لندن ـ ماريا طبراني
تحظى معظم المدارس في أيلول/ سبتمبر، بمعدل تغير في هيئة التدريس، يتراوح بين 5 إلى 10%، ويتواجد في المدارس الكبيرة حوالي 10 أو 12 معلمًا جديدًا، يعمل كل واحد منهم لتعليم أكثر من 50 تلميذًا، ويصبح من مصلحة الجميع بما في ذلك المدرسة والتلاميذ والآباء أن نضمن هدوء واستقرار هؤلاء المعلمين الجدد قدر الإمكان.
وكنت في هذا الموقف مرات عدة، وبغض النظر عن مدى ثقتك في نفسك أو إعدادك جيدًا فالأمر لا يختلف كثيرًا عند توتر الأعصاب وخصوصًا في التدريس، وعند البدء في مدرسة جديدة، سواء كنت معلمًا مؤهلًا حديثا أو لا فالأمور لا تكن واضحة؛ ولذلك تهتم المدارس الجيدة الحكومية والخاصة لتكريس مزيد من الوقت والموارد لمساعدة الموظفين الجدد في الاستقرار.
وفي بداية مسيرتي المهنية، كانت عملية الاستقرار تتم من خلال مشاركته في بعض الحفلات، حيث تكسر الحواجز، ويتم التعارف بين الزملاء وبعضهم، والآن، هناك برنامج تعريفي مفصل للموظفين الجدد يديره فريق الإدارة العليا في المدرسة، الفريق المسؤول عن المعلمين الجدد ورعايتهم.
وعادة ما تعمل المدرسة على إطلاع الموظفين الجدد على السياسات المدرسية التي تخص قواعد الملبس، وكيفية حماية الأبناء فى المدرسة وأيضًا السياسات المدرسية في المكافآت والعقوبات قبل دخولهم إلى الفصول الدراسية، ويكون لدى المدرسين الجدد فرصة لقاء الآخرين أمثالهم من خلال هذه الجلسات التعريفية.
ويمكن طلب حضور المعلمين مبكرًا، قبل بدء المدرسة رسميًا، حيث يتم التعارف بين الوجوه المختلفة وتنكسر الحواجز، وحتى يشعر المعلمين الجدد بالانتماء قبل صخب بداية الدراسة، وأيضًا سيكون هناك حفلات قبل بداية الفصل الدراسي للمعلمين وموظفي الدعم، فضلًا عن إمكانية قضاء العطلات معًا للتعارف، أضف إلى ذلك الأحداث الاجتماعية التي ينظمها القسم الأكاديمي، حيث يشعر الموظفون الجدد في كونهم من أعضاء المدرسة فعلًا.
ويسعى الموظفون الجدد إلى التعرف على خطط المدرسة وأولوياتها بعد المرور في هذه المناسبات الاجتماعية، ما يجعلهم يشعرون بكونهم جزء من المدرسة، وعلى الرغم من ذلك فلا يوجد شيء معين يجعل المعلم الجديد مستعد تمامًا للحظة اللقاء الأولى مع فصله الدراسي، ونصيحتى في هذه اللحظة: "لا تقل أي نكات مضحكة في البداية؛ حتى يأخذوا الأمر على محمل الجد"، ومن أفضل النصائح التى يسمعها المعلم الجديد؛ وضع معايير وتوقعات عالية منذ البداية فيما يخص لالتزام بالمواعيد والنظافة والسلوك والطموح الأكاديمي.
ويمكن للمعلمين الجدد الاستعانة بزملائهم من ذوى الخبرة في الإجابة على بعض الأسئلة مثل: أين توجد مكتبة المدرسة؟، ويجب أن تعلم أنّ المعلمين ربما يفقدوا صبرهم عند بدء الدراسة؛ بسبب ضغط المعلمين وانشغالهم، ولذلك يحتاج المعلمون الجدد إلى نوع من الدعم على مدار العام الدراسي.
ومن المحن التي يمكن أن تواجهها في البداية؛ خضوعك للمراقبة من خلال رئيسك المباشر، وربما يكون أمر مرهق للأعصاب من واقع خبرتي العملية؛ ولكن من المدهش هنا الدور الذي يمكن أن يلعبه الفصل الدراسي في هذه المناسبات المتوترة.
وعندما يتعلق الأمر بلحظة لقاء الفصل للمرة الأولى، يشعر المعلم الجديد بكونه وحيدا، وإذا ما تلقى تعليقًا بسبب الإهمال أو الغضب غير المقصود فربما تخفق كل إعداداته، وفي مثل هذه الحالات عليك أن تتريث وآلا تهتز ثقتك في ذاتك، ولذلك أتمنى حظًا سعيدًا لجميع المعلمين الجدد، وأتمنى آلا يحتاجون إليه.
أرسل تعليقك