خسائر فادحة بسبب تكرار انقطاع التيار الكهربائي في ملاوي
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

اضطر أعضاء البرلمان لاستخدام هواتفهم المحمولة للقراءة

خسائر فادحة بسبب تكرار انقطاع التيار الكهربائي في ملاوي

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - خسائر فادحة بسبب تكرار انقطاع التيار الكهربائي في ملاوي

انقطاع التيار الكهربائي في ملاوي
ملاوي ـ عادل سلامه

علق العامل الريفي "باتريك كامزيتو" على انقطاع التيار الكهربائي الطويل والمتكرر الذي اجتاح "ملاوي"، والذي استمر الأسبوع الماضي تقريبًا، عندما انقطع التيار عن البلاد بأكملها لساعتين، وتساءل قائلًا "ماذا يعني انقطاع التيار الكهربائي، فنحن ليس لدينا انقطاع التيار الكهربائي هنا، نسمع بالفعل ما يحدث في المدن ولكن ليس لدينا مشكلة هنا لأننا لا نملك أي كهرباء من الأساس لتُقطع".
 
يُذكر ان "نامبوما" هي بلدة صغيرة على بعد 50 كم، و تقع علي المسارات الترابية في شمال غرب العاصمة "ليلونجوي"، وقد وعدت الحكومة السكان بتدشين خطوط التيار الكهربائي بها قبل خمس سنوات، ولكن على الرغم من وجود أقطاب جديدة على جانب الطريق على بعد خمسة أميال في "نغوني" فإن الكهرباء لم تأت بعد، مثل ما يقرب من 90٪ من الملاويين، فإن الـ 12،000 شخص الذين يعيشون في منطقة "نامبوما" ليس لهم القدرة علي إطفاء الأضواء لأنها ليست موجودة، غير أن نسبة ضئيلة من الأسر الملاوية المتصلة بشبكة الكهرباء وهي نسبة لا تتجاوز الـ 10 في المائة تزودها مؤسسة الإمداد بالكهرباء المملوكة للدولة في ملاوي (إسكوم) أو الشركة الخاصة لتوليد الكهرباء.
 
وقد ارتفعت الأسعار ارتفاعا حادًا، وأصبحت التقنين اليومي وطول فترات الانقطاع التي تستمر من بضع ساعات إلى عدة أسابيع حسب المكان الذي يعيش فيه الناس هو القاعدة الآن، وستجد صوتًا مألوفًا في كل من "ليلونغوي، بلانتير ومزوزو" فتلك المراكز الحضرية الثلاثة في البلاد ستسمع فيها أصوات مولدات الديزل في كل مكان، عسى أن تومض الأضواء وتمكنهم الخروج من الظلام قليلا، فالناس يستخدمونها منذ فترة طويلة في التملص من الأسعار، ولكن الغضب يغلي بين الناس من التعتيم الوطني الأسبوع الماضي، حيث اضطر أعضاء البرلمان إلى استخدام هواتفهم المحمولة لقراءة أوراقهم في البرلمان، و اضطرت الشركات إلى حرق وقود باهظ الثمن لمواصلة العمل، وكانت هناك تهديدات بالمظاهرات في جوانب متفرقة من البلاد،واضطرت "اسكوم" الى تقديم اعتذار عام نادر، وألقت اللوم بانقطاع التيار الكهربائي الوطني على خط الكهرباء بين اثنين من اكبر محطات الطاقة الكهرومائية في البلاد.
 
و يقول "دوروثي نغوما" رئيس المنظمة الوطنية للممرضات والقابلات في ملاوي إن هناك أطفالًا حياتهم علي المحك "فلدينا أطفال رضع يموتون في المستشفيات بسبب غياب الطاقة الكهربائية وهذا أمر غير مقبول، والتفسير المعتاد لانقطاع التيار الكهربائي في ديسمبر/كانون الأول هو أنه في ’نهاية موسم الجفاف‘، عندما تكون مستويات المياه في بحيرة ملاوي ونهر شاير، التي تغذيان معا أكبر محطات الطاقة الكهرومائية في البلد، في أدنى مستوياتها، وفي الأسابيع الثلاثة الماضية، انخفض إنتاج الطاقة الكهرومائية إلى النصف، وهو رقم ازداد سوءًا بسبب الجفاف الذي أحدثته ظاهرة "النينيو" لمدة عامين، مما أدى إلى انخفاض مستويات البحيرة عند مستويات منخفضة تاريخيًا.
 
ومن المقرر أن يتم تركيب مولدات الديزل الاحتياطية الجديدة ومحطات الطاقة الشمسية قريبًا، الأمر الذي من شأنه تحسين الوضع في عام 2018 على حد قول شركات الطاقة، لكنهم يطالبون الناس أن يتحلوا بالصبر، فيما قال "إيفلين مواباسا" الرئيس التنفيذي السابق لشركة إسكوم : "ستواصل ملاوي تجربة انقطاع التيار الكهربائي ما لم تتلق البلاد أعلى معدلات هطول الأمطار العادية لمدة خمس سنوات متتالية، ولكن ستمر عقود أن تحصل كل أسرة علي كهرباء، وتملك مالاوي القدرة على توليد 300 ميغاوات فقط، وهو ما يزيد قليلا عن مزرعة رياح اسكتلندية واحدة ؛ وحتى من دون بنية تحتية لا تستطيع شركات الطاقة مواكبة الطلب المتزايد من السكان المتزايدين بسرعة و المتعطشة للوقود، والتي تحتاج إلى الكهرباء لأجهزة الكمبيوتر والتصنيع.
 
وقال "جون تاولو" نائب مدير مركز البحوث والتطوير التكنولوجي في ملاوي : " تواجه البلاد فجوة آخذة في الاتساع بين المعروض والطلب على الكهرباء، وهو ما يتفاقم بسبب التحضر والتنمية الاقتصادية والنمو السكاني"، وتزداد تغطية الشبكة ببطء ولكن الطلب يتضاعف كل 10 سنوات أو نحو ذلك، و وأضاف :"نحن نواجه مشاكل خطيرة في إمدادات الطاقة، بما في ذلك ارتفاع الطلب على الطاقة والكهرباء بالإضافة إلى عدم كفاية القدرة على توليد الطاقة وارتفاع فواتير استيراد النفط ونقص الاستثمار في وحدات توليد الطاقة الجديدة وارتفاع تكاليف النقل والتوزيع، وخسائر الإرسال وضعف نوعية الطاقة والموجودة ".
ولا تعني الكهرباء أي تنمية ولكن أيضا التدهور البيئي على نطاق واسع وذلك وفقا لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ويعتمد ما يقرب من 75٪ من الأسر المالاوية على الفحم وحرق الأخشاب لأغراض الطهي، كما نمت واردات الفحم والوقود الحفري، ويعتبر إنتاج الفحم الآن من الأعمال التجارية الكبيرة، و تقوم الناس بحمله عدة أميال للبيع في المدن، وبصرف النظر عن الآثار الصحية الداخلية لحرق الخشب لطهي الطعام،فهو يؤدي لإزالة الغابات أيضًا و تآكل التربة وهي حلقة مفرغة.
 
ويؤكد البنك الدولي، الذي يحسب أن تقنين الكهرباء يفقد ملاوي ما يصل إلى 7٪ من الناتج المحلي الإجمالي سنويًا، أن انقطاع التيار الكهربائي يبقي البلاد فقيرة وجائعة وهذا أكثر من أي بلد آخر في أفريقيا وبالمقارنة فإن كل من كينيا والنيجر ومدغشقر وبنن تفقد جميعها أقل من 2٪، فيما أوضح الباحثون إن هناك صلة قوية بين التنمية البشرية ونصيب الفرد من استهلاك الكهرباء، وتملك ملاوي واحدة من أدنى مستويات استهلاك الكهرباء في العالم، كما أن مؤشرها للتنمية البشرية، وهو 0،418، أقل بكثير من المتوسط ​​الإقليمي في منطقة جنوب الصحراء الكبرى، حيث يحتل المرتبة 170 من أصل 187 بلدًا في العالم.
 
وأشار ماك كوسغروف ديفيز إلى أن هناك حاجة إلى استثمار هائل إذا ما تمكنت بلدان أخرى في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى من توليد الكهرباء وتحقيق أهدافها الإنمائية، وفي اجتماع عقد الأسبوع الماضي في ابوغا في نيجيريا، قال "إن مليار شخص لا يحصلون على الكهرباء، وهناك ستة من كل 10 أشخاص منهم 600 مليون شخص في أفريقيا"، وهناك 36 دولة تعاني من أزمة الكهرباء ".
 
وتلفت كوسغروف ديفيز إنها ستحتاج إلى زيادة بنسبة 500٪ في الاستثمار على مدى العقد المقبل لتحقيق هدف التنمية المستدامة، و تدعو جميع البلدان للتوفير "للحصول على طاقة بأسعار معقولة وموثوق بها ومستدامة وحديثة الطاقة", ومع ذلك، فإن ملاوي، شأنها في ذلك شأن معظم بلدان أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، لديها موارد طبيعية هائلة، إذا كان ينبغي استغلالها في توفير الكهرباء للجميع، ويمكن أن تغطي الكهرباء الشمسية 50 % من احتياجات البلد من الطاقة في وقت قصير، ويمكن زيادة الطاقة الكهرومائية زيادة كبيرة، إن أفضل أمل على حد قول وزراء الحكومة هو بنوك متعددة الأطراف تعمل مع مستثمرين من القطاع الخاص، وقد اتفق البنك الدولي، وبنك أفريقيا، والاتحاد الأوروبي، ومؤسسة شل، والحكومة البريطانية، والتحالف الدولي للطاقة الشمسية على المساعدة في تطوير الطاقة المتجددة في جميع أنحاء ملاوي وغيرها من البلدان الأفريقية الفقيرة في مجال الطاقة.
 
وتم ربط الآلاف من القرى في ملاوي بمحطات توليد الطاقة المنتجة مركزيا عبر شبكة وطنية كان ينظر إليها على أنها الخيار الوحيد، أما الآن، يبدو أنه غير واقعي ومكلف جدا، وبدلا من ذلك، أصبحت الطاقة المتجددة أرخص بكثير وأسهل وتوفر الشبكات الصغرى، التي ترى أن القرى بأكملها مزودة بالطاقة الشمسية أو طاقة الرياح ’مستقبلا آخر للطاقة، ولكن في "نامبوما" الناس لا ينتظرون وصول الشبكة، كما يقول "كامزيتو" : "تعتبر الطاقة الشمسية الآن الطريق إلى الأمام، وهناك 50 أسرة فقط لديها مولدات كهربائية، ولكن أكثر من 200 أسرة قد قامت بتثبيت ألواح للطاقة الشمسية، ويرون أنها أكثر ثقه و سهله ورخيصة للشحن، وهؤلاء ليس لديهم انقطاع في التيار الكهربائي".

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خسائر فادحة بسبب تكرار انقطاع التيار الكهربائي في ملاوي خسائر فادحة بسبب تكرار انقطاع التيار الكهربائي في ملاوي



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 00:00 2016 الخميس ,22 كانون الأول / ديسمبر

عليك النظر إلى المستقبل البعيد واختيار الأنسب لتطلعاتك

GMT 04:00 2018 الثلاثاء ,03 تموز / يوليو

مستقبل إردوغان

GMT 13:21 2021 الخميس ,22 إبريل / نيسان

عملاق صيني للطرق الوعرة سيظهر العام الجاري

GMT 11:08 2021 السبت ,05 حزيران / يونيو

شركة كيا تكشف عن النسخة الأحدث من طراز K5

GMT 12:43 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة شخص وإصابة 2 بتصادم 3 سيارات في دبي

GMT 06:02 2012 الإثنين ,31 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق تعاون بين الأردن والكويت

GMT 12:58 2017 الإثنين ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

آلات قطر الإعلامية والدينية.. والتحريض على مصر وجيشها

GMT 07:04 2021 الجمعة ,29 تشرين الأول / أكتوبر

كثرة التنقل

GMT 10:23 2021 الأربعاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

أفكار بسيطة لإضافة لمسة بوهيمية جذابة إلى منزلك

GMT 13:38 2013 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

أسوأ إطلالات المشاهير لعام 2013
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia