القاهرة - العرب اليوم
قضت محكمة جنايات الجيزة، الثلاثاء، بمعاقبة أب وشقيقه "حضوريًا" ووالدته "غيابيًا" ، بالسجن المؤبد، لاتهامهم بقتل ابنة الأول لتقديمها قربانًا للجن، أثناء تنقيبهم عن الآثار بمنزلهم في الصف.
كشفت تحقيقات النيابة التي أجراها عبد المعز ربيع وكيل أول نيابة الصف برئاسة المستشار محمد علي حمودة رئيس نيابة الصف، أن الفتاة منى يحيى عبد الله، 14 سنة، لقيت حتفها بعد اختناقها بغطاء رأسها "إيشارب" أثناء النوم، وأيّد ذلك أقوال والدها وعمها وجدتها، المقيمين معها بذات المنزل، لكن جد الفتاة لوالدتها اتهم الأب بقتل حفيدته، وذلك لتقديمها قربانا لحارس المقبرة الأثرية "من الجن"، ليتمكن من استخراج الآثار.
وأضافت التحقيقات أن جد الفتاة قال في التحقيقات إنه علم بتلك المعلومات من أقرباء الأب، ومن شقيقة المجني عليها الصغري بعدما أخبرته أنها شاهدت الأب والعم والجدة في غرفة شقيقتها قبل مقتلها، وكل الجيران يعلمون بأنهم ينقبون عن الأثار، ولكي يبلغوا مأربهم يتوجب عليهم أن يقدموا قربانًا من الدم لحارس المقبرة، ليتمكنوا من استخراج الأثار، وأن الأب اختار نجلته الكبري لتكون ضحيته.
أخلت النيابة حينها سبيل الأب والعم لعدم كفاية أدلة الاتهام، وبخاصة أنه لا توجد أية إصابات ظاهرية علي الجثة، إلا من حز علي الرقبة، وأرجعت جدة الفتاة وجوده إلي أنها اختنقت بالإيشارب أثناء نومها، إلا أن النيابة طلبت تحريات تفصيلية من رجال المباحث بشأن الواقعة، كما أمرت بتشريح جثة الطفلة للوقوف علي تفاصيل وملابسات الوفاة.
وكشف تقرير الطب الشرعي عن جثة الطفلة أن التصور الوارد في التحقيقات علي لسان الأب وشقيقه ووالدته غير وارد الحدوث، ولا يتناسب مع سبب الوفاة، إذ توفيت الفتاة نتيجة تعرضها للخنق إما عن طريق قبضة شخص، أو ضربها بآلة حادة، لكن "الإيشارب" لا يمكن أن يسبب الوفاة بالطريقة المذكورة.
و استأنفت النيابة العامة تحقيقاتها حول الواقعة، وأمرت بضبط وإحضار المتهمين الثلاثة، وتمكنت قوات الأمن من توقيف الأب والعم فيما ظلت والدتهما هاربة، وبعد التحقيق معهما أمرت بسجنهما علي ذمة التحقيقات.
وقررت النيابة إحالة المتهمين الثلاثة للمحاكمة أمام الجنايات، لارتكابهم جريمة القتل العمد مع سبق الإصرار، في حق الطفلة.
أرسل تعليقك