مقلب قمامة يحول محصول 50 فدانا إلى سموم في الشرقية
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

"مقلب قمامة" يحول محصول 50 فدانا إلى "سموم" في الشرقية

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - "مقلب قمامة" يحول محصول 50 فدانا إلى "سموم" في الشرقية

مقلب القمامة في محافظة الشرقية
الشرقية ـ العرب اليوم

شتان الفارق بين مسئول يُدرك حساسية منصبه ومسؤوليته تجاه المواطنين، وآخر فشل حتى في حماية الأمن الغذائي للإنسان والحيوان على حدٍ سواء؛ فما يعيشه الفلاحون وأصحاب الأراضي الزراعية المجاورة لمقلب القمامة التابع لمدينة الزقازيق، أقرب إلى جريمة في حق كل نفس داخل وخارج محافظة الشرقية؛ إذ امتدت تلال القمامة إلى أراضي الفلاحين ومصادر مياه أراضيهم، فيما تكفلت الأدخنة المُنبعثة من التلال بتدمير المحصول. 

مع دخولك قرية «العصلوجي» التابعة لمركز ومدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية، تلاحظ كثافة دخانية آتية من الأراضي الموجودة بقرية «الغار» القريبة من قرية «شوبك بسطة»، وحينما تتبع أثر الدخان ترى ما يُثير غضبك واشمئزازك؛ فالأدخنة ما هي إلا حرائق قمامة بجوار مقلب «الزقازيق» الذي من المفترض أن يستوعب قمامة سكان القرى التابعة له، إلا أن أيادي المسئولين امتدت لتعبث بمقدراته وتودي بحياة الزرع من حوله. 

مقلب قمامة يحول محصول 50 فدانا إلى سموم في الشرقية

«الحال اتبدل من ساعة ما مشي الدكتور رضا عبدالسلام».. بهذة الكلمات بدأ محمد عبدالمقصود العشري حديثه لـ«التحرير» موضحًا أن المحافظة اشترت سيارات لجمع القمامة بعد فض الاتفاق مع المقاولين ومن كانوا يقومون بتولي عملية الجمع والتخلص من القمامة، لافتًا إلى أن أحد كوادر المحافظة أعلن، منذ عامين، عن بيع مقلب القمامة الخاص بمدينة الزقازيق لأحد المستثمرين، إلا أن الحال ساء لأبعد الحدود؛ إذ تراكمت القمامة خارج المقلب وباتت تُهدد حياة المزارعين والحيوانات على حدٍ سواء. 

وأضاف العشري، أن أغلب أصحاب الأراضي الموجدة بمحيط المقلب، والمُقدرة مساحتها بنحو 50 فدان أراضي زراعية، لم يعد لديهم أي دافع لزراعة الأرض بسبب «الوباء» المنتشر نتيجة الأدخنة المُنبعثة من اشتعال القمامة، خاصةً وأن القمح الذي يتم زراعته يتم حصاده ولونه «أسود» فضلًا عن تراكم عوادم القمامة والأدخنة بما تحمله من أمراض في سنابل القمح، وهو ما ترفض حتى البهائم تناوله، منوهًا بأن محصول القمح يُباع بألفين جنيهًا بدلًا 4 آلاف للطن الواحد، حيث يتم إدخاله إلى شونة الغلال بواسطة «الرشاوى» حتى يصل إلى بطون العامة و«الشعب ياكل والأمراض تزيد». 

وكشف العشري أسباب المشكلة، قائلًا إنه كانت هناك شركة متعهدة بجمع القمامة والتخلص منها بإلقائها في منطقة الخطارة، لكن المسئولين بمحافظة الشرقية فضلوا فض التعاقد مع الشركة وشراء سيارات لحسابهم الخاص، ما أدى بدوره لعدم جمع القمامة فضلًا عن التخلص منها في أراضي الفلاحين الموجودة خارج المقلب، البالغة مساحته 20 فدانًا، حيث تتعمد السيارات إلقاء القمامة التي يتم جمعها بجوار سور المقلب بالقرب من أرض الأهالي، مُشددًا على أن بعض المسئولين أبلغوهم بأن المحافظ لا يعلم شيئًا عما يحدث. 

فيما قال الحاج جمعة حسن عليوة، أحد الفلاحين وأصحاب الأراضي بالناحية، إن اللواء سامي سيدهم، نائب محافظ الشرقية، زار المكان قبل شهرين ووعد بالحل خلال أيام لكن ذلك لم يتحقق، مضيفًا أن الزيارة جاءت بعدما رفض الفلاحون أن يتركوا سيارات القمامة تُلقي بها خارج المقلب. وأشار جمعة إلى أن نائب المحافظ حضر برفقة المحاسب نبيل فاروق، رئيس مجلس المدينة، حيث طلب سيدهم من أحد المصورين الذي كان برفقتهم التقاط الصور من أجل عرضها على المحافظ: «قال له صور لي هنا وأنا هعرف المحافظ كل حاجة». وأوضح جمعة، أن اللواء سامي سيدهم وقتها أمر رئيس المدينة بأن يتم التخلص من القمامة الموجودة خارج المقلب خلال يومين، إلا أن ذلك لم يحدث على مدار شهرين حتى الآن، فضلًا عن أنه نسي أن يقول للمحافظ كما وعد. ولم يكد يغادر النائب المكان حتى حضر رجال الشرطة، وفق رواية جمعة، حتى أن رئيس المباحث بعث بمُخبرين يسألون عن أسماء من تعرضوا لسيارات القمامة للقبض عليهم، لكن المُخبرين عادوا لرئيس المباحث بجوابهم: «دول فلاحين يا باشا». من جانبه، شدد إبراهيم عليوة، مدير مدرسة بالمعاش، وأحد أصحاب الأراضي بالمنطقة، على أن النائب لطفي شحاتة، عضو مجلس النواب عن الدائرة، أبلغهم بتقديم شكوى لوزارة البيئة بعدما باءت محاولاته بالفشل في مجلس النواب المصري، حيث أخذ كمية قليلة من الأرز في شهر أكتوبر الماضي، وأكد أن المشكلة سيتم حلها وأن وزير البيئة على علم بالموضوع برمته، إلا أنه عاد بعدها بأيام وطلب منهم أن يقدموا شكاوى. «بقالنا سنتين في الهم ومش لاقين غير المرض والبلاوي» يضيف عليوة، أنهم استغاثوا بجميع المسئولين داخل المحافظة وخارجها، إلا أن شكواهم لم تلقَ صدى، بالإضافة إلى أن تراكم القمامة طال مصدر المياه الذي يسقون منه أراضيهم. من جانبنا، حاولنا التواصل مع المحاسب نبيل فاروق، رئيس مجلس مدينة الزقازيق، واللواء سامي سيدهم، نائب محافظ الشرقية؛ للوقوف على أبعاد الأزمة والحلول المُقترحة لها، إلا أن أيا منهما لم يرد على هاتفه لأكثر من مرة.​ 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مقلب قمامة يحول محصول 50 فدانا إلى سموم في الشرقية مقلب قمامة يحول محصول 50 فدانا إلى سموم في الشرقية



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 19:19 2019 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

مراهق فلبيني يدخل فرّامة كفتة لتنتهي حياته

GMT 20:36 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

أفضل أنواع وتصميمات الأحذية الرياضية وطرق العناية بهما

GMT 05:00 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

مجلس الشيوخ الأميركي يقر تعيين أول مسؤول في إدارة بايدن

GMT 05:13 2019 الثلاثاء ,05 شباط / فبراير

نظام غذاء سري لأكبر أنواع أسماك القرش في العالم

GMT 06:08 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

مانشستر سيتي يعزز صدارته بفوز شاق على شيفيلد يونايتد

GMT 12:01 2018 الإثنين ,03 أيلول / سبتمبر

رونار وفكر الثوار

GMT 19:05 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يشير هذا اليوم إلى بعض الفرص المهنية الآتية إليك

GMT 10:09 2021 الجمعة ,02 إبريل / نيسان

Isuzu تتحدى تويوتا بسيارة مميزة أخرى

GMT 18:28 2017 الثلاثاء ,11 تموز / يوليو

مجلس الشعب السوري ينفي إصدار بطاقات هوية جديدة

GMT 00:28 2016 السبت ,31 كانون الأول / ديسمبر

جمال عبد السلام يؤكّد أنه يدعم الشعب السوري

GMT 10:39 2015 السبت ,17 كانون الثاني / يناير

كيفية صناعة الموهبة والإبداع عند الأطفال؟

GMT 12:35 2017 الأربعاء ,26 تموز / يوليو

جريمة السبّ والقذف

GMT 14:54 2019 الثلاثاء ,12 شباط / فبراير

سيمبا التنزاني يتقدم بالهدف الأول في مرمى الأهلي
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia