كشف عدد كبير من المعلمين عن زيادة السلوك السيئة في حقهم من طرف أولياء أمور الطلاب خلال الأعوام الخمسة المنصرمة، في ظل استخدام وسائل التواصل الاجتماعي من أجل توجيه اللوم والإساءة إلى الموظفين.
وأشار المعلمون أنّ تعامل الآباء والأمهات معهم أصبح أكثر سوءًا في المدارس الابتدائية عنها في الثانوية، إلى جانب تعرض الموظفين إلى الإساءة اللفظيّة، محذرين من استمرار الهجوم عليهم عبر مواقع "الإنترنت".
وبيّن استطلاع رأي لـ "YouGov" شمل 796 من المعلمين والمعلمين الأوائل، أنّ 2% ممن شملهم الاستبيان يعتقدون تحسن سلوك الوالدين معهم منذ عام 2010، في حين يؤكّد 25% منهم عدم تغير سلوك الوالدين، وكشف 73% عن زيادة سوء سلوك الوالدين تجاههم.
وأبرز 78% من معلمي المرحلة الابتدائية عن تدهور سلوك الوالدين معهم مقارنة بنحو 67% من معلمي المدارس الثانوية، وشدد المعلمون على أنّ استخدام الوالدين لمواقع التواصل الاجتماعي أدى إلى تفاقم المشكلة.
واعتبر رئيس المعلمين في مدرسة " "Ashcombeفي دوركينغ ديفيد بلو، أنّ الوضع يصبح أسوء عند مشاركة بعض التفاصيل على الإنترنت، لافتًا إلى أنّ "ما يحدث هو أمر كان يتطلب إدارة جيدة من المدرسة منذ 5 سنوات، ولكن الآن يقدم الأباء على إطلاق صفحة عبر موقع (فيسبوك) ومن ثم ينتشر القلق، وتصبح الأوراق المطبوعة أكثر صعوبة في التعامل معها نظرا إلى انتشارها بين الناس وتحدثهم مع بعض بشأنها".
وأفادت زعيمة المعلمين في مدرسة "كومبريان" الثانوية، والتي طلبت عدم ذكر اسمها أنها تتلقى في انتظام الكثير من الرسائل الغاضبة عبر مواقع الإنترنت، وبيّنت أنّ البريد الإلكتروني أحدث فرقا كبيرا في طريقة تعامل الوالدين معها.
وتابعت "يكتب الوالدان الأمور كلها في الرسالة ويقومون بطبعها حتى بعد منتصف الليل، وتحمل رسائلهم طابعا عدوانيا، وقال لي أحد الوالدين ذات مرة، سأذهب إلى الصحافة والمحافظين، سأجعل المدرسة تركع على ركبتيها".
ولفتت "يطب الآباء في المدارس الثانوية المزيد من التواصل مع المعلمين أيضا، وكان الأمر سابقا يعتمد على كتابة رسالة إلى المدرسة ليلة الأحد وتوقع الرد في حلول الخميس، ولكن الآن يتوقع الوالدان الرد خلال ساعة واحدة".
وكشفت زعيمة المعلمين أن الإنترنت سهّل على الآباء والأمهات التعبير عن الأشياء التي يصعب التعبير عنها وجها لوجه، وذكرت "كان من الممكن أن تتحول أسوء رسائل البريد الإلكتروني إلى محادثات لطيفة في الحياة الحقيقية".
وأشار مدير مدرسة "Water Hall" الابتدائية التي تقع في منطقة محرومة فيMilton Keynes، توني ديبر إلى أن هناك زيادة في الغضب والإحباط لدى الأهالي بسبب سحب فوائدهم، قبل أن يجري طرد آخرين من طرف المُلاك.
وأكّد "يأتلون وهم يقسمون أنهم كانوا يشعرون بالغضب والخوف، وفي بعض الأحيان لا يدرك الآباء أنهم يشنون هجوما علينا، فقط نحن نتلقى موجات الغضب، ونأخذهم إلى غرفة المقابلات ونسمع مشاكلهم في وضوح".
وكشفت السكرتير العام في "NASUWT"، كريس كيتس، عن تلقي عدد من الأعضاء الكثير من رسائل التهديد بالقتل أو العنف الجسدي على مواقع التواصل الاجتماعي، وأوضحت أن هناك معلمة حصلت على إجازة أمومة ويقدم الآباء على نشر تعليقات على صفحتها مثل "يا لكِ من أنانية"، و"فقط تحصلين على إجازة وتتركين طفلي من دون معلم".
وشملت تعليقات الآباء أيضا الإشارة إلى مظهر المعلمين ووزنهم وجنسهم وكذلك قدراتهم المهنية، ويتعرض معلمو المدارس الابتدائية إلى الإساءة اللفظية بشكل أكبر لأن الآباء عادة ما يحضرون أطفالهم من المدرسة بأنفسهم.
أرسل تعليقك