الجزائر ـ ربيعة خريس
كشف الأمين العام لحركة النهضة ، محمد ذويبي، أن مشاركة أغلب الأحزاب السياسية في الانتخابات البرلمانية المقرر تنظيمها ربيع العام الجاري، هي بمثابة رسائل إيجابية بعثت بها الطبقة السياسية إلى السلطة الجزائرية، رغم تحفظها على قانون الانتخابات الجديد الذي فجر جدلًا واسعًا في الساحة السياسية.
وأضاف ذويبي، في تصريحات خاصة إلى "العرب اليوم"، أن السلطة الجزائرية مطالبة بتوفير ضمانات من شأنها بعث الثقة لدى المواطن وتقليص نسبة العزوف الانتخابي، فغياب المواطن خلال الاستحقاقات الماضية كان سببه التزوير الذي شاب العملية الانتخابية الماضية، فالكرة الآن في مرمى السلطة، فهي مجبرة على تنظيم انتخابات حرة ونزيهة للتقليل من ظاهرة العزوف، مشيرًا إلى أن إعلان مشاركتهم في الانتخابات البرلمانية المقبلة، لا يعني بالضرورة اعتراف منهم بشرعيتها، رغم أنهم سبق لهم وأن طعنوا في شرعيتها.
وفي تعليق له على الهيئة العليا المستقلة لمراقبة الانتخابات التي استحدثها الرئيس الجزائري، عبد العزيز بوتفليقة أخيرًا، قال رئيس حركة النهضة الجزائرية، إن قادة أحزاب المعارضة، تطرقوا في الاجتماع الأخير الذي انعقد في مقر حركة النهضة الجزائرية، للحديث عن هذه اللجنة واتفق زعماء الأحزاب السياسية المعارضة الذين أعلنوا عن مشاركتهم في التشريعيات المقبلة على التنسيق لمراقبة الانتخابات من خلال استحداث لجنة تعمل على مراقبة الانتخابات، وتكون بديلة للجنة التي استحدثها الرئيس الجزائري، وستعقد الأحزاب اجتماعًا في القريب العاجل لتشكيل اللجنة، فالموضوع يحتاج إلى نقاش لتتبلور الأفكار.
وفي حديثه عن تنسيقية الانتقال الديمقراطي التي تضم قادة من أحزاب المعارضة، تشكلت عام 2015، ومصيرها في ظل إعلان معظم التشكيلات المنضوية تحت لوائها، عن المشاركة في التشريعيات المقبلة، قال المتحدث إن تنسيقية الانتقال الديمقراطي سيبقى بمثابة مشروع سياسي يجمع المعارضة الجزائرية على طاولة واحدة، وسيبحث قادة الانتقال الديمقراطي طرق تجسيده على أرض الواقع بعد الانتخابات البرلمانية المقبلة، فكل ما تعلق بمستقبل المعارضة مرهون بالنتائج التي سيعلن عنها عقب التشريعيات المقبلة.
وبخصوص النتائج التي سيحصلها التيار الإسلامي بعد إعلانه عن تحالفات، ذكر المتحدث أن هذ الأمر مربوط بنزاهة الانتخابات التشريعية والإرادة السياسية للسلطة الجزائرية، من خلال ضمان شفافية الصندوق.
وقال إن التحالف سيكون من بين العوامل التي ستمنع المتاجرة بالأصوات وسيضع حدًا للمعروفين بالسماسرة، وقطع الطريق أمام رجال المال والأعمال الذين يخرجون من سباتهم خلال كل عملية استحقاقية، والحد من منطق "الشكارة"، الذي أصبح يفرض في كل مرة نفسه بقوة، مشيرًا إلى أن حظوظ التحالف الإسلامي، هذه المرة هي كبيرة جدا، ونتوقع حصد عدد كبير من الأحزاب، وسندخل الانتخابات ونحن مقتنعون بالفوز، خاصة وأن هذه التشريعيات لن تكون كسابقتها، وأتوقع أن تفرز خريطة سياسية جديدة.
أرسل تعليقك