أحمد قذّاف الدم يؤكّد أن الخلافات سبب ضياع المنطقة
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

أوضح لـ "العرب اليوم" أن الاعتراف بداية استعادة ليبيا

أحمد قذّاف الدم يؤكّد أن الخلافات سبب ضياع المنطقة

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - أحمد قذّاف الدم يؤكّد أن الخلافات سبب ضياع المنطقة

القيادي في جبهة النضال الوطني أحمد قذّاف الدم
القاهرة - محمود حساني

أكد منسق العلاقات المصرية - الليبية السابق، والمبعوث الخاص للرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، والقيادي البارز في جبهة النضال الوطني الليبية، أحمد قذّاف الدم، اختلاط الأمور وتعقيدها في الأوقات الحالية، مشيرًا إلى أنه "أصبحنا لا نعرف من معنا ومن ضدنا، أجلس معك اليوم ونتحدث سويًا ونتناول فنجان من القهوة، وأنت هنا ضيفًا في منزلي، ولا يخلو حديثنا من الجد أحيانًا ومن المزاح أحيانًا أخرى، وقد أتفاجأ بك في الغد تشّن هجومًا حادًا ضدي، وتكيل لي الاتهامات، وكأننا لم نلتقي بالأمس، هذا هو حال وطننا العربي اليوم باختصار، أفرادًا ودول، نتجالس سويًا ونعقد المباحثات والاتفاقات والمواثيق والعهود على العمل سويًا، ونتفاجأ في الغد وكأن شيئًا لم يكن، لا أعلم على أي شيء نختلف، ونحن جميعًا نواجه مصيرًا واحدًا ومخططًا واحدًا ومؤامرة واحدة، هدفها إزالتنا جميعاً من المنطقة".

وأضاف أحمد قذّاف الدم، في مقابلة خاصّة مع "العرب اليوم"، أن "أوضاعنا أصبحت محل استغراب ودهشة الجميع ، صديقي لي فرنسي الجنسية ، ذو أصول عربية ، منذ يومين ، كنا نتجالس سوياً ، ونتحدث على حال العرب والمنطقة ، والمصير الأسود الذي ينتظرنا جميعًا، قال جملة أعجبتني، "نحن هنا في فرنسا عندما نلقي نظرة على الوضع في المنطقة العربية، ونحن نعلم تمامًا أن هناك بالفعل مؤامرة تُحاك لها، لكن ما يستوقفنا أن العرب أنفسهم هم من يساعدون على تنفيذ تلك المؤامرات، بل يوجهون اتهامات كل منهم للآخر، بأنه من يتآمر عليه، في حين، أن العدو ضدهم وواحد ومصيرهم واحد، وحل أوضاعهم في أيديهم وأمامهم كما جاء في قول الله تعالى "واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تتفرقوا"، أين نحن من ذلك ؟َ!، تفرقنا في وقت نحن أحوج إليه إلى الاتحاد لمواجهة التحديات المشتركة، وضعنا أيدينا مع من يسعون ضدنا ونحن نعلم علم اليقين أنهم يسعون بكل قوة ضدنا ، ليس إلا سوى أننا لا نود أن نضع يدنا مع أشقائنا ، بسبب خلافات بإمكاننا أن نجلس ونصفّيها".

وأوضح قذّاف الدم أنه "لا يحزنني أي شيء سوى شبابنا ، ذلك الكنز الاستراتيجي الذي تملكه الدول العربية ، الذي تمرّد على معتقداتنا الموروثة منذ القدم ، ولم تصل بنا إلى أي شيء سوى أنه مازلنا في القاع أو أبعد بكثير ، ذلك الجيل الذي اطّلع على التكنولوجيا في الوقت الذي لم توفرها له دولته، اطلع على تجارب الدول الأخرى في الغرب، وكيف أصبحت في المكانة التي وصلت إليها بعد أن اطلعت على تاريخنا واستمدت منه التجارب، ووضع حلماً في مخيلته أن يرى دولته يوماً ما كالولايات المتحدة الأميركية ، كقوى عظمى عسكرياً واقتصادياً أو يرى دوله العربية ، كيانًا قويًا كالاتحاد الأوروبي، يحلم بتحرير القدس والصلاة فيها، وعندما جاءت له الفرصة أن يقدم شيئاً إلى بلده، خرج طالباً التغيير للأفضل، إلا أن مطالبه امتزجت بتطلعات البعض من قوى الغربية، التي لها تطلعات استعمارية في المنطقة، ولا تود لها أن تراها مستقرة، لأنهم يعلمون تمامًا، إذا استقرّ العرب، وتركوا خلافاتهم جانبًا واستغلوا ما يكنزونه من ثروات ، سيصبحون قوى عظمى لا يمكن ردها أو الوقوف أمامها، هؤلاء الشباب العربي ، النقي صاحب الإرادة والقوة والعزيمة ، عندما وجد أمور بلاده قد صارت إلى الأسوأ ، وأصبح العرب يقاتلون بعضهم البعض ، خرج تنظيم "داعش" في الشام والعراق ، الذي يسعى مؤسسيه إلى إقامة الخلافة الإسلامية ، فوجد شباب العرب غايتهم في هؤلاء ، فما كان لهم سوى الانضمام إليهم" ، مشددًا على أن هؤلاء الشباب ضحية ، يدفعون فاتورة الخلافات . 

وطالب قذّاف الدم، الدول العربية أن تترك خلافاتها خلال الوقت الراهن ، فلم يعد هناك متسع من الوقت أو فرص ، لأن الآتي سيكون أسوء بكل المقاييس مالم نتحدّ ونتكاتف ونضع أيدينا في أيدي بعض، ونعود إلى كتاب الله ، ونعتصم بحبل الله ، ونعقد قمة طارئة تضم مصر والمملكة العربية السعودية وإيران وتركيا ، مشيرًا إلى أن "هناك خلافات بين مصر والمملكة خلال الوقت الراهن ، وخلافات بينها وبين تركيا ، والعلاقة بين إيران والسعودية من الصعب أن يتم التوافق بينهم ، لكن في بداية حديثي ، أوضحت أننا جميعًا نواجه مصيرًا مشتركًا وعدوًا واحدًا، لا أعلم عن خلاف بين مصر والمملكة على مستوى القيادتين ، سوى من وسائل إعلام تسعى إلى الظهور وإشعال الخلافات ، فمصر والسعودية ، هما ركيزتان أساسيتان في المنطقة ، كما أن ما بين تركيا ومصر ، خلاف في وجهات النظر قابلة للبحث والتوافق، أما إيران ، هم أقرب إلينا من الغرب ، فإذا تواصلت تلك العواصم العربية الأربعة ، القاهرة والرياض وطهران وأنقرة ، فإن الآتي سيكون أسوء ، وستلعننا الأجيال المقبلة ، لأنهم سيصبحون لاجئين على مشارف أوروبا".

وحول الشأن في ليبيا ، أكد أحمد قذّاف الدم ، أنه "بعد 5 أعوام على اندلاع الأحداث التي أدت إلى مقتل الرئيس الراحل معمر القذافي ، الجميع اعترف بأخطائه حتى وإن جاء الاعتراف مؤخراً بعد ما رأوا بأعينهم أين وصل بنا الحال ، لكن على الجميع ، وهنا أقصد الأطراف السياسية أن يبدي جدية في الاعتراف والتفاوض وتقديم التنازلات لا لشيء سوى إنقاذ الوطن وانتشاله دون أن نضع أملنا على أن يأتي أحد من الخارج لينقذنا ، فالخارج أتي إلينا من أجل إسقاط ليبيا والسيطرة على خيرات أبنائها" .

وكشف قذّاف الدم عن أمور وصفها بالمدهشة أثارت انتباهه خلال جلساته التي تجمعه مع بعض الأطراف السياسية في ليبيا ، أنه "بعد الحديث عن ليبيا في عهد القذافي وترحمنا على عهده ونعمة الأمن والاستقرار والخيرات التي كنا ننعم بها ، ولا سبيل أمامنا سوى أن نتحد ،لانتشال وطننا مما عليه ، خلال الحديث تحدث عن الانتخابات الرئاسية ، ومن المرشح الذي سنستقر عليه ؟ّ لم اتحدت ولم أتفوه بكلمة ، انتظرت ما سيسفر عنه نهاية الحديث الدائر بين ثلاثة أطراف كل منهم يمثل فصيل سياسي ، وهنا نشبت الخلافات وكادت أن تصل إلى حد التشابك بالأيدي، لذلك أكرر سبب ما وصلت إليه المنطقة وما وصلت إليه مصر ، خلافاتنا الضيقة ، يتحدثون عن الرئيس المقبل ، ونحن لم نتفق على كيفية استعادة ليبيا وتطهيرها من عناصر الجماعات المتطرفة"

واختتم قذّاف الدم حديثه، مشيرًا إلى أن "هذا الموقف صورة مُصغرة عما يحدث بين دول المنطقة ، وها هي شعوبها تدفع ثمن الخلافات الضيقة ، علينا أن نستيقظ قبل فوات الأوان حتى لا تلعننا الأجيال المقبلة".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أحمد قذّاف الدم يؤكّد أن الخلافات سبب ضياع المنطقة أحمد قذّاف الدم يؤكّد أن الخلافات سبب ضياع المنطقة



GMT 00:24 2016 الخميس ,20 تشرين الأول / أكتوبر

أحمد قذاف الدم يؤكد محاولة قوى هدم مصر

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك

GMT 09:45 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

20 عبارة مثيرة ليصبح زوجكِ مجنونًا بكِ

GMT 16:52 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية السنة اجواء ايجابية

GMT 15:26 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 07:09 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:36 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النشاط والثقة يسيطران عليك خلال هذا الشهر

GMT 17:29 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر

GMT 02:37 2015 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي علي أجود أنواع البلسم الطبيعي للشعر المصبوغ

GMT 02:12 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

سيرين عبد النور تتألق بالبيج والنبيتي من لبنان

GMT 06:35 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك نجاحات مميزة خلال هذا الشهر

GMT 16:23 2019 الإثنين ,10 حزيران / يونيو

تعرف على المطاعم في العاصمة الكينية "نيروبي"

GMT 18:51 2019 الجمعة ,28 حزيران / يونيو

السمك يحمي صغيرك من الإكزيما
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia