المعارضة السودانية تصارع من أجل تحدي نظام البشير
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

"المعارضة السودانية" تصارع من أجل تحدي نظام البشير

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - "المعارضة السودانية" تصارع من أجل تحدي نظام البشير

الانتخابات السودانية
الخرطوم _ العرب اليوم


بعد سنوات طويلة من فوضى الخلافات الداخلية وقمع السلطات، وحدت المعارضة السودانية صفوفها في تحالف "نداء السودان" لكنها وجدت نفسها في اول اختبار حقيقي غير قادرة على الحشد في حملة اطلقتها لمقاطعة انتخابات من المرجح ان تمدد فترة رئاسة عمر البشير.

وللتعبير عن رفض انتخابات وُصفت بـ"المزيفة"، أطلق "نداء السودان" حملة "ارحل" لمقاطعة الانتخابات وبدأ اعتصاما مفتوحا في مقر حزب الامة عشية اليوم الأول من الاقتراع، إلا أن النتيجة جاءت بما لا تشتهي السفن.

ويبدو أن المشاركة المحدودة للسودانيين لا تقتصر على عملية الاقتراع بل لم تنجح المعارضة في حشد الجماهير للتعبير عن تأييدهم لمقاطعة الانتخابات.

ويقول الأمين العام بالإنابة لحزب الأمة حسن أمام حسن لوكالة فرانس برس "لم نتوقع العدد الذي ترونه حاليا".

في اليوم الثاني من الاعتصام تجمع حوالى 80 شخصا فقط، غالبيتهم من كبار السن في مقر حزب الامة وهو عبارة عن فيلا من العهد الكولونيالي في منطقة ام درمان. جلس هؤلاء على كراسي بلاستيكية امام لافتة كتب عليها "حملة ارحل: الاعتصام ضد الانتخابات المزيفة" يستمعون الى خطابات ضد حكم البشير والانتخابات الرئاسية والتشريعية الجارية.

وبحسب امام حسن، فان هذه "الانتخابات لن تؤدي الى شيء، هي انتخابات مزورة كلفت الكثير"، وينافس البشير في هذا الانتخابات 15 مرشحا غير معروفين على الساحة السياسية ومن شبه المؤكد انها ستنتهي بتمديد فترة حكمه المستمر 26 عاما خمس سنوات اضافية.

ويجمع تحالف "نداء السودان" الذي اعلن عنه في كانون الاول/ديسمبر، فئات معارضة تتنوع بين مؤيد للتغير السلمي وآخر للعمل المسلح وثالث يرفع صوت المجتمع المدني.

والهدف منه هو "اسقاط النظام لذلك فان مقاطعة الانتخابات ليست سوى خطوة في هذا الطريق ومن المبكر جدا تقييمها"، بحسب ما تقول آمال جبر الله السيد احمد، عضو اللجنة المركزية في الحزب الشيوعي السوداني.

ولغياب الحشد عن نشاط المعارضة اسباب ومبررات، اساسها القمع والتخويف وحتى لا مبالاة المواطن السوداني العادي.

وفي هذا الصدد تشرح السيد أحمد أن "عمل المعارضة يتم في ظروف تمنع خلالها الأحزاب من مخاطبة الجماهير، حتى إنها الآن ممنوعة من القيام باي نشاطات داخل مراكزها".

الأمر ذاته تؤكده الصحافية والناشطة امل هباري. وتوضح ان "مشكلة المشاركة في كافة انشطة المعارضة تكمن في الخوف من القمع".

وكانت الأجهزة الأمنية اعتقلت في ديسمبر المعارضين فاروق أبو عيسى وأمين مكي مدني إثر توقيعهما وثيقة "نداء السودان". وأطلق سراحهما يوم الخميس الماضي.

أما إمام حسن إمام، فيشير الى سبب آخر يتمثل في رفض الشباب المتحمس اساسا لاعتصام سلمي من هذا النوع. ويشرح ان "الشباب يفضل النزول الى الشارع ولكننا نعلم انه اذا فتحنا الطريق امامهم فان ذلك سينقلنا الى وضع شبيه بسوريا مثلا، لذلك نحن حريصون على الحل السلمي".

ويقاطع العديد من الشباب الناشط حملة "ارحل" على اعتبار انها لا تؤدي الى نتيجة، واطلقوا على مواقع التواصل الاجتماعي حملة اخرى باسم "انتخابات الدم".

ومن بين الاسباب ايضا، وفق هباري ان "المعارضة لا تملك أي وسيلة اعلامية للحشد، وجهاز الامن هو من يدير الصحف فعليا".

وتشن الاجهزة الامنية حملة واسعة ضد وسائل الاعلام، وصادرت في شباط/فبراير الماضي النسخ المطبوعة من 14 صحيفة.

ولكن المعارضة عرفت باختلافاتها الداخلية، لذلك تقول هباري ان احدى اسباب غياب المشاركة هو "فقدان الثقة بالمعارضة نتيجة الخلافات الكبيرة في ما بينها".

حزب الأمة على سبيل المثال شهد انقسامات عدة، حتى ان بعض الفصائل المنشقة اصبحت موالية للحكم.

أما السيد أحمد فتبدي ثقة في تحالف المعارضة. وتقول إن "نداء السودان هو أول تحالف بهذا الشكل بين أحزاب المعارضة منذ العام 1989" عام الانقلاب الذي قام به البشير ضد حكومة رئيس حزب الأمة صادق المهدي المنتخبة ديموقراطيا.

وهذه أيضا المرة الأولى التي تنضوي بها حركات التمرد المسلحة في دارفور ومنطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق في إطار تحالف يدعو إلى الحل السلمي، وهنا أيضا تكمن أهمية "نداء السودان"، وفق ما يقول القيادي في حزب الأمة.

إلا أن حركات التمرد هذه تعهدت بتعطيل العملية الانتخابية في مناطقها بالقوة، فيما تصر أحزاب ومنظمات أخرى في "نداء السودان" على الخيار السلمي.

كل هذه الأسباب جعلت المعارضة تواجه فعليا صعوبة في حشد جماهيري كانت تأمل به.

تقف ابتسام الحسن، فتاة في العشرينات من العمر، وهي تبتسم بسخرية، وتقول "قاطعت الانتخابات فان نتائجها معروفة مسبقا، ولا علاقة بموقفي بالحملة التي تقوم بها المعارضة فهي غير فعالة وغير منتجة، حتى ان اعتصامها لا يقتصر سوى على مقر حزب الامة".

وبرغم غياب الحشد الواضح، تصر المعارضة على ان ما يحصل ليس سوى خطوة، وهي فعليا جاهزة للحوار مع السلطات ما اذا توفرت الشروط المناسبة.

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المعارضة السودانية تصارع من أجل تحدي نظام البشير المعارضة السودانية تصارع من أجل تحدي نظام البشير



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 18:22 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 12:53 2014 الثلاثاء ,25 شباط / فبراير

"Facebook messenger" سيكون متاحًا لويندوز فون بعد أسابيع

GMT 11:08 2016 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

وقف الهدر والتبذير..شعار الكويت الجديد

GMT 16:21 2019 الخميس ,27 حزيران / يونيو

اجتماع تقني يجمع مسؤولي منتخبَي مالي وتونس

GMT 11:21 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عقدة حياتو والكامرون

GMT 14:25 2017 الأحد ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

فيلم الرعب "Jigsaw" يحقق 32 ميلون دولار في أسبوع عرضه الأول

GMT 09:26 2017 الخميس ,13 إبريل / نيسان

سوسيج تري كامب السحر الحقيقي للحياة البرية

GMT 20:34 2018 الإثنين ,10 كانون الأول / ديسمبر

"HER" BURBERRY عطر المرأة الجريئة الباحثة عن التميز

GMT 12:54 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

أبسط وأسهل طريقة لاختيار الحجاب الملون بأناقة

GMT 13:37 2012 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

كأس ألمانيا: دورتموند وشتوتغارت وبوخوم إلى ربع النهائي

GMT 03:00 2013 الجمعة ,25 تشرين الأول / أكتوبر

ظاهرة "الإرهاب" كلفت تونس 4 مليارات دينار
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia