عالم مصري يكشف عن الأسباب الرئيسية وراء تأخر النهضة في العالم العربي
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

لم ينل أي عربي "نوبل" في العلوم الطبيعية منذ 1999 باستثناء زويل

عالم مصري يكشف عن الأسباب الرئيسية وراء تأخر النهضة في العالم العربي

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - عالم مصري يكشف عن الأسباب الرئيسية وراء تأخر النهضة في العالم العربي

أستاذ الفيزياء في الجامعة الأميركية عادل عوض
القاهرة ـ تونس اليوم

يعاني العالم العربي مثل الدول النامية من تأخر في مجال الابتكارات والعلوم والتكنولوجيا، وقد أظهر تصنيف مؤشر نايتشر للأبحاث العلمية لعام 2020، تقدّم السعودية على الدول العربية في حصة البحث العلمي، وتُعدّ السعودية الدولة العربية الوحيدة إلى جانب الإمارات اللتين دخلتا قائمة الـ50 العالمية لأكثر الدول حصةً في الأبحاث العلمية.

العلوم الأساسية
ويَعتبر عالم الفيزياء المصري، أستاذ الفيزياء في الجامعة الأميركية عادل عوض، الحاصل على جائزة الدولة في العلوم، أن أحد أسباب تأخر النهضة في المنطقة العربية هو عدم الاهتمام بالعلوم الأساسية، والاكتفاء بنتاج التكنولوجيا،  قائلًا: "للأسف في المنطقة العربية ومصر هناك عدد قليل من الباحثين في مجال الفيزياء الكونية مثلا، لا يتجاوز خمسة أو ستة في كل بلد عربي كبير. أربعة إلى خمسة في مصر وثلاثة إلى أربعة في سوريا، كذلك في تونس والجزائر والمغرب، أعداد قليلة، والمشكلة أنه لا يوجد اهتمام بما يمكن أن نسميه العلوم الأساسية في العالم العربي، وهو ما ينعكس على العلوم والمعرفة بشكل عام".

ويضيف "القائمون على عملية التعليم والبحث العلمي لا يتوافر لديهم فهم لأهمية وطبيعة العلوم الأساسية لنهضة البلاد، العلوم الأساسية هي المخزون المعرفي، سواء للعلوم النظرية أو التطبيقية، من خلال العلوم الأساسية يمكن فهم النظريات والظواهر التي يمكن استخدامها لإنتاج تكنولوجيا جديدة أو اختراع جديد، للأسف هذا مفقود في العالم العربي".

النهضة العلمية
ويرى عوض أن هذا يأتي نتيجة المفهوم الخاطئ للنهضة العلمية، "النهضة العلمية ليست مجرد اختراعات أو تطبيقات. الموبايل والآيباد هذه منتجات في نهاية عملية ترجمة العلوم للتكنولوجيا، في البداية هناك المعرفة النظرية التي توفرها العلوم الأساسية، ثم المعرفة التطبيقية، والنظرية والتطبيق يلتقيان في علوم مثل الفيزياء، للأسف الجانب النظري لدينا ضعيف، وحتى الجانب التطبيقي بسبب الموارد والإمكانيات".ويلفت العالم المصري إلى أن العلوم النظرية تحتاج موارد أقل، ودول مثل الهند والبرازيل ضربوا مثلا هاما في الاهتمام بالعلوم النظرية رغم مواردها المحدودة "وأصبحت الهند والبرازيل ضمن الدول العشر الأولى في العلوم النظرية".

ويقدم عوض بعض الأمثلة في صنع النهضة قائلاً، "قطعنا أشواطا في التقدم التكنولوجي على طريقة القفزات في القرن التاسع عشر في عهد محمد علي (حاكم مصر في القرن التاسع عشر ومؤسس العائلة المالكة التي حكمت البلاد حتى قيام ثورة 23 يوليو 1952)، والذي أرسل البعثات العلمية لأوروبا في الطب والهندسة، ولكن ليس في العلوم الأساسية مثل الرياضيات والفيزياء مثلا. في اليابان مثلا اهتم الإمبراطور بالعلوم الأساسية ولهذا كانت النهضة اليابانية أكثر رسوخا. جمال عبد الناصر أيضا سعى لنهضة سريعة وكان الاهتمام منصبًا على تصنيع التليفزيون والسيارة وليس العلوم الأساسية، وهو ما أنتج نهضة هشّة مع تطور نظم التصنيع في العالم تراجعت القدرة التصنيعية لمصر، لأننا امتلكنا تكنولوجيا الزمن السابق ولم نمتلك العلوم الأساسية القادرة على إنتاج تكنولوجيا كل عصر".

أحمد زويل
يُذكر أنّه باستثناء العالم المصري أحمد زويل، الذي حاز على جائزة نوبل في الكيمياء في عام 1999 لم ينل أي عالم عربي هذه الجائزة المرموقة في مجال العلوم الطبيعية، وبحسب عوض فإن الاستثمار في العلوم الأساسيّة هي استثمارات طويلة الأجل، "مثلا اكتشاف [العالم البريطاني مايكل] فاراداي للعلاقة بين المجال الكهربائي والمجال المغناطيسي أدى ذلك لاختراع الدينامو والموتور، وهو ما غير شكل العالم فيما بعد، فاراداي، لم يكن يسعى لاختراع الموتور، ولكن العلم النظري واكتشاف الظواهر أدى للاختراعات النهائية". ويضيف مثالاً آخر حول النظرية النسبية الخاص البسيطة، انطلق فيها أينشتاين من مبادئ فلسفية وليست فيزيائية، وأدت لتطورات هامة وتطبيقات غير عادية أهمها الطاقة النووية.

الرياضيات
كما يلفت العالم المصري إلى حديث الرئيس الأميركي في نهاية الحرب العالمية الثانية هاري ترومان، والذي قال إن "خط الدفاع الأول لأمريكا في موجات الألمان هو الرياضيات"، لأن الرياضيين هم من تمكنهم من كسر شفرة الإرسال للنازيين ومواجهة الهجمات النازية، واعتبر أن دور علماء الرياضيات وقتها لا يقل، بل يزيد عن دور الجنرالات.ويختتم عوض بالحديث عن دور المجتمع الذي هو الآخر يتجاهل قوة العلوم، ويقول "للأسف المجتمع، وليس الدولة فقط، غير مدرك لقوة العلوم، حتى الآن لسنا جزء من تطور العلم عالميا، حدث تسارع لدينا في النهضة ولكن لم نمر بالتسارع الفكري والعلمي الذي مرت به أوروبا في عصر النهضة، الاختصار الشديد والقفزات المعرفية لدينا لم ترسخ مفاهيم أساسية، لم نمر بسلسلة الأفكار التي ترسخ أن العلم ليس مجرد مجموعة أجهزة ولكن طريقة تفكير، يجب أن نفهم خطوات التقدم العلمي الحقيقي وليس التقدم التكنولوجي السريع".

قد يهمك ايضا 

نقابة التعليم الأساسي التونسية تُجدّد استعدادها لإعلان مقاطعة التدريس

وزارة التعليم العالي تؤكّد أن جامعة "تونس المنار" احتلت المرتبة 614 عالميًا

 

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عالم مصري يكشف عن الأسباب الرئيسية وراء تأخر النهضة في العالم العربي عالم مصري يكشف عن الأسباب الرئيسية وراء تأخر النهضة في العالم العربي



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 18:47 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الدلو الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:38 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج القوس الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 14:13 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج العقرب الخميس 29 -10 -2020

GMT 14:08 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج العذراء الخميس 29-10-2020

GMT 15:33 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 18:18 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الأسد الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 16:31 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

فرص جيدة واحتفالات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 18:23 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر مع تنافر بين مركور وأورانوس

GMT 18:08 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الجوزاء الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 14:11 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الميزان الخميس29 -10-2020
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia