واشنطن ـ تونس اليوم
يجاهد تطبيق واتساب للمراسلة والدردشة من أجل الحفاظ على وضعه كأحد المنصات الآمنة في العالم، وللحاق بالمنافسين في ركب سريع الحركة، بحسب ما جاء في تقرير نشرته مجلة "فوربس" الأميركية وأعده زاك دوفمان، الخبير في نظم الأمن السيبراني وتكنولوجيا المراقبة المتقدمة لأغراض الدفاع والأمن القومي ومكافحة الإرهاب.على الرغم من أن التطبيق المملوك لشركة فيسبوك، ربما يكون جيدًا وشائع الاستخدام، إلا أنه لم يحقق ميزة الاستخدام عبر أجهزة متعددة بأي طريقة مفيدة حتى الآن، وهو ما أصبح يمثل مشكلة خطيرة وتزداد تلك المشكلة سوءًا بسبب التقارب السريع للمراسلة والمكالمات، ومع استمرار ربط مكالمات واتساب بالهاتف، بدلاً من استخدام جهاز بشاشة كبيرة أسهل في الاستخدام، وهو ما يعد عقبة كبيرة أمام المستخدمين.
قامت شركة فيسبوك بحل هذه المشكلة من خلال غرف ماسنجر على منصتها، بالإضافة إلى تطبيقات زووم وميكروسوفت تيمز وغوغل، لكنها جميعًا تطبيقات وغرف دردشة لا تقدم تشفيرًا من طرف إلى طرف، ولذلك، والحديث هنا على لسان دوفمان، لن يكون فيسبوك خياري الأول للمكالمات الصوتية أو مكالمات الفيديو من شخص لآخر أو الجماعية بشأن موضوع حساس أو سري [أي أنه لا يثق في معايير الأمان لضمان الخصوصية الشخصية وحماية البيانات].يقوم واتساب بعمل رائع في تأمين مكالمات الصوت والفيديو من تطبيقات آيفون وأندرويد الخاصة به، وقد زاد هذا مؤخرًا لتمكين مكالمات بين ثمانية أطراف. ويتم تأمين جميع المكالمات مع التشفير من طرف إلى طرف. والخبر السار أيضا هو أن واتساب لديه الآن تطبيق سطح مكتب كامل قيد التشغيل، وهو جزء من ميزة الأجهزة المرتبطة قيد الاختبار بالوقت الحالي، وتم الإعلان عن تمكين المكالمات المستندة إلى سطح المكتب.
ولكن تلقى واتساب لكمة عنيفة من تطبيق سيغنال، الذي يعد حاليًا أفضل وأذكى بديل للتطبيق المملوك لشركة فيسبوك. حيث بدأ تطبيق Uber-secure Signal في إجراء اختبار تجريبي جديد لمكالمات الفيديو والمكالمات الصوتية من تطبيق سطح المكتب الرائع. وعلى الرغم من أن هذه الميزة غير متاحة حتى الآن للمكالمات الجماعية، إلا أن هناك تلميحًا في إعلان سيغنال إلى أنه تم وضع المكالمات الجماعية في الاعتبار.ويضع تطبيق سيغنال، مثلما هو الحال مع واتسآب، في الاعتبار تطبيق زووم، بخاصة وأن الشركة الرائدة في السوق قد حولت مكالمات الفيديو الجماعية إلى خيار يومي للملايين حول العالم، سواء في مجال العمل أو حياتهم الشخصية. وذكرت سيغنال في بيان لها أن "هذا الإصدار هو أحد الخطوات الأولى نحو هدفنا المتمثل في تمكين المكالمات الصوتية ومكالمات الفيديو الآمنة المتوفرة على جميع أجهزتك"، فيما يعد إلقاء لمزيد من الضوء على أخطاء زووم السابقة في التشفير وتقييد بعض الوظائف للمستخدمين الذين يدفعون، "بالإضافة إلى كونها [سيغنال] مشفرة من طرف إلى طرف ومجانية للاستخدام للجميع".
وعلى الرغم من رسوخ الخدمة المقدمة من زووم، فإنها لا تمثل منافسة حقًا، وبالنسبة لواتساب، في حين يعد سيغنال هو أفضل برنامج مراسلة آمن متاح اليوم وعلى المدى البعيد. ويعتبر تطبيق سيغنال أيضا الخيار المناسب أيضًا بالنسبة لأي شخص لا يستأمن فيسبوك على رسائله.وبشكل موضوعي، فإنه يؤخذ على سيغنال ملاحظتين فقط بالمقارنة مع واتساب، الأولى هي أنه لا يزال هناك عدد غير كافٍ من المستخدمين، أي عشرات الملايين مقابل نحو ملياري مستخدم، أما الملاحظة الثانية فهي أنه لا توجد نسخ احتياطية لاسترجاع الرسائل على نحو أنه إذا فقد شخص ما هاتفه فإنه سيفقد رسائله أيضا.
وفيما يتعلق بالملاحظة الأولى فإن شعبية سيغنال والإقبال على تنزيله ينمو على نطاق واسع لأنه أفضل برنامج مراسلة آمن لأي شخص مهتم بحماية البيانات الوصفية أو الشخصية. تم بناء ميزة تشفير واتساب، وفقًا لبروتوكول خاص، بعكس بروتوكول سيغنال مفتوح المصدر، والذي يحافظ التطبيق على شفافية نشره بحيث يمكن مراجعته من قبل أطراف ثالثة بحثًا عن نقاط الضعف، بعكس واتساب.بالانتقال إلى الملاحظة الثانية، الخاصة بإمكانية استرجاع النسخ الاحتياطية، فإن تطبيق سيغنال يسمح للمستخدمين بنقل الرسائل المحفوظة إلى جهاز جديد، ويتيح إمكانية تخزين سجل رسائل مستقل على كل جهاز مرتبط، وإن كان ذلك متوافرًا فقط اعتبارًا من وقت ربط الجهاز. ولكن إذا تم فقد الجهاز الأساسي، فإن المستخدم في هذه الحالة سيحتاج لبدء التخزين من جديد.
ثغرة خطيرة في واتساب
ويمكن ألا تكون تلك الملاحظة أحد العيوب أو المشاكل إذا تم الأخذ في الاعتبار أن تمكين تطبيق واتساب لخاصية الاسترجاع للمحادثات أو الوسائط يتم عن طريق تخزينها حاليًا في سحابة أبل أو غوغل بدون تشفير من طرف إلى طرف، مما يعني أن المستخدمين يفقدون ميزة الحماية، التي كانت تميز واتساب والتي يقال إن واتساب يعمل على إصلاحها لإصدار مستقبلي.ولا يعد الاتصال عبر سطح المكتب هو التحديث الوحيد، الذي يعطي أفضلية لتطبيق سيغنال، حيث أنه يقدم طلبات الموافقة على استقبال الرسائل، والتي ستمنح المستخدمين القدرة على اختيار من سيمكنه مراسلتهم على النظام الأساسي من خارج الأشخاص المسجلين على أجهزتهم، والتي تعتبر أحد عوامل الجذب التي أدت لزيادة الإقبال على استخدام تطبيق سيغنال. ومع انضمام المزيد من المستخدمين، تزداد فرص الرسائل غير المرغوب فيها، لكن يجري حاليًا التعامل مع هذه المشكلة ومعالجتها.ويختتم دوفمان تقريره قائلًا: "إذا لم تكن قد استخدمت [تطبيق] سيغنال حتى الآن، فأنا أوصي بشدة أن تقوم بتنزيله على هاتفك وأن تقوم بتجربته".
قد يهمك ايضا
"أوبو" تستعد لضربتها الكبرى بهاتف جديد وكاميرا "لم تصنع من قبل"
مُستخدمو "آيفون 12" يشتكون مِن مشاكل جديدة مع الشحن اللاسلكي
أرسل تعليقك