القاهرة - العرب اليوم
لا تكفي كل عبارات الاستهجان والغضب، للتعبير عن جريمة جرت أحداثها داخل حضانة مستشفى 6 أكتوبر العام، وما جرى ليس فقط قتل ياسين الرضيع، بسبب إهمال طبي، وإنما يتعدى الأمر أبعد من ذلك، بعدم اكتراث الأطباء والتمريض لحياة طفل كان حلم والدته في الدنيا، وجهلهم بتشخيص الحالات وطبيعة الأدوية التي تستخدم في العلاج، كما تدل طريقة "التعامل البارد" مع الفاجعة على مدى الاستهتار الذي سيطر على المستشفيات.
وقالت الأم "رزقت بطفلي ياسين في أواخر شهر حزيران/يونيو، فهو أول فرحة للعائلة، لكن نتيجة الحر الشديد أصيب طفلي بالتهابات حادة في السرة، وأسرعنا للطبيب، ووقتها أمر بحجزه داخل حضانة رعاية أطفال، وتم تحويله إلى مستشفى 6 أكتوبر العام، ولكن الفحوصات والتحاليل أثبتت أن طفلي يعاني من ميكروب في الدم وصلت نسبته إلى 176".
وأضافت الأم "ياسين كان عبارة عن حقل تجارب لأطباء الامتياز، فكل طبيب يأتي لفحصه يطلب منا تحاليل جديدة، وبالفعل كنا نقوم بتنفيذ ما يطلب منا على الرغم أن جميعها خارج المستشفي، نظرا لعدم توافر أي شيء هناك، حتى اللبن والبامبرز طالبونا بيه.
والأم استكملت حديثها "بعد يومين من احتجاز ياسين، أكد لنا الأطباء أنه سليم وحالته تتحسن يوما بعد يوم، ولكن كنت دائمة القلق عليه، عندما وجدتهم يعطونه ببرونة فارغة لمحاولة إسكاته، وقتها رجعت للطبيبة المسؤولة عن غرفة الحضانات، وسألتها "ابني بيرضع هوا إزاي الببرونة فاضية وسايبنهاله؟"، وكان ردها صادما "ابنك صوته مزعج وصرخاته عالية، علشان كده بنديله الببرونة لحد ما تيجي ترضعيه".
وتستريح الأم من عناء الحديث قبل أن تتماسك قائلة "ابني كان بيرضع هوا، حتى غيار البامبرز التمريض كان مهمل فيه، كانوا بيستنوني علشان بيقرفوا وبيسكتوا الولد بالعافية، من كتر بكائه وصراخه كل شوية يخلونى أرضعه، وفي اليوم الواحد بياخدوا من ابني عينات بمعدل 3 مرات في اليوم".
وأضافت أم ياسين "طلبت منا الطبيبة ج.ع حقنة "الألبومين"، وأخبرتنا أنها عبارة عن بروتين للقلب، وبالفعل أحضرناها وتركنا الطفل وعدنا إلى المنزل، في صباح اليوم التالي وجدنا الطبيبة تبلغنا بأن الولد يعاني من تضخم بالقلب والكلي، ويعاني من انسداد في المسالك البولية، وأنها تريد إجراء تحليل جديد، ولكن هذه المرة أعطتنا العينة محفوظة بثلج، وطلبت منا الإسراع للمعمل والعودة بالنتيجة".
وتابعت "عندما ارتجف قلبي شعرت أن مكروها أصاب ياسين، وأن الطبيبة تحاول إخفاء شيء، وتأكد ظني بعدما صدمني المعمل "العينة دي متاخدة من طفل ميت من ساعتين"، حينها شعرت بالدنيا تدور بي، وحاولت تكذيب كلام طبيب المعمل، وأسرعنا إلى المستشفي وزاد توترنا وطلبنا رؤية الولد"، وجدنا الطفل مرفوعا على جهاز تنفس لا يعمل، والطفل فاقد الحركة والنفس، لكن الطبيبة حاولت تكذيب ما نراه، وهي تقول "ابنك نايم وأنتو عاملين دوشة ليه؟". وتغالب الأم الدموع وتستطرد "ابني مات من الفجر وسابوه على الجهاز علشان يعدوا فلوس وخلاص، الطبيبة غشتني وضحكت عليا، وكل شوية يقولولنا هنسيب الطفل على الجهاز، كانت بتحاول تلاقي مخرج لجريمتها".
وواصلت "أنا سايبة ابني كويس ورضعته ولما سحبوا منه عينة دم عملتله نزيف، والطبيبة حاولت توقف الدم حقنته بـ10 سم من حقنة الألبومين عملتله حساسية، ولما شفت ابني وهو بيتغسل أغمي عليا كان جسمه أزرق وشعره محلوق، ومعلقين له كالونا في كل حتة في جسمه، حتى دماغه، والممرضة اللي بلغتني باللي عملته الطبيبة في ابني". الطبيبة لعبت بينا من الفجر لحد الضهر، مش عارفة تهرب من مصيبتها ولا تلاقي حجة لما لقت التمريض كشفها.
وتابعت "الحضانة مليئة بالإهمال، وسايبين الأطفال بدون رعاية، والتمريض كله تمريض بنات سنها صغير، بيشيلوا فيشة الحضانة ويشحنوا تليفوناتهم، غير ريحة السجاير والشحم، ابني مات غدر في مستشفى أكتوبر نتيجة عدم وعي الطبيبة المعالجة، وهي اللي قتلت ابني بحقنة الألبومين، لأنها حقنة بياخدها مريض قبل ساعتين من العملية لمرضى كبار وليس أطفالا رضعا، الطبيبة أنكرت في بداية الأمر موضوع الحقنة ورجعت قالت هو خد سم واحد بس ،لأنه يعاني من تضخم في القلب والكلي وانسداد في المسالك البولية ومياه على الكلي نتيجة عيب خلقي.
"ولن أترك حق طفلي ورفعت الشكوى للقضاء، وقمنا بتحرير محضر يحمل رقم 5033 لسنة 2017 بقسم ثاني أكتوبر ضد مستشفى أكتوبر العام، ابني قبل ما يتغسل كان غرقان في دمه، أنا عايزة أعرف سبب وفاة ابني، الإهمال قتل ابني "ياسين"، اللي مالحقتش أشبع منه، وفي 50 طفلا في الحضانة ممكن يلاقوا مصيره يا ريت حد يلحقهم قبل ما يقتلوهم"، وهنا توقفت أم ياسين عن الكلام لتدخل في نوبة بكاء شديدة، محتضنة صورة رضيعها الذي خطفته يد الإهمال.
أرسل تعليقك