مصنع أميركي للجعة يثير الغضب بين المزارعين في المكسيك
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

أكّدوا أنه يستنزف أراضيهم ويتسبب في قلة المياه

مصنع أميركي للجعة يثير الغضب بين المزارعين في المكسيك

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - مصنع أميركي للجعة يثير الغضب بين المزارعين في المكسيك

المزارعين في المكسيك
مكسيكو سيتي - عادل سلامه

يخشى المتظاهرون المكسيكيون أن مصنع الجعة المملوك للولايات المتحدة سوف يستنزف أراضيهم، فالمزارع "كارميلو غاليغوس"، الذي اعتاد على زراعة القمح في الشتاء البارد والقطن في الصيف الحارق الحار بوادي مكسيكالي, في هذه الأيام، أصبح يعاني من أن المياه شحيحة جدا حيث يمكنه فقط زراعة محصول واحد في السنة, ولكن بخلاف الجفاف، أصبح للمزارع البالغ من العمر 61 عاما الآن قلق آخر, حيث يجري بناء مصنع جعة ضخم في مدينة مكسيكالي القريبة، حيث يخشى أنه سوف يمتص ما تبقى من الماء القليل لتصنيع البيرة لتصديرها إلى الولايات المتحدة.

يعتبر غاليغوس والمزارعون الآخرون أنفسهم ضحايا صفقة غير صحية بين حكومة ولاية باجا كاليفورنيا وماركة "كونستلاتيون"، ثالث أكبر مُصنّع للبيرة في الولايات المتحدة, وأضاف "إنهم يستغلون المياه كما لو كانت نهب يتم توزيعه بينهم, أن نية الحكومة هي تركنا بلا شيء، بدون ارض أو مياه".

ومن المتوقع أن يبدأ المصنع الجديد في الإنتاج في عام 2019، مما أدى إلى إنتاج ما يقرب من 4 مليون زجاجة يوميًا من البيرة بما في ذلك كورونا، موديلو و باسيفيكو, ولكن المشروع أثار ردود فعل عنيفة من قبل المزارعين المحليين والمقيمين الذين اجتمعوا في حركة تعرف باسم "مقاومة المكسيكالي", وفي الصيف الماضي، انضم آلاف الأشخاص إلى مظاهرات غاضبة خارج مكاتب حكومة الولاية، وأوقفوا تسليم البضائع إلى موقع البناء, ومنذ العام الجديد، اندلعت الاضطرابات مرة أخرى بعد أن اشتبكت شرطة مكافحة الشغب وحراس الأمن الخاص مع المتظاهرين الذين عرقلوا بناء أنبوب مياه جديد للمصنع, وقد أقام العشرات من الناشطين معسكر احتجاج بالقرب من موقع البناء، مع وجود لافتة كبيرة تقول "عودوا إلى دياركم".

ويقول المتظاهر آنا لوبيز: "نواجه نقصا في المياه بالفعل, والآن تخيل عندما يبدأ المصنع في العمل", زمنذ توقيع اتفاقية التجارة الحرة لأميركا الشمالية قبل 25 عاما، توافد المصنّعين الأجانب إلى باجا كاليفورنيا, وقد توسعت المدن الحدودية مثل تيخوانا ومكسيكالي بسرعة، وقد حولت اتفاقية التجارة الحرة لأميركا الشمالية الاقتصاد المكسيكي المغلق إلى اقتصاد يركز على الصادرات, ولكنه تسبب أيضا في السخط بين المزارعين في وادي مكسيكالى الذي يقول إن البلاد قد فقدت مبادئ السيادة والاكتفاء الذاتي, ويذكر المزارعون الأكبر سنا الوقت الذي قدمت فيه الحكومة الائتمانات وأعطت الإعانات للوقود والأسمدة (على الرغم من أن هذه المخططات كثيرا ما تعاني من الفساد).

 وقد اشتبكت الشرطة والمتظاهرون هذا الشهر في موقع مكسيكالي حيث تقوم شركة المشروبات العالمية "كونستلاتيون براندس" ببناء مصنع بقيمة مليار دولار أميركي, وقال المزارع إدواردو سيسنيروس، 75 عاما: "إذا كان مصنع الجعة هذا صفقة جيدة فلما لا يكون عبر الحدود في كاليكسيكو أو لاس فيغاس؟" إنهم يريدون فقط المياه الرخيصة والعمالة الرخيصة ", وقال ارنستو دياز، وهو مزارع ومسئول كبير في الايجيدو "ما يعتبرونه خيرا، نعتبره تراثنا, إنهم ساذجون إذا كانوا يعتقدون أن مصنع الجعة لن يسبب مشاكل المياه في وادي مكسيكالي".

ومنذ عام 2010، عندما تجاوزت المكسيك هولندا لتصبح أكبر مصدر للبيرة في العالم، نشأت مصانع الجعة عبر أراضيها الحدودية القاحلة، وهذه ليست المرة الأولى التي تثير فيها المخاوف بشأن إمدادات المياه في المنطقة, وفي العام الماضي، اتهم عمدة في بلدة سرقسطة في ولاية كواهويلا مصنع جعة كونستيلاشن براندز أخر بامتصاص الكثير من المياه التي تركت مدينته دون مياه الشرب, بينما تنكر كونستيلاشن براندز أن مصانع الجعة تهدد موارد المياه, وقال متحدث باسم الشركة أن سرقسطة تواجه مشكلة "أنابيب قديمة", وقال أن المصنع في مكسيكالى سيكون مستداما ويجرى بناؤه بتصاريح مناسبة ودعم من حكومات المدن والولايات والحكومات الوطنية.

وتعلّق " كونستيلاشن براندز " إنها تشتري حقوق المياه بأسعار عادلة، وأن المصنع في مرحلته الأولى من العمليات سوف يستهلك 0.1٪ فقط من المياه المتاحة في المنطقة, ولكن المزارعين يخشون أن مصنع الجعة سيجلب مشاكل طويلة الأجل, أعلنت لجنة المياه الوطنية في المكسيك أن المياه الجوفية في المنطقة استغلت بشكل مفرط وحظرت حفر آبار جديدة.

مصنع الجعة ليس مصنع كونستيلاشن براندز الوحيد الذي يتوسع في المناطق الحدودية, حيث أن "هاينكن"، التي تمتلك العلامات التجارية المكسيكية مثل سول، تيكيت وبوهيميا، أعلنت عن خطط لتوسيع مصنع الجعة في تيكيت - الأمر الذي يتطلب المياه من منطقة مكسيكالي, ويعرب معارضو مصنع الجعة عن شكوكهم بشأن سلسلة من مشاريع البنية التحتية في الولاية مثل محطة تحلية ضخمة في روزاريتو، يجري بناؤها من خلال شراكة بين القطاعين العام والخاص, وحاولت حكومة الولاية أيضا تمرير قانون خصخصة المياه في عام 2016، مما أثار احتجاجات جماهيرية في مكسيكالي.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مصنع أميركي للجعة يثير الغضب بين المزارعين في المكسيك مصنع أميركي للجعة يثير الغضب بين المزارعين في المكسيك



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:16 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج القوس الخميس29-10-2020

GMT 16:15 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النزاعات والخلافات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 18:26 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الميزان الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 10:44 2013 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

شرش الزلّوع منشط جنسي يغني عن الفياغرا

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 03:04 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار مبتكرة لجعل مداخل المنازل أكثر جاذبية

GMT 11:39 2021 الإثنين ,27 أيلول / سبتمبر

القبض علي عملية هجرة غير شرعية في سواحل صفاقس
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia