تفاصيل وصول جثامين أطفال المريوطية إلى الفيلا المهجورة
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

تفاصيل وصول جثامين أطفال المريوطية إلى الفيلا المهجورة

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - تفاصيل وصول جثامين أطفال المريوطية إلى الفيلا المهجورة

وصول جثامين أطفال المريوطية إلى الفيلا المهجورة
القاهرة - العرب اليوم

مع اقتراب عقارب الساعة من السادسة صباحًا، كانت "نعمة" مُتجهة إلى عملها بمدينة نصر كعادتها يوميًا. خرجت السيدة الأربعينية من شارع "الثلاثيني الجديد" المتفرع من شارع ترعة المريوطية، لتركب أولى مواصلاتها عند ناصيته، ولكن السيناريو اليومي اختلف الثلاثاء الماضي عندما لفت انتباهها نباح مجموعة من الكلاب تنبش في أكياس سوداء، أصيبت السيدة بحالة من الصدمة عقب رؤيتها رأس طفل صغير مقطوعة تتدلى من الكيس.

وفي تقرير لموقع "مصراوي" ذكر فيه أن صرخات "نعمة" أيقظت الجميع، تجمع الأهالي حول الأكياس السوداء، ليكتشفوا 3 جثث مشوهة لأطفال صغار لم يتجاوز عُمر أكبرهم الخمس سنوات. فيما بلغ عمر أصغرهم عامًا واحدًا، وفق تقدير فريق الأدلة الجنائية.

كانت الجُثث في حالة تعفن تام وفق مُعاينة فريق الأدلة الجنائية الذي وصل مع الشرطة في تمام السابعة صباحًا عقب الإبلاغ عن الواقعة بساعةٍ واحدة. أصغر الأطفال كان ملفوفًا ببطانية وسجادة، بينما تدلت أحشاؤه من جانبه الأيمن. أما أوسطهم وأكبرهم فكانا ملفوفين بملاءةٍ داخل الأكياس السوداء، يعانون من إصابات ردية بالرأس وأحدهم به آثار طعنتين.

سكان العقار رقم "1" في بداية شارع الثلاثيني الجديد، الذي تفصله أقل من 10 أمتار، عن سور فيلا "الجابرية" والتي تحمل رقم 13 وعثر على الجثث بجوارها، كانوا أول من هرع لموقع الجريمة.

قال أحدهم إن الفيلا كانت فيما مضي مقرًا لسفارة ولكنها الآن أصبحت مملوكة لأحد أعضاء مجلس الشعب.

أمام باب الفيلا، كان حارسها يستطلع الأجواء بعد ارتفاع أصوات المتجمهرين وسارينات سيارات الشرطة والإسعاف. إلى جوار الحارس وقف أحد عمال النظافة المسؤولين عن تنظيف الشارع، والذي يعمل بدوام جزئي داخل الفيلا أيضًا. "لحد الساعة 2 بليل مكنش في أى حاجة. كنست الشارع وحوالين السور ومكنش في ولا ورقة" بتلك الكلمات أكد الرجل الخمسيني عدم ملاحظته لأي شيء غريب بالجوار أو ظهور أي رائحة عفنة تفوح من جثامين الأطفال، مُرجحًا كونهم "مقتولين من كذا يوم واللي قتلهم اتخلص منهم ورماهم هنا قُرب الفجر".

ما قاله الرجل الخمسيني، أكده "وائل" صاحب المقهى الذي يقع في الشارع المواجه للفيلا والعقار رقم 1، "المنطقة هادية محدش يقدر يمشي فيها بعد الساعة 10 بليل، ومكنش في أي ريحة أو حركة غريبة اليومين اللي فاتوا أبدًا". ولكنه أكد أيضًا أن هدوء تلك المنطقة جعلها على مرمى حوادث السرقة و"التثبيت" بسبب قلة أعداد أعمدة الإنارة وخلو الشوارع من المارة "مفيش حد يقدر يمشي هنا من بعد 12 بليل".

هدوء المنطقة ليلًا، كان سببًا قويًا دفع بصاحب الكشك الوحيد الذي يجاور الفيلا إلى تركيب كاميرا مراقبة أعلى المحل لرصد حركة الشارع ليلًا ونهارًا ليحمي تجارته، فالكشك لا يغلق على مدار 24 ساعة في اليوم. تلك الكاميرا الصغيرة المنسية في أحد أركان الكشك العُليا كانت المقصد الأول لرجال المباحث لتفريغ محتواها واستكشاف ما حدث في الليلة الماضية.

تحول الشاب العشريني الذي يملك الكُشك من شخصًا عاديًا، إلى شخص مُحاطًا بالحراسة وممنوعًا من الحديث إلى المارة أو الصحفيين بأمرٍ من رجال المباحث، الذين أمروا بأخذ أقواله قبل أي شيء، بسبب امتلاكه تلك الكاميرا.

منطقة المريوطية التي عثر بها على جثامين الأطفال الثلاثة تقع وسط محافظة الجيزة، وتتداخل عبر شوارع فرعية ورئيسية مع عدد من مناطق أخرى أبرزها فيصل والهرم والعمرانية والطالبية، يقيم بشارع ترعة المريوطية الذي يبدأ من شارع الهرم، ويمتد لطريق سقارة شرائح اجتماعية مختلفة، فعلى جانبي الشارع من الجهتين تتراص فيلات وعمارات سكنية بعضها يتميز بالفخامة والبعض الآخر بالتميز، بينما التجول داخل المنطقة لعشرات الأمتار يظهر البنايات العشوائية التي تقطنها شرائح اجتماعية من متوسطي ومحدودي الدخل.

وفقا لشهود العيان من العاملين بالفيلا، الذين تواجد أحدهم في موقع الحدث حتى الثانية بعد منتصف الليل، كانت الأمور طبيعة، ولم يشاهدوا أي شيء غريب، مما يساهم فى تحديد الوقت الذي ألقيت فيه جثامين الأطفال ما بين الـثانية إلى السادسة صباحًا، وهو الوقت الأكثر هدوءً داخل المنطقة الساكنة الطابع، وفقًا لقاطنيها.

وتشير التحريات الأولية إلى قدوم منفذ الجريمة من إحدى المناطق المجاورة، ويوجد طريقين للوصول إلى هذا المكان، الأول عبر شارع ترعة المريوطية سواء الرئيسي أو من خلال أحد الشوارع والممرات الجانبية المتفرعة منه، وفي هذا الحالة يصعب تحديد جهة قدوم السيارة أو وسيلة النقل التي حملت الجثث للموقع، بينما الطريق الآخر هو محور المريوطية الذى يمر أعلى الشارع، وفي هذا الحالة تكون السيارة التي نقلت جثامين الأطفال قادمة من اتجاه الطريق الدائري القادم من المنيب والمعادي، وألقى منفذ الجريمة الجثث من أعلى الكوبري.

قبل الثانية عشر ظهرًا بعشر دقائق، كانت سيارة الإسعاف تستعد لنقل جثامين الأطفال، بينما كانت "شهد" الصغيرة تُطل من شُرفتها بالعقار رقم"1" وهي تسأل والدتها "هو في زحمة هناك ليه يا ماما؟". لم تستطيع الأم إجابة سؤال صغيرتها ولكنها قررت أن تنحي رعبها جانبًا، وتصطحبها رغم صعوبة الموقف إلى موقع الحادث، قصت عليها حكاية مبسطة عن هؤلاء الأطفال وما شهدوه من مصير، لتحذيرها من الذهاب مع أي شخص غريب، أو الاستماع له، أو تتناول أي حلوى مقدمة من أي شخص لا تعرفه، كي لا يكون مصيرها مثل هؤلاء الصِغار، ظنًا من الأم أن شبكة لتجارة الأعضاء وراء مقتلهم.

لدى عودة شهد ووالدتها إلى منزلهما الذي يطل على مسرح الجريمة، كان "عيد" الأربعيني يقف إلى جوار زوجته وأطفاله في مدخل العقار بعد أن استفاق مُبكرًا على صوت صراخ الأهالي. "اللي عايز يعمل حاجة هناك هيعملها" قالها عيد شارحًا طبيعة المنطقة الهادئة التي قد تمكن أي شخص من ارتكاب أي جريمة دون أن يشعر به أحد، فبرغم أن الرجل الأربعيني اعتاد فتح الجراج في السابعة صباحًا كل يوم، إلا أنه لم يعتد النوم مُبكرًا أبدًا "مكنش في أي حاجة غريبة في المنطقة لحد آخر الليل."

داخل غرفتهم في الطابق الأرضي للعقار، كانت زوجة "عيد" تحتضن صغارها وهي ترتعد خوفًا "مش قادرة أسيبهم ولا أخرج برة أشوف منظر الأطفال المقتولين". وبرغم قضائها وزوجها لفترة ليست بالقصيرة في حراسة العقار إلا أنها تؤكد هدوء المكان ليلًا، مؤكدة أن المنطقة لم تشهد أي جرائم مماثلة من قبل "مكنش في غير حادثة غرق أتوبيس في ترعة المريوطية من كام سنة."

داخل المشتل المقابل لترعة المريوطية، وأمام الفيلا التي وجد عند سورها الأطفال المقتولين؛ اصطف رجال المباحث بقيادة اللواء "محمد عبد التواب"، والعميد "طارق حمزة". وانطلقت فرق البحث بقيادة المقدم "علي عبد الكريم"، والرائدان "مصطفى عبدالله" و"معتصم رزق"، لجمع المعلومات وسؤال سكان العقار رقم "1" وشهود العيان، بالتزامن مع بدء فحص بلاغات التغيب خلال الأيام الماضية بمختلف أقسام محافظة الجيزة.

فوق الكوبري الواصل بين ضفتي ترعة المريوطية، جلس أحد الشحاذين وهو يضرب كفًا بكف مُتمتمًا بكلمات غير مفهومة، بينما لا يعي من الأمر سوى ما أخبره به أحد المارة الذين سألهم عن سبب التجمهر، ليجيبه بأن قوات الشرطة وجدت ثلاثة أطفال صِغار مقتولين وملقيين على جانب الطريق، تحجّرت عينا الشحاذ بالدموع ثُم ارتفع صوته بشكل مفاجئ "هو ليه القتل بقى سهل كده!"

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تفاصيل وصول جثامين أطفال المريوطية إلى الفيلا المهجورة تفاصيل وصول جثامين أطفال المريوطية إلى الفيلا المهجورة



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:16 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج القوس الخميس29-10-2020

GMT 16:15 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النزاعات والخلافات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 18:26 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الميزان الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 10:44 2013 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

شرش الزلّوع منشط جنسي يغني عن الفياغرا

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 03:04 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار مبتكرة لجعل مداخل المنازل أكثر جاذبية

GMT 11:39 2021 الإثنين ,27 أيلول / سبتمبر

القبض علي عملية هجرة غير شرعية في سواحل صفاقس
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia