مريم بلا تؤكد أنَّ لوحاتها من الواقع وألوانها من الحياة اليومية
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

أوضحت لـ"العرب اليوم" أنَّها تنحاز إلى المرأة وتدافع عنها

مريم بلا تؤكد أنَّ لوحاتها من الواقع وألوانها من الحياة اليومية

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - مريم بلا تؤكد أنَّ لوحاتها من الواقع وألوانها من الحياة اليومية

الفن التشكيلي
مراكش ـ ثورية ايشرم

أكدت الفنانة التشكيلية مريم بلا، أن الفن التشكيلي هو ذلك العالم الذي يجعل الإنسان يتمعن في الكثير من القضايا عن قرب سواء كانت قضايا مجتمعية أو إنسانية أو سياسية أو حتى مواقف بسيطة في الحياة قد يتعرض لها الفرد خلال يومه العادي وهو في طريقه إلى العمل أو الجامعة أو حتى متجها إلى قضاء مختلف الأنشطة اليومية الخاصة بها.

وأوضحت مريم في حديث خاص إلى "العرب اليوم" أنَّ تلك القضايا يمكن أن نجدها ضمن لوحات الفنان التشكيلي بكل بساطة يعبر عنها معتمدا على ريشته وألوانه ويجسدها للمتلقي الذي تجده غالبا ما يقف أمام اللوحة ويتذكر أن الموقف أو القضية التي تعالجها قد تعرض لها من قبل، هذا ما يعني أن الفن التشكيلي هو رسالة قيمة موجهة إلى الأفراد، وهو عامل مشترك بينهم حتى وإن لم تكن تربطهم علاقة باحترافية الفن التشكيلي.

وأضافت: "أنا إنسانة وجدت نفسي بين ألوان الحياة منذ الطفولة فوالدي فنان تشكيلي وأخي الأكبر فنان تشكيلي أيضا، وكان من السهل علي أن أتشبع أيضا بهذا الفن وأصوله، إلا أن أفكاري تختلف تماما عن أفكار والدي وأخي، فأنا أعبر عن قضايا المرأة كثيرا وأهوى أن أرسم المرأة وأجسد جمالها ورقتها وعطفها وحنانها على لوحاتي، وقد أخذت على عاتقي أولا كامرأة وثانية كفنانة أن أجعل للمرأة مكانة في هذا المجتمع".

واسترسلت: "إن لم أستطع بطرق عديدة فريشتي تكفي لتجعل منها فكرة لنصر الحرية وليست فقط جسدا لتلبية الرغبات، فقد وجدت نفسي أرسم المرأة وأهتم بها منذ أن ولجت هذا الميدان وأنا عمري لا يتجاوز 10 سنوات، ربما للمظاهر السلبية التي كنت أرى فيها المرأة المغربية فيما مضى والتي ما تزال بعض النسوة تعاني منها حتى الآن في مختلف الأماكن سواء في القرية أو المدينة ، ورغبت في التعبير عن ذلك من خلال لوحاتي".

وأشارت إلى أن "العديد من المظاهر التي رأيتها في طفولتي جعلتني أنحاز إلى المرأة كثيرا، وأول ما تبادر إلى دهني هو ذلك الوشم الذي كانت تضعه جدتي على ذقنها وجبينها والذي كان بحجم كبير ويتخذ  شكل زخرفة تقليدية لم أكن أفهم ما معنى ولا ما الهدف منه، فقط لأنها امرأة يجب أن تضع لها القبيلة الوشم، وهو ما أعتبره نوعا من الإقصاء والتهميش وسلب للحرية الشخصية والقمع وقمت برسم ذلك بصورة جعلت الكثيرين يحبون اللوحة التي تحمل رسم المرأة العجوز بذلك الوسم الذي تحول إلى كابوس يخفيها ويخفي من حولها".

وشدَّد مريم على أن "الحياة مليئة بالأشياء الجميلة والتي لا يمكن أن تكون جميلة إلا بوجود المرأة والرجل معا، فهما عنصران يكملان بعضهما ولا يمكن لأحدهما أن يستغني عن الآخر؛ لكن وللأسف الشديد هناك الكثير من الرجال في مجتمعنا المغربي يعتبرون المرأة فقط وسيلة لتحقيق غاية معينة ليس إلا، والقليلون فقط من يشعرون أنها كيان له حقه في العيش والتفكير والاختيار، وليس جسدا من دون إحساس".

وتابعت: "المرأة هي نبع الحنان والمحبة وهذا ما أحاول بلوحاتي أن أوصله إلى الكثيرين، من خلال المعارض الجماعية التي شاركت فيها والمعارض الفردية التي نظمتها سواء داخل المغرب أو خارجه، والحمد لله دائما ما أسمع الكلام الجميل من طرف زوار المعرض من أساتذة وفنانين وشعراء ومثقفين وحتى الناس العاديين وهو أمر أعتز وأفتخر به كثيرا ويجعلني أعطي المزيد وأقدم أكثر وأكثر حتى أدخل كل بيت عن طريق فني ولوحاتي التي أجسد فيها مجموعة من الصور".

واختتمت الفنانة مريم كلامها قائلة إنَّ "ورشتي مفتوحة دائما أمام كل الشباب الراغبين في احتراف الفن التشكيلي، وهذا من بين الأهداف التي أقوم بتحقيقها دائما، فكلما لمحت حس الفن والرسم في شاب أو شابة أو حتى طفل لا أتوانى في احتضانه ومساعدته حتى يصل إلى ما يصبو إليه، على الرغم من أن الوصول ليس سهلا لكن تكفي البداية والانطلاقة التي يحتاج كل واحد منا إلى من يساعده على تجاوزها لينطلق بعد ذلك نحو الاحترافية ، وهذا ما أقوم به أقدم الخطوة الأولى لكل الراغبين في دخول الميدان ليبدأ بعد ذلك المشوار الذي ينطلق بخطوة نحو الألف ميل ، فأنا وجدت أبي وأخي بجانبي وحصلت على الدعم المادي والمعنوي منهما ولا أرى أنه من العيب أو الصعب أن أقدم يد المساعدة بدوري للآخرين ، فالفن رسالة وكلنا نسعى إلى تبليغها".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مريم بلا تؤكد أنَّ لوحاتها من الواقع وألوانها من الحياة اليومية مريم بلا تؤكد أنَّ لوحاتها من الواقع وألوانها من الحياة اليومية



GMT 14:50 2021 الخميس ,10 حزيران / يونيو

مؤلف كتاب "الحفار المصري الصغير" يكشف موعدا هاما

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 18:47 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الدلو الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:38 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج القوس الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 14:13 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج العقرب الخميس 29 -10 -2020

GMT 14:08 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج العذراء الخميس 29-10-2020

GMT 15:33 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 18:18 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الأسد الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 16:31 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

فرص جيدة واحتفالات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 18:23 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر مع تنافر بين مركور وأورانوس
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia