دعا الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي إلى تضافر الجهود البرلمانية العربية لمواجهة التحديات الخطيرة التي تهدد دول المنطقة وفي صدارتها ظاهرة الإرهاب المتنامية التي تهدد الأمن القومي العربي.
وحمّل العربي، البرلمانات العربية المسئولية التاريخية من أجل الإسهام في بناء الدول العربية الحديثة وإصدار التشريعات اللازمة لدعم العربي المشترك والتحرك بقوة لتوجيه الحكومات العربية من أجل تنفيذ قرار مجلس الوزراء الخارجية العرب في سبتمبر 2014 بشأن اتخاذ التدابير الجماعية من أجل صيانة الأمن القومي والمواجهة الشاملة للإرهاب عسكريا وأمنيا وفكريا وثقافيا.
وأعرب العربي، في كلمته اليوم الأربعاء أمام الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الأول لرؤساء البرلمانات العربية والذي يعقد تحت شعار "رؤية برلمانية لمواجهة التحديات الراهنة للأمة العربية"،عن أمله في أن يسهم المؤتمر في اتخاذ خطوات عملية للخروج من الأزمات الراهنة التي تعصف بالدول العربية وتهدد استقرار المنطقة برمتها.
وأكد العربي أهمية هذا المؤتمر الأول من نوعه على المستوى البرلماني من أجل بلورة رؤية برلمانية عربية للتعامل مع التحديات الراهنة، مشددا في هذا الإطار على أن القضية الفلسطينية هي القضية المركزية الأولى للعالم العربي، محذرا من خطورة استمرار انسداد أفق حلها.
ودعا إلى تحرك عربي جدي نحو منظمة الأمم المتحدة من أجل المطالبة بتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 242 وانسحاب إسرائيل من الأراضي التي احتلها العام 1967، والعمل على دعم المبادرة الفرنسية لعقد مؤتمر دولي يقوم على أساس المرجعيات الدولية التي تم التوافق عليها، شريطة أن يتم ذلك ضمن إطار زمني محدد.
كما دعا إلى توظيف كل الإمكانيات العربية من أجل التحرك لحل القضية الفلسطينية والتصدي لسياسات إسرائيل العنصرية.
وقال العربي" إن البرلمانات العربية مدعوة بقوة للتحرك بقوة مع البرلمان الدولي من أجل العمل على وقف الأنشطة الاستيطانية في الأراضي المحتلة".
وحذر العربي من تداعيات الأزمات المشتعلة في سوريا واليمن، وليبيا، والتي تهدد مستقبل المنطقة واستقرارها، داعيا إلى صياغة رؤية عربية مشتركة خلال هذا التجمع البرلماني المهم بما يسهم في الخروج من المأزق العربي الراهن.
من جانبه، أكد رئيس البرلمان العربي أحمد الجروان أهمية هذا المؤتمر الذي يكتسب أهمية قصوى في ظل النظر للظروف البالغة الحساسية التي تعيشها الأمة العربية، معربا عن أمله في أن يسهم المؤتمر بشكل نوعي وجريء في تعزيز وحدة الصف العربي وما يتطلبه ذلك من تضافر لكافة الجهود الرسمية والبرلمانية واستنفار لكل امكانات الأمة ومواردها للخروج برؤى وسياسات ومشرعات تعزز صمودها أمام التحديات وتحافظ على وحدتها وقوتها.
ونبه الجروان إلى أن المنطقة العربية تعيش أوضاعًا استثنائية تتطلب تضافر الجهود الرسمية والشعبية أكثر من أي وقت مضى لمعالجة تعقيدات المرحلة الحالية وقضاياها الشائكة لا سيما التهديدات الماثلة للأمن والسلم وتنامي ظاهرة الإرهاب التي تواجهه الدول العربية وتسعى إلى تمزيق النسيج الاجتماعي وتأجيج الفتنة الطائفية.
وأكد الجروان أهمية هذا المؤتمر، والذي يعقد بالتعاون مع الاتحاد البرلماني العربي والأمانة العامة لجامعة الدول العربية باعتبار أن البرلمانات العربية تعكس تطلعات المواطن العربي، وتأكيدًا وتفعيلًا لدورها في مواجهة التحديات الراهنة وبحث أثارها وتداعياتها بهدف التوصل إلى وحدة موقف الأمة بما يكفل الحفاظ على استقلال وسيادة الوطن العربي الكبير.
وقال الجروان إن هذا الاجتماع الأول يعد خطوة مهمة في مسعانا من أجل علاقة بناءة وفعالة بين المؤسسات الرسمية والشعبية وتعمل على تجديد مناهج العمل العربي المشترك وتمكين البرلمانات العربية من تجسيد البعد الشعبي في تطوير منظومة العمل العربي المشترك من خلال تكريس دور ممثلي الأمة العربية خاصة في مجالات التنمية المستدامة والشاملة في إطار التكامل العربي وسن التشريعات ذات الصلة وكذلك في مواجهة مصادر التهديد للأمن القومي العربي وفي مقدمتها الاحتلال الصهيوني لفلسطين وهضبة الجولان بالإضافة لاحتلال إيران للجزر الإماراتية الثلاث، والعمل على أن ينال الشعب الفلسطيني حقه التاريخي في إقامة دولته الوطنية على ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشريف.
وأكد أهمية العمل على اجتثاث التطرف الفكري، والديني من المجتمعات العربية ومكافحة الإرهاب، وما يستوجب ذلك من مواجهات وتشريعات على كل الأصُعدة الأمنية والسياسية والتربوية والعلمية والفكرية، وتعزيز الدبلوماسية البرلمانية على الساحة الدولية.
وأعرب الجروان عن تطلعه إلى دعم القنوات البرلمانية العربية لتعزيز كل الإجراءات التنفيذية لمسيرة التنمية في الوطن العربي وتكييف كل النظم والتشريعات والقوانيين لتحقيق ما يصبو إليه المواطن العربي وتذليل كل الصعوبات والعوائق أمام الشباب ليكونوا قادة المستقبل وصمام الأمان للأمة العربية.
وقال الجروان إن الشراكة الحقيقية بين مكونات الوطن العربي من قيادات تنفيذية حكيمة وتشريعية مخلصة وقضائية نثق بها لمواجهة التحديات الراهنة وتحديد الأولويات يتطلب رؤية مستقبلية تعزز اللحمة العربية والتضامن العربي العربي، مؤكدا أن "استقلالية القرار العربي بعيدا عن التدخلات الإقليمية ومصطلح النأي بالنفس من شأنه أن يعود بنا إلى الصف العربي وبما يحفظ الكرامة العربية".
وبدوره، أكد رئيس الاتحاد البرلماني العربي "رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم، في كلمته، أن العمل العربي المشترك سيظل هدفا وقضية مركزية وهدفا إستراتيجيا وكيانا بنيويا شديد الأهمية على الرغم من النكسات وحالات النكوص العربية وتبدل خارطة القوى العالمية وغياب الخطاب العربي الذي تبدل تحت شعارات الواقعية والعملية ومراجعة الذات وترتيب الأولويات.
وقال الغانم" نعيش أسوأ أيامنا سياسيا واقتصاديا وثقافيا ووجدانيا إلا أن قليلا من التنسيق والتعاون كانا كفيلين بتحقيق نجاحات صغيرة والحد الأدنى من التعاون الذي لا يمثل طموح أي مواطن عربي، داعيا إلى التمسك بالعمل المشترك بدلا من الدخول في حالة من اليأس والقنوط السياسي والإمعان في جلد الذات".
وأضاف" لا أدعو إلى خلق إجماع عربي مزيف، بل لابد من التمسك دائما بما هو مشترك ومحل توافق والانطلاق منه للبناء عليه لمواجهة القضايا الكبرى وعلى رأسها قضية فلسطين وقضايا التنازع العربي والإرهاب والتنمية والتعليم وقضايا الديمقراطية وحقوق الإنسان والحكم الرشيد".
أرسل تعليقك