في نفس الوقت بتوليد الطاقة من خلال الفحم البني المضر بالبيئة. وفي هذا السياق يقول هانس فيلهيم شيفر، مدير السياسة الاقتصادية والأبحاث في شركة RWE: " نحن مستمرون في تطوير محطات إنتاج الطاقة من الفحم البني وهذه المحطات ستصبح أكثر فعالية، والخطوة المقبلة تتمثل في فصل غاز ثاني أكسيد الكربون  عن الفحم". وخلال عملية الفصل هذه ترغب RWEفي تخزين أكسيد الكربون في باطن الأرض حتى تتفادى الإضرار بالبيئة. ويضيف شيفر" لدينا محطة تجريبية وإذا نجحنا فيها فإن استخراج الطاقة من الفحم لن يتعارض مع خطة الحفاظ على البيئة". بخلاف ذلك يشكك الأستاذ مانفريد فيشيديك، رئيس قسم الأبحاث الخاصة بالطاقة المستقبلية في معهد فوبرتال، في نجاح تقنية التخلص من غاز ثاني أكسيد الكربون في ألمانيا، ويقول بهذا الخصوص"بسبب عدم تقبل هذه التقنية في ألمانيا فإن تطبيقها غير ممكن". كما إن تكاليف هذه التقنية التي سيبدأ العمل بها في محطات الطاقة الكبيرة عام 2025 ستكون باهظة. ويضيف فيشيديك" مثل هذه المنشآت سترفع من سعر الكهرباء بمستوى 60 الى 80 في المائة". وبذلك فقد يصبح سعر الكيلوواط الواحد من الكهرباء الذي تنتجه الشركات المستخدمة لتقنية الفصل حوالي 13 سنتاً على الأقل، وبالتالي فلن تصبح هذه الشركات قادرة على المنافسة، خاصة إذا علمنا أن سعر الكيلوواط الواحد من الكهرباء المنتج بالرياح لا يتعدى سبعة سنتات والكهرباء المستخرجة من الطاقة الشمسية لا يتعدى عشرة سنتات للكيلواط الواحد. ويرى فيشديك أن الاستثمار في الطاقات المتجددة وتطبيق أساليب موفرة عند استخدام الطاقة، هي الأمور التي يمكن لها أن تضمن حماية البيئة بتكاليف مناسبة. من جهتها لا تنتظر خبيرة البيئة في المعهد الألماني للبحوث الاقتصادية، كلاوديا كيمفيرت، نجاح تقنية فصل ثاني أكسيد الكربون في المستقبل بسبب التكلفة الباهظة وعدم تقبلها من الكثيرين. وبالنسبة لكيمفيرت فإن "الطاقة المتجددة هي الخيار الوحيد والمستديم لإنتاج كهرباء دون انبعاثات غازية لثاني أكسيد الكربون و بأسعار مناسبة". كما يعتبر نويباور أن فكرة الاعتماد على تقنية فصل ثاني أكسيد الكربون لحل مشاكل البيئة كانت متأخرة بعض الشيء. ولذلك فهو يطالب ألمانيا بنهج قوانين ملزمة بالتخلص من الطاقة المستخرجة من الفحم. كما يأمل نويباور في حدوث انخفاض في أسعار الطاقات المتجددة خلال الأعوام المقبلة" حتى يمكنها الازدهار والتطور في جميع أنحاء العالم". 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإقبال المتزايد على الفحم يعيق الحفاظ على البيئة الإقبال المتزايد على الفحم يعيق الحفاظ على البيئة



GMT 09:21 2021 الثلاثاء ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

الترفيع في أسعار الحبوب عند الإنتاج للموسم الفلاحي 2021-2022

GMT 10:31 2021 السبت ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الخنازير تتلف محاصيل زراعية في ولاية المهدية التونسية

GMT 16:55 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

تونس تسجل فائضاً مطرياً خلال اكتوبر 2021 قارب 16 بالمائة

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 18:47 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الدلو الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:38 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج القوس الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 14:13 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج العقرب الخميس 29 -10 -2020

GMT 14:08 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج العذراء الخميس 29-10-2020

GMT 15:33 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 18:18 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الأسد الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 16:31 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

فرص جيدة واحتفالات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 18:23 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر مع تنافر بين مركور وأورانوس
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia