القاهرة ـ العرب اليوم
بعد موت والده قام الابن ببيع قطعة الأرض الزراعية التى يملكها واصطحب والدته وشقيقته أمانى عقب حصولها على شهادة الدبلوم الفنى إلى إحدى قرى البحيرة، حيث قام ببناء منزل وبدأ العمل فى السمسرة فى بيع وشراء السيارات القديمة ورويداً رويداً راجت أعماله وافتتح معرضاً للسيارات بالطابق الأرضى بمنزله وذاع صيته فى قرى ومدن المحافظة، ورغم امتلاكه الأموال الكثيرة، إلا أنه رفض الارتباط حتى ينتهى من زواج شقيقته التى أصبحت حلم كل أبناء القرية والقرى المجاورة لجمالها الفتان وقوامها الذى سيطر على قلوب الشباب وبدأ الخُطاب فى طلب يدها من شقيقها، إلا أنها كانت ترفضهم جميعاً حيث لم تجد فيهم فارسها الذى حلمت به طوال سنوات عمرها، ورغم إلحاح شقيقها على قبول الزواج من أحدهم حيث يمتلكون الأراضى الزراعية والأموال الكثيرة وضمان سعادتها، إلا أنه فى النهاية وافق على رأيها.
ومرت الشهور والسنوات وظلت على إصرارها على رفض الجميع، حتى كانت المفاجأة عندما شاهدت أحد شباب القرية الذى يتمتع بالوسامة الشديدة وكلماته الساحرة التى اخترقت قلبها لأول مره أثناء تواجدها داخل أحد محلات صيانة أجهزة التليفونات المحمولة حيث تبادلا نظرات الإعجاب والهمسات الرومانسية ومنحته رقم تليفونها وانصرفت عائدة إلى منزلها.
وفى المساء عندما انتصف الليل رن تليفونها والتقطته على الفور وكان على الطرف الآخر «محمود»
عامل صيانة المحمول والذى زعم لها أنه يحادثها للاطمئنان على التليفون وطال بينهما الحديث حتى الساعات الأولى من صباح اليوم التالى واعتادت أمانى على محادثات محمود ساعات طويلة حتى تمكن من قلبها وسيطر على عواطفها بكلماته المعسولة وأحلامه التى لا حدود لها، وأنه سوف يجعلها أميرة متوجة على عرش قلبه وطالبته بإحضار أسرته إلى منزلها لطلب يدها من شقيقها.
وكانت المفاجأة هى رفض أخيها هذا الشاب الذى لا يتملك شيئاً وكذلك عمله البسيط فى صيانة أجهزة المحمول.
وأصرت أمانى على الارتباط بمحمود وحاولت كثيراً إقناع أخيها أنها تحبه وهو الوحيد القادر على إسعادها، وأغلقت غرفتها عليها وامتنعت عن تناول الطعام والشراب لعده أيام وعندما حطم أخوها باب غرفتها وجدها مصابة بحالة من الإغماء الشديد وشبه غيبوبة، حيث تم نقلها إلى المستشفى وتمكن الأطباء من إنقاذ حياتها فى اللحظات الأخيرة.
ولم يجد الأخ أمامه سوى الموافقة على ارتباط أمانى بمحمود وتحمل تكاليف الزواج وانتقلت أمانى إلى منزل عريسها تحمل الأحلام بالسعادة مع حبيبها، ولكن عقب مرور شهر العسل تحطمت الأحلام والأمنيات على صخرة الواقع الأليم، حيث تحولت إلى خادمة فى
المنزل لأسرة زوجها الذى تحول إلى وحش كاسر بعد أن توقف عن العمل بعد أن طرده صاحب محل الصيانة لعدم أمانته وقيامه بسرقة العديد من أجهزه المحمول وطالبها بأخذ مبالغ مالية من أخيها للإنفاق على المنزل لكنها رفضت بشدة حتى لا يشمت فيها أخوها.
وتحملت أمانى شهوراً طويلة حياة البؤس والشقاء وفضلتها عن العودة إلى منزل شقيقها مرة أخرى واعتادت على التعرض للضرب يومياً من زوجها وأفراد أسرتها خاصة بعد أن شعرت ببوادر الحمل.
وفى مساء أحد أيام أمانى غير السعيدة عاد الزوج من سهرته المعتادة التى يتعاطى فيها المخدرات وعندما أبلغته أمانى أنها حامل فوجئت به لم يبال ولم تظهر عليه علامات الفرحة والسعادة وطالبها بالحصول على حقوقه الشرعية.
إلا أنها رفضت وبشدة أن يلمسها وأمام إصراره جذبها إليه محاولاً الحصول على حقوقه الشرعية دون رغبتها وقامت بدفعه بعيداً عنها حيث ارتطم بحافة السرير وجن جنونه وأسرع إلى المطبخ وأحضر سكيناً ووجه إليها عده طعنات حتى سقطت قتيلة وسط بركة من الدماء، وأوهم شقيقها أنها وقعت من فوق السرير دون أن يلمسها أحد ولكن شقيقها أبلغ الشرطة.
ومن أول وهلة من معاينة جثة العروس تبين أن بها عدة طعنات غادرة تسببت فى قتلها وأنه ليس سبب الوفاة هو سقوطها من أعلى سرير غرفة النوم.. ألقى القبض على الزوج وبعد المواجهة اعترف بجريمته وأبدى ندمه على المعاناة التى عاشتها معه زوجته التى ضحت بالكثير من أجله وأنه خان حبها ومشاعرها، وأمرت النيابة بحبسه وإحالته إلى الجنايات التى أحالت أوراقه إلى المفتى لإبداء الرأى فى إعدامه على ما اقترفت يداه من جرم فى حق زوجته وطفلها الذى لم ير النور بعد.
أرسل تعليقك