لندن - سليم كرم
تُعتبر الصحافة من المهن صعبة الاقتحام، إذ يجب على أي شخص أن يتحلى بقوى خارقة لمواجهة تحديات المهنة التي تتمثل في التدريب غير المدفوع والرواتب المنخفضة وغرف الأخبار صغيرة الحجم، ويعتبر من الصعب بالنسبة إلى طلاب الصحافة معرفة ما يجب عليهم فعله لأخذ قسط من الراحة، ويبدو أن المحاضرين الذين ندفع لهم من أجل تعليمنا يجب عليهم إخبارنا بهذا الأمر.
وأوضح تيم لوخرست في 2009، في المؤتمر السنوي لرابطة تعليم الصحافة في لندن أن بعض دورات التعليم تعتبر مضيعة للوقت، لأنها تزعم أنها تحقق الكثير من النتائج المهنية المباشرة، ويشكو بعض الطلاب من كون تلك الدورات عامة جدًا في السنوات الأولى من الدراسة، الأمر الذي يقيد قدرتهم على التخصص.
وأشارت أليزي ميرزا، التي تدرس الصحافة في السنة الثانية في جامعة سيتي في لندن، "يعتزم كل طالب اتخاذ خط مختلف في الصحافة وأشعر أنه ليس لدينا الحرية لتجربة النماذج المختلفة كطلاب، أريد أن أتخصص في الصحافة التليفزيونية ولهذا يصبح من الأفضل لي قضاء المزيد من الوقت للتدريب أمام الكاميرا بدلا من الامتحانات والأعمال المكتوبة".
ولا يحظى الطلاب بالإدراك الكامل بالخيارات المتاحة لهم عند الانتهاء من الدراسة، وتركز الدورات الصحافية بشكل مكثف على التقارير الإخبارية بشكلها المطول أو الوثائقي وغيرها من أشكال التحرير.
وبيّنت أليسي ويت، باحثة الدراسات العليا بعد تخرجها من جامعة بورنموث، أنّ الشهادة الجامعية لا تتيح وحدها المزيد من فرص العمل سوى التقارير الإخبارية، وأضافت "سيكون من الأفضل أن نتعرف على المزيد من العمل بشكل مستقل، حيث تدور معظم الدورات التعليمية عن إعداد التقارير الإخبارية للتلفزيون والراديو والصحف، كنت أتمنى المشاركة في عمل فيلم وثائقي بدلا من عمل التقارير الإخبارية يوميا، وأرغب أيضا في تعلم كيفية بناء العلاقات مع المُحاور وكيفية الحصول على أفضل قصة من موضوعك".
وعلى الرغم من الإحباطات التي يواجهها طلاب الصحافة في دراستهم إلا أن معظمهم يحفزون أنفسهم من أجل الحصول على المعلومات التي يحتاجونها في وقتهم الخاص، ويرى بعض الطلاب أن الدورات الجامعية وسيلة رائعة لبناء الخبرات في العالم الحقيقي.
وأبرزت الطالبة في السنة الثالثة في جامعة "وينشستر"، لوران هاردينخ، "أكبر فائدة هي أننا نقوم بعمل حقيقي يمكن للسكان المحليين الاطلاع عليه أو مشاهدته فضلا عن وجود سمعة لعمل الطالب".
وتابعت "يجب علينا التواصل مع الصحافيين بأنفسنا ومقابلة الناس في الشوارع والتعرف إلى آرائهم في موضوعات معينة، وهذه مهارات أساسية مطلوبة من الصحافي".
وذكرت مساعد رئيس قسم العلوم الاجتماعية والإعلام والصحافة في جامعة كالدونيان في غلاسكو، جوليان كالفيرت، أنه إذا رغب الطلاب في الحصول على وظيفة في وسائل الإعلام فالحصول على شهادة الصحافة خطوة ممتازة، وتابعت "يمكن للمقررات التي نعتمدها إعداد الطالب لسوق العمل، وتساعد الشهادة التي نمنحها في صحافة الوسائط المتعددة في هذا وكانت هناك الكثير من النتائج المميزة في التوظيف، وليس من المستحيل الحصول على وظيفة في مجال الصحافة مباشرة بعد الدراسة ولكن أصبح الأمر نادرًا هذه الأيام، ويجب عليك التأكد من أن الدورة التي تأخذها توفر لك المهارات الصحيحة التي تحتاج إليها".
أرسل تعليقك