واشنطن - أ ش أ
نشرت مؤسسة جيمس تاون الأميركية للأبحاث تقريرًا مطولًا عن الحرب المصرية علي الإرهاب خلال السنوات الأربع الأخيرة، تناول أهم التنظيمات الجهادية المتواجدة في شبه جزيرة سيناء، ودور جماعة الإخوان الإرهابية في دعمهم.
وعرض التقرير أهم العمليات الإرهابية التي قامت بها تنظيمات مثل أجناد مصر وأنصار بيت المقدس منذ عام 2011، والتي تستهدف في معظم عملياتها عناصر الجيش والشرطة المصرية، إلا أنها بدأت مؤخرا في مهاجمة أهداف مدنية ومنشآت اقتصادية لمحاولة إيصال رسالة مفادها أن السيسي ليس بإمكانه حماية مصر والمصريين.
وذكر التقرير أن المؤسسة العسكرية المصرية فضلًا عن الأجهزة الأمنية الأخرى قد أدركت جميعها أن الرئيس السابق مرسي وحكومته يعملان ضد الدولة المصرية ومصالحها الاستراتيجية ، فلم تتقبل المؤسسة العسكرية الأوامر التي أصدرها مرسي بعدم مهاجمة التنظيمات الإرهابية في سيناء، بالإضافة إلي رفضه الموافقة علي القيام بعمليات استخباراتية ضد عملاء إيران الذين تواجدوا بمصر آنذاك.
وأضاف التقرير أن المؤسسة العسكرية لم تتحرك إلا بدعم الأغلبية الساحقة من شعب مصر لضمان عدم عودة مرسي وجماعته إلي الحكم مرة أخري، كما أن هذا التحرك لم يعكس طمعًا في السلطة وإنما استهدف إعادة مصر إلي المسار الديمقراطي الصحيح. أشار التقرير أيضًا إلي أن السلطات المصرية نجحت في إتمام الاستحقاقين الأساسيين في خارطة الطريق التي أعٌلن عنها عقب الإطاحة بمرسي ، وهما إقرار الدستور وإجراء الانتخابات الرئاسية ويتبقي الاستحقاق الأخير وهو الانتخابات البرلمانية المتوقع إتمامها قبل نهاية هذا العام، حيث تبدو القيادة المصرية عازمة علي إنجاز استحقاقات خارطة الطريق برغم استمرار جماعة الإخوان في انتهاج العنف، وهو التحدي الأساسي للاستقرار والنمو الاقتصادي في مصر، كما أنه يضعف من فرص عقد مصالحة مع الإخوان في المستقبل المنظور.
وحدد التقرير عناصر للتفاؤل منها أن الحرب علي الإرهاب أدت إلي درجة عالية من التعاون والتنسيق بين الجيش والشرطة، كما تزايدت أهمية الدور الذي تلعبه المؤسسات الدينية وعلي رأسها الأزهر الشريف ودار الإفتاء في محاربة الفكر المتطرف ، بالإضافة إلي نجاح الاقتصاد المصري في تحقيق مؤشرات نمو إيجابية برغم الظروف العصيبة التي مرت بها البلاد علي مدار أربع سنوات.
واستعرض التقرير أهم الخطوات التي اتخذتها حكومة الرئيس السيسي لمحاربة الإرهاب وعلي رأسها قرار تشكيل القيادة الموحدة لشرق القناة ، تخصيص 10 مليار جنيه لتنمية سيناء، إغلاق معبر رفح وإقامة منطقة عازلة علي طول خط الحدود مع غزة، العملية العسكرية التي قامت بها مصر ضد تنظيم داعش الإرهابي في ليبيا ردًا علي مقتل عدد من المصريين علي يد التنظيم الإرهابي، كما تم الإعلان عن قتل أعداد كبيرة من الجهاديين أبرزهم همام عطية زعيم تنظيم أجناد مصر، وأخيرًا المبادرة المصرية بتشكيل قوة عربية مشتركة لمحاربة الإرهاب.
أرسل تعليقك