مفكرون يشكون من تشديد السلطات الرقابة على معرض الكتاب
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

بالتزامن مع صدور قوانين تهدد الحياة الأدبية

مفكرون يشكون من تشديد السلطات الرقابة على معرض الكتاب

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - مفكرون يشكون من تشديد السلطات الرقابة على معرض الكتاب

معرض الكويت الدولي
الكويت - طارق الشمري

يشارك القراء والناشرون والكتاب في معرض الكويت الدولي هذا العام، وسط حضور 568 ناشرًا هذا الأسبوع، والذين تكاتفوا فيما بينهم ضد تصاعد سلطوية الرقابة على الكتب في الكويت، حيث تشبه معارض الكتب العربية عروض السيرك الكبيرة المتنقلة، فالناشرين هم من يتولون الأعمال كافة بدءًا من تغليف الكتب ووضع الملصقات عليها إضافة إلى الأعمال الأخرى، حيث يوجد أكثر من 15 ألف معرض رئيسي في المنطقة إضافة إلى بعض المعارض الصغيرة.

ويعاني معرض الكويت من عزلة عن باقي معارض الشرق الأوسط حيث تمنح المعارض الحرية في طرح الكتب، إذ قدر عدد الكتب المشاركة في معرض "الشارقة الدولي للكتاب" في دولة الأمارات بنحو 2.3 مليون كتاب، في حين أن العديد من تلك الكتب غير مسموح ببيعها في المكتبات الإماراتية بينما بيعت في معرض الشارقة. وفي هذا الصدد يقول حسن ياغي ناشر لبناني بأن كل المعارض الأخرى العربية قبل بدأ معرض الكويت الأسبوع الماضي بما في ذلك المعرض المقام في السعودية منح حرية كبيرة للناشرين لطرح العديد من الكتب.

وبدأت انطلاقة المعارض المتنقلة في نصف القرن الماضي بقيادة معرض القاهرة الدولي الذي حمل شعلة الانطلاق لذلك النوع من المعارض في المنطقة، لكن المنطقة تشهد تراجعًا كبيرًا في دور "معرض القاهرة الدولي،" ليترك المجال إلى الكتب الإلكترونية والكتب المسروقة بصيغة "PDF"، والعديد من المكتبات التي جعلت من معرض القاهرة الدولي أشبه بشيء عفى عليه الزمن، وعلى الرغم من ذلك قد يفقد معرض القاهرة بعض من زخمه لكنه لا يفقد أريجه.

وبالنسبة إلى معرض الكويت الدولي يعتبر هذه المرة غريبًا عن سابقيه من معارض المنطقة، فهو يقام في دولة مناخها صعب للأدباء والمفكرين أن يبدعوا فيه وخاصة بعد صدور قوانين الرقابة التي تهدد الحياة الأدبية هناك، وتوضح بثينة العيسى وهي واحدة من أهم الكتاب الكويتيين وأكثرهم مبيعًا واعتراضًا على قوانين الرقابة من خلال خطابها مؤخرًا أمام البرمان الكويتي وحسابها الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، أن المشكلة بدأت مع نشر الكتب المثيرة للجدل عام 1998وهي التي أدت إلى حدوث الكثير من الاضطراب السياسي، إذ بدأت بعدها مرحلة استغلال الساسة الكتاب للحصول على مكاسب سياسية. ففي العشر سنوات الماضية ارتكبت وزارة الإعلام الكويتية مجزرة بحق الأدب الكويتي بحظر بيع كتب العديد من الكتاب الكويتيين.

وفي عام 2015 نشرت رواية "خرائط التيه" لبثينة العيسى في معرض لبنان بينما حظرت روايتها من النشر في معرض الكويت الدولي تحت زريعة أن روايتها تنتهك روح الطفولة، وعلقت العيسى على هذا الحظر بأن منع الرواية من النشر لا يعني اختفاؤها، فبيع تلك الروايات في الكويت الآن كبيع المخدرات إلى لطلاب.

وبالإضافة إلى ذلك تم منع العديد من الكتب الأخرى لأسباب تافهة، مثل رواية "طعم الذئب" لعبد الله البصيص لأنها تحتوي على بعض الألفاظ كــ "التبول"، كما منعت رواية سابقة له تسمي "ذكريات ضالة"، بالإضافة لمنع الرواية الساخرة "فئران أمي حصة" لسعود السنعوسي الحاصل على جائزة أفضل كاتب عربي، حيث منعت هذه الرواية تحت زريعة أنها تنتهك السلم العام.

وتلوم بثينة العيسي بشدة عدم وجود معارضة فعالة في الكويت، لأن غيابها ساهم في تفشي الرقابة الخانقة على الكتب منذ العقدين الماضيين، وتدلل " على ذلك بأنه حتى الآن غير مسموح للمجموعات المدنية والليبرالية من تنظيم احتجاجات على تلك الرقابة الخانقة، والتي أفقدتهم العديد من القراء في الكويت والعراق وسوريا والبحرين ومصر إلى جانب الأزمة المالية الطاحنة التي تضربها الآن.

ومن جانبه يوضح شريف يوسف رزق رئيس دار التنوير في القاهرة والمشارك حاليًا في معرض الكويت الدولي أن الكويت سوق مربحة للغاية رغم قلة عدد سكانها فهي تضم نسبة مرتفعة في عدد القراء، إلى جانب قدرتهم المادية على شراء الكتب، وأشار إلى أن الناشرين تفاءلوا خيرًا في بداية المعرض، لكن تبدد ذلك كله بمنع العدد من الكتب هذا العام على غير العادة بسبب شدة الرقابة الكويتية على الكتب.

ومن المدهش أيضًا أن العديد من الروايات لازالت ممنوعة إلى الآن كرواية "الطلياني" لشكري المبخوت والرواية المترجمة "لعبة العروش"، ويشير "حسن ياغي" بأن الناشرين العرب يخاطرون بأموالهم بمشاركتهم مع مكاتب كويتية، إذ أن الأسواق الكويتية يتحكم بها الرقابة الصارمة، ولهذا لا يلوح في الأفق الإلغاء التام للرقابة الكويتية، إذ أن منظمة "صوت الكويت" تمارس بعض من الضغوط على وزارة الإعلام لتمنح البلاد القليل من الحرية، لكن "ولا حياة لمن تنادي".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مفكرون يشكون من تشديد السلطات الرقابة على معرض الكتاب مفكرون يشكون من تشديد السلطات الرقابة على معرض الكتاب



GMT 17:56 2021 الأربعاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

تونس تعلن عن الترفيع في المنح وفي مقاعد الدراسة للفلسطينيين

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك

GMT 09:45 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

20 عبارة مثيرة ليصبح زوجكِ مجنونًا بكِ

GMT 16:52 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية السنة اجواء ايجابية

GMT 15:26 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 07:09 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:36 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النشاط والثقة يسيطران عليك خلال هذا الشهر

GMT 17:29 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia