حفيد يقتل جدته المسنة لإرضاء خطيبته
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

حفيد يقتل جدته "المسنة" لإرضاء خطيبته

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - حفيد يقتل جدته "المسنة" لإرضاء خطيبته

جثة ـ أرشيفية
سوهاج ـ العرب اليوم

عندما وصل قطار عمرها إلى المحطة الخامسة والسبعين مات زوجها وتركها وحيدة فى منزلها، الكائن بقرية الزواتنة التابعة لمركز جرجا بسوهاج، تنتظر الموت فى كل يوم، بعد أن زوجت بناتها الثلاث، اثنتان منهن تزوجتا فى نفس القرية، والكبرى تزوجت من صياد يقيم فى قرية برديس التابعة لمركز البلينا، وأنجبت منه ولدين يساعدان والدهما فى صيد الأسماك، وبنتاً صغيرة تساعد الأم فى أعمال المنزل.

أصبحت «شفيقة» محل شفقة من أهل القرية نظراً لوجودها بمفردها فى منزلها البسيط، ولم تكن تستطيع الخروج إلا مرة كل شهر تتوجه فيه إلى مكتب البريد لتصرف معاش الضمان الاجتماعى الذى يساعدها فى شراء ما يلزم من متطلبات الحياة، وكانت تحتفظ بثلاثة «غوايش» من الذهب منذ عشرات السنين، لعلها تحتاج إلى ثمنها فى يوم من الأيام ما دامت بين الأحياء، أو تحتاج إلى ثمنها فى شراء الكفن إذا أمست بين الأموات.

حفيدها «محمد بركات» الذى يعمل صياداً على مركب صغير بقريته والقرى المجاورة، كان أكثر المقربين لها منذ أن كان طفلاً صغيراً، يأتى إليها مع والدته مرة كل أسبوع، فتقوم بإعطائه النقود ليشترى لها بعض احتياجاتها، ولم تكن معه بخيلة، فقد كانت تجود له بكل ما عندها من طعام وشراب ونقود، بل كانت تحتفظ له بنصيبه من كل شىء تأكله أو تشتريه، رغم أن سمعته لم تكن بالناصعة البياض، بل عرف عنه ميوله للسرقة فى قريته، وحذرها بعض أقاربها من حفيدها الذى تم القبض عليه فى واقعتى سرقة فى إحدى القرى المجاورة، ولولا تنازل الشاكين عن شكواهم لبقى فى السجن بضع سنين، لكنها لم تعبأ بكلامهم، وشعرت أن الغل والحقد والحسد هو الذى جعل الجيران يزعمون بأنه يقوم

بذلك الفعل الشائن، بل طلبت منهم عدم التدخل فى حياتها الشخصية، وأخبرتهم بأنها حرة تفعل ما تشاء، وتستضيف من تريد.

كان محمد صياداً سيئ الحظ، نادراً ما تقع فى شباكه أسماك، حتى لو وقعت بعض الأسماك فى شبكته، سرعان ما يبيعها ليشترى بها مشروبات كحولية، رغم أنه أصبح شاباً يافعاً يحق له الزواج، أو على الأقل المرحلة التى تسبق الزواج وهى الخطوبة، فقد وقعت عيناه على فتاة جميلة من جيرانه، ولكن ظروف والده المادية السيئة حالت دون أن يتقدم لخطبتها، رغم أن أسرتها اتفقت معه على تقديم شبكة بسيطة، ولو خاتماً من ذهب، ولكن من أين يأتى بالذهب؟، فوالده لا يملك نقوداً، ووالدته لا تملك ذهباً، ولكن أليست جدته شفيقة تمتلك ثلاث غوايش وقرطاً ذهبياً؟ ولكن هل سترضى أن تعطيه مصوغاتها الذهبية التى تحتفظ بها لتحميها من غدر الزمان؟، ولماذا يطلب منها إعطاءه الذهب؟ أليس هو الذى يتردد عليها ويعرف عنها كل شىء دون غيره؟ ولكن لو اكتشفت جدته سرقة مصوغاتها الذهبية هل ستبلغ عنه الشرطة؟

مضت حوالى ربع ساعة وهو يفكر مع نفسه فى الحيلة التى تجنبه المساءلة فى حالة لو تم كشف السرقة، ثم قرر أن يذهب إليها مرتدياً زياً نسائياً، حتى لا يعرفه أحد، وحتى تتفرق خيوط الجريمة بين القبائل فى تلك القرية البسيطة الهادئة، فأحضر نقاباً وارتداه ليلاً، وتسلل إلى منزل جدته، وقام بسرقة تحويشة عمرها، ولكن شاءت الأقدار أن تستيقظ جدته قبل أن

يلوذ بالفرار، وأمسكت به فقام بدفعها بقوة على الأرض فأرداها قتيلة، وفر هارباً وسار فى شوارع القرية يترقب، خوفاً من أن يكون قد رآه أحد، وتوجه إلى منطقة مليئة بالغابات ليدفن فيها المصوغات الذهبية، ثم توجه إلى منزله بقرية برديس، وكأن شيئاً لم يكن، حتى أيقظه صراخ أمه فى الصباح على الخبر الذى وصل إليها بمقتل أمها، وراح يظهر الاستغراب ويتساءل أمام أسرته كيف ذلك ويتوعد من فعل بجدته تلك الفعلة الشنيعة بأنه سوف يقتله بكلتا يديه، وحاول إيهام أسرته بحزنه الشديد على جدته.

تم إبلاغ اللواء عمر عبدالعال مدير أمن سوهاج بالواقعة، فأمر بتشكيل فريق بحث بإشراف اللواء خالد الشاذلى مدير مباحث سوهاج، وقيادة العميدين منتصر عبدالنعيم رئيس فرع الأمن العام ومحمود حسن رئيس المباحث الجنائية، لضبط قاتل السيدة العجوز.. وأكدت ابنتها اختفاء مصوغات أمها الذهبية.. هذا يعنى أن القاتل ارتكب الجريمة بغرض السرقة.. بدأت التحريات والمراقبات.. الجميع أكد أن العجوز لا يزورها أحد سوى حفيدها «محمد»، والذى قاموا بتحذيرها منه  مراراً وتكراراً، وأنه اُتهم فى العديد من قضايا السرقة.. وكان لا تصدق فيه قولاً فهو فلذة كبدها وأعز من الولد ولد الولد، كان كل دنيتها ابنها الذى لم تلده وكانت تعزم أن تهبه كل ما تملك بعد وفاتها وقاطعت الجميع من أجله واكتفت به من العالم.. فهو دنيتها والوحيد الذى يسأل عنها.. ولكنها لم تكن تعلم أنه سيكون أيضاً هو قاتلها.. حامت جميع الشبهات حول الحفيد وألقى القبض عليه.. أنكر بشدة أن يكون له علاقة بقتل جدته.. كيف يفعل ذلك وهى لم تبخل عليه بأى شىء وتمت مواجهته بقصة خطوبته والشبكة التى طلبها العروس والفقر الذى يعانى منه انهار وراح فى نوبة بكاء شديد.. نعم قتلتها.. لم أكن أقصد قتلها.. كنت أرغب فى أخذ المصوغات وأذهب إلى حال سبيلى ولكنها استيقظت فجأة وحاولت الإمساك بى.. وخوفى وقلقى من أن تعرفنى قمت بدفعها على الأرض محاولاً التخلص منها والهرب ولكن رأسها تهشمت فى الحائط وتدفقت الدماء من رأسها.. وهربت أنا وحاولت إخفاء مشاعرى وجريمتى ولكن هذه إرادة السماء.. نعم أنا القاتل.. قتلت أعز الناس عندى.. جدتى.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حفيد يقتل جدته المسنة لإرضاء خطيبته حفيد يقتل جدته المسنة لإرضاء خطيبته



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك

GMT 09:45 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

20 عبارة مثيرة ليصبح زوجكِ مجنونًا بكِ

GMT 16:52 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية السنة اجواء ايجابية

GMT 15:26 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 07:09 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:36 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النشاط والثقة يسيطران عليك خلال هذا الشهر

GMT 17:29 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر

GMT 02:37 2015 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي علي أجود أنواع البلسم الطبيعي للشعر المصبوغ

GMT 02:12 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

سيرين عبد النور تتألق بالبيج والنبيتي من لبنان

GMT 06:35 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك نجاحات مميزة خلال هذا الشهر

GMT 16:23 2019 الإثنين ,10 حزيران / يونيو

تعرف على المطاعم في العاصمة الكينية "نيروبي"

GMT 18:51 2019 الجمعة ,28 حزيران / يونيو

السمك يحمي صغيرك من الإكزيما
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia