دراسة تؤكد أن حماية الأطفال من مخاطر الإنترنت غير مجدية
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

يستخدمون الشبكات الاجتماعية قبل وبعد المدرسة 

دراسة تؤكد أن حماية الأطفال من مخاطر الإنترنت "غير مجدية"

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - دراسة تؤكد أن حماية الأطفال من مخاطر الإنترنت "غير مجدية"

حماية الأطفال من مخاطر الإنترنت "غير مجدية"
لندن ـ ماريا طبراني

كشفت دراسة حديثة، نشرتها صحيفة بريطانية، أن محاولة حماية الأطفال من جميع المخاطر المتعلقة، بالإنترنت قد تكون "غير مجدية"، نظرًا إلى أنهم يمارسون حياتهم على الإنترنت بشكل سري، وحذرت الدراسة من أن أكثر من ثلث الأطفال، في بريطانيا من الذين يبلغون من العمر 15 عامًا، أصبحوا الآن "مستخدمين مفرطين للإنترنت"، حيث يستغرقون أكثر من 6 ساعات يوميًا، خارج المدرسة على أجهزة الكمبيوتر الخاصة بهم.

ويأمل الباحثون في أن تشجع هذه النتائج، السلطات على وضع تدابير استباقية، لمساعدة الشباب على أن يعيشوا حياة تكنولوجية آمنة، وأشارت الدراسة التي أجراها معهد سياسات التعليم البريطاني (EPI)، إن الشباب في المملكة المتحدة هم أيضًا من أكثر الفئات استخداما لمواقع التواصل الاجتماعي، مثل "فيسبوك" و"انستغرام" و"سناب شات"، حيث أن 95% من البالغين في سن 15 عامًا، يستخدمون الشبكات الاجتماعية قبل أو بعد المدرسة في عام 2015.

وأضافت النتائج أن "هذا النشاط في تزايد، نظرًا لاعتماد الأطفال على استخدام الإنترنت، في غرف نومهم أو من خلال الهواتف الذكية"، كما أن زيادة شعبية تطبيقات التراسل الفوري، يعني أن المناقشات عبر الإنترنت غالبا ما تكون في مجموعات خاصة وليس في المنصات العامة.

وقال الخبراء المشرفون على هذه الدراسة، إن تركيز السياسة العامة يجب أن يكون على جعل الأطفال قادرين، على معرفة مخاطر الانترنت، والتي قد تشمل تأثيرًا سلبيًا على صحتهم النفسية والتعرض للبلطجة الإلكترونية.

فضلاً عن إجراء الحياة عبر الإنترنت على انفراد، "الطريقة التي يتصل بها الشباب مع وسائل الاعلام الاجتماعية تتغير بسرعة بسبب سرعة وتيرة الابتكار التكنولوجي، مثل تطوير البث المباشر"، وأضافوا إن تقييد الاستخدام يمكن أن يمنع الأطفال من اكتساب المهارات الرقمية والمرونة العاطفية للحفاظ على سلامتهم، بينما أكدت الحكومة على ضرورة مساعدة الأطفال على التعامل مع مخاطر الإنترنت.

وأشار التقرير إلى دراسة سابقة أجراها مكتب الإحصاءات الوطنية في عام 2015 تبين أن هناك "ارتباطا واضحا" بين الوقت الذي يقضيه الأطفال على مواقع التواصل الاجتماعي ومشاكل الصحة العقلية، حيث أن "12% من الأطفال الذين لا يقضون وقتا طويلا في مواقع التواصل الاجتماعي لديهم أعراض مرضية نفسية، بينما يرتفع الرقم إلى 27% لدى أولئك الذين يستغرقون 3 ساعات أو أكثر في اليوم في تصفح الإنترنت والشبكات الاجتماعية".

كما وجد التقرير أيضًا أن "المستخدمين المفرطين للإنترنت"، كانوا أكثر عرضة بمرتين للتحرش عبر الإنترنت، مقارنة مع المستخدمين المعتدلين، وان ثلث أطفال المملكة المتحدة عانوا من التسلط عبر الإنترنت أو تعرضوا للإفراط في استخدام الإنترنت، أو تبادل المعلومات الخاصة والمحتوى الضار - مثل المواقع التي تروج لإيذاء النفس.

وتابع التقرير: "يستخدم الشباب مجموعة من آليات التكيف للتعامل مع المخاطر عبر الإنترنت، مثل حظر مستخدمي الإنترنت الآخرين، وتغيير إعدادات الخصوصية أو أخذ استراحة من الإنترنت، العديد من الأطفال لا يختارون التحدث مع والديهم أو المعلم"، وتشير دراسة مكتب الإحصاء الوطني إلى أن أكثر من نصف الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و15 سنة، يقضون ثلاث ساعات أو أكثر على وسائل التواصل الاجتماعي في يوم عادي.

ولكن الخبراء وراء الدراسة قالوا إن هناك دلائل على وجود تأثير مفيد لوسائل التواصل الاجتماعي، على الرفاه العاطفي لدى الشباب وأشاروا إلى عدم وجود دليل، على وجود صلة مباشرة بين استخدام الإنترنت وضعف الصحة العقلية، وأبرزت البحوث التي أجراها برنامج التحصين الموسع أن أولئك الذين يقضون فترات طويلة من الزمن على مواقع الشبكات الاجتماعية كانوا أكثر عرضة لأعراض الصحة العقلية، وأن الاستخدام المفرط للإنترنت مرتبط بالاكتئاب.

وقال الباحثون "إن شبكة الإنترنت تمكن الشباب من التواصل مع الآخرين، لتحسين مهاراتهم الاجتماعية، وتطوير طباعهم وقدراتهم والتعاون في مشاريع المدارس"، كما يمكن للذين يعانون من مشاكل نفسية أن يبحثوا عن الدعم على شبكة الإنترنت، إما من خلال شبكات التواصل الاجتماعي أو من خلال المجموعات الإلكترونية.

وقالت مديرة الصحة النفسية في برنامج التحصين الموسع إميلي فريث، إن "هذا التقرير يسلط الضوء على الطرق التي يمكن من خلالها لوسائل التواصل الاجتماعي، أن تكون ذات تأثير إيجابي على الشباب، عند استخدامها بشكل معتدل".

وأضافت فريث "وبينما نجد صلة سلبية بين الاستخدام المفرط لوسائط التواصل الاجتماعي والرفاه العقلي للشباب، لا يوجد دليل على أنه السبب المباشر لهذه المشاكل"، وتابعت إن البحث يركز على "أهمية تزويد الشباب بالمهارات التي تساعدهم على مواجهة المخاطر الناشئة على الإنترنت".وهذا يعني حمايتهم من الانترنت، بل وضع تدابير استباقية تركز على بناء القدرة على الصمود - وهو نهج حيوي في مساعدة الشباب على قيادة حياة الكترونية آمنة.

وقال الدكتور برنادكا دوبيكا، من الكلية الملكية للأطباء النفسيين: "في حين أن هذه التقنيات يمكن أن تكون مفيدة جدا، لكنها تمثل مصدر للقلق حيث ان عدد كبير من الشباب من مستخدميها المفرطين في المملكة المتحدة، في ضوء الارتباط مع مشاكل الصحة العقلية"، وأضافت :"سوف ندعم الدعوة إلى مزيد من العمل بشأن القدرة على الصمود والتعليم، وكذلك الحاجة إلى البحث من أجل فهم أفضل لتأثير وسائل الإعلام الاجتماعية على حياة الشباب".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دراسة تؤكد أن حماية الأطفال من مخاطر الإنترنت غير مجدية دراسة تؤكد أن حماية الأطفال من مخاطر الإنترنت غير مجدية



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 00:00 2016 الخميس ,22 كانون الأول / ديسمبر

عليك النظر إلى المستقبل البعيد واختيار الأنسب لتطلعاتك

GMT 04:00 2018 الثلاثاء ,03 تموز / يوليو

مستقبل إردوغان

GMT 13:21 2021 الخميس ,22 إبريل / نيسان

عملاق صيني للطرق الوعرة سيظهر العام الجاري

GMT 11:08 2021 السبت ,05 حزيران / يونيو

شركة كيا تكشف عن النسخة الأحدث من طراز K5

GMT 12:43 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة شخص وإصابة 2 بتصادم 3 سيارات في دبي

GMT 06:02 2012 الإثنين ,31 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق تعاون بين الأردن والكويت

GMT 12:58 2017 الإثنين ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

آلات قطر الإعلامية والدينية.. والتحريض على مصر وجيشها

GMT 07:04 2021 الجمعة ,29 تشرين الأول / أكتوبر

كثرة التنقل

GMT 10:23 2021 الأربعاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

أفكار بسيطة لإضافة لمسة بوهيمية جذابة إلى منزلك

GMT 13:38 2013 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

أسوأ إطلالات المشاهير لعام 2013
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia