القاهرة _ العرب اليوم
يعمل الشقيقان المصريان محمود وأحمد مندوبي مبيعات في المملكة العربية السعودية، منذ سنوات، بينما يدرس شقيقهما الثالث، محمد، في كلية التِجارة في جامعة بني سويف، ويسكنون في قرية فيدمين، التابعة لمركز سنورس، في مُحافظة الفيوم، وصباح الأحد الماضي، عُثر على أحمد وزوجته وابنتيهما لوجيّن، التي تبلغ من العمر عامين، مذبوحين داخل شقتهم، وطبقًا لما جاء في تحريات المباحث وتحقيقات النيابة شقيقه الأصغر محمد هو القاتل الذي ارتكب الواقعة في نصف ساعة، وكانت عقارب الساعة تشير إلى الساعة السابعة من صباح الأحد، إذ تلقى الرائد علي توفيق، رئيس مباحث مركز سنورس، بلاغًا من أهالي قرية فيدمين بالعثور على أسرة كاملة مقتولة داخل منزلها، وانتقل رئيس المباحث بصُحبة ثلاثة من المعاونين إلى مكان البلاغ، وعُثر على ثلاثة جثث مذبوحة، ليُخطِر رئيس المباحث اللواء خالد شلبي، مساعد أول وزير الداخلية، مدير أمن الفيوم، بمقتل أسرة مكونة من ثلاثة أفراد داخل المنزل، وبمُجرد تلقي الإخطار، انتقل اللواء خالد شلبي، مدير أمن الفيوم، واللواء حسام فوزي، مدير المباحث، وفريق من ضباط إدارة البحث الجنائي، إلى مسرح الجريمة لاستكمال الفحص وإجراء المعاينة.
وفرضت قوات الأمن طوقًا أمنيًا في مسرح الجريمة، إذ تبين أنه عِبارة عن منزل مُكون من طابقين يُقيم فيه كل من محمود عثمان وشقيقه أحمد، المجني عليه، حيث أقام محمود في الطابق الأرضي، والمجني عليه كان يقيم في الطابق الثاني بصُحبة زوجته وابنته، أما المُعاينة فأكدت أن هناك مشاجرة وقعت بين الجاني والمجني عليه، وأن القاتل ليس محترفًا، إذ سدد الطعنات في مختلف أنحاء أجساد الضحايا. وعثرت القوات على جُثة الطفلة لوجين على أريكة في صالة الشقة، وهي تحتضن حقيبة الحضانة التي كانت تستعد للذهاب إليها في أول يوم دراسي لها، لكن صعدت روحها إلى السماء، وتبين إصابتها بطعنات في الرقبة والبطن، وبجوارالأريكة عثرت القوات على جثة والدتها إسراء أحمد، 26 سنة، مُصابة بطعنات في الرقبة والصدر والبطن، وعلى بُعد مترين عثرت القوات على جثة الزوج أحمد عثمان، 30 سنة، مصابة بثماني طعنات في الرقبة والبطن والظهر، وتبين أيضًا وجود بعثرة في محتويات الشقة المكونة من ثلاثة غرف وحمامين وصالة، وتحفظت القوات على مبلغ مالي قدره 470 ألف جنيه في الشقة، والمعاينة أكدت أيضًا أن القاتل المجهول من المترددين على الضحايا لعدم وجود أية كسر في نوافذ الشقة.
وعقب الانتهاء من المعاينة، أخطر اللواء خالد شلبي النيابة العامة التي انتقلت إلى مسرح الجريمة، وناظرت جثث الضحايا وسجلت ما حدث في مسرح الجريمة، ثم عرضت الجثث على الطب الشرعي لتشريحها وبيان سبب الوفاة، وانتداب المعمل الجنائي لرفع البصمات، واستدعت أسر المجنى عليهم لسماع أقوالهم عن مُلابسات الواقعة، وطلبت تحريات المباحث بشأن الواقعة وتحديد مرتكب الجريمة. وقالت والدة المجني عليه أن الضحية كان يعمل مع شقيقه الأكبرمحمود مندوب مبيعات، منذ أكثر من أربع سنوات، ومنذ نحو ستة أشهر أصيب بمرض السرطان، ليقرر العودة إلى القاهرة والإقامة مع زوجته وابنته، وأنهى عمله في السعودية، مبينة أن المبلغ المالي الذي عُثر عليه هو حصيلة عمله على مدار السنوات الأربع الماضية، مضيفة أنها اكتشفت الجريمة أثناء توجهها إلى المنزل لتطمئن على ابنها المريض وابنته، قبل ذهابها إلى الحضانة، لتعثر عليهم مقتولين في الشقة.
وعقب مناقشة والدة المجني عليه، شكّل الأمن فريق بحث وتحرٍ تحت إشراف اللواء حسام فوزي، مدير مباحث الفيوم، والعقيد هيثم عطا، رئيس الفرع الجنائي، والعقيد رجب غراب، رئيس الفرع الجنائي في المديرية، وأشرف على الفريق اللواء جمال عبد الباري، مُساعد أول وزير الداخلية لقطاع الأمن العام، واللواء خالد شلبي، مدير أمن الفيوم، وبدأت القُوات في فحص عدد من المشتبه فيهم والمترددين عليهم، وعلاقات المجني عليه، وتبين أن الضحية ليس له أي عداوات مع أحد من القرية أو القرى المجاورة. وكثفت القُوات إجراء التحريات للوصول إلى شخص شاهد الجاني أثناء خروجه من المنزل، حتى توصلت القوات إلى شاهد رؤية أدلى بأوصاف شاب في العقد الثاني من العمر، وتبين من خلال الأوصاف أن وراء الواقعة شقيق المجني عليه الأصغر.
وبتقنين الإجراءات وتكثيف التحريات توصلت قوات الأمن إلى مكان اختباء المُتهم، وألقت القوات القبض عليه بعد أربعة أيام من ارتكابه الواقعة، ويُدعى محمد، 21 سنة، طالب في كلية التجارة في جامعة بني سويف، وبمُناقشته أدلى باعترافات تفصيلية بالواقعة. وقال: "هناك خلافات مع الضحية لرفضه إعطائه مبالغ مالية لكي يتمكن من التحويل من جامعة بني سويف إلى معهد خاص في نزلة السمان، بعد أن رسب عامين في بنى سويف، إلا أن شقيقه رفض. وأضاف المتهم: "يوم الحادث الساعة الخامسة فجرًا روحت لأخويا، وطلبت منه يساعدني بمبلغ مالي علشان أعرف أحول من جامعة بني سويف إلى معهد نزلة السمان، لكن مرضيش يديني فلوس، سبته ورجعت تاني على الساعة 6 ونص كده، وكان معايا أنبوبة بوتاغاز، ولما فتح ليا قلت له أنا لو ما اخدتش الفلوس هولع فيكم، ومرضيش سبت الأنبوبة ورُحت المطبخ وجبت سكينة ودبحته، ولقيت مراته وبنته قتلتهم هما كمان وسرقت 20 ألف جنيه، وكل ده حصل في نص ساعة وهربت بعد كده، بس دي كل الحكاية". وسجلت القُوات اعترافات المتهم.
وشرح المُتهم تفاصيل ارتكابه للواقعة مرة أخرى، وأجرت النيابة مُعاينة تصويرية، وسجلت اعترافات المُتهم بالصوت والصورة، وقررت حبسه أربعة أيام على ذمة التحقيقات، بتُهمة القتل العمد المُقترنة بالسرقة، وطلبت تحريات المباحث عن الواقعة، واستعجلت تقرير الطب الشرعي الخاص بالمجني عليه تمهيدًا لإحالته للمحاكمة الجنائية العاجلة.
أرسل تعليقك