بريطانيا تدق ناقوس الخطر بسبب تسوّس أسنان الأطفال
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

الفقراء يتقاعسون عن تعليم أبنائهم كيفية غسيلها

بريطانيا تدق ناقوس الخطر بسبب تسوّس أسنان الأطفال

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - بريطانيا تدق ناقوس الخطر بسبب تسوّس أسنان الأطفال

الأطفال لا يعلمون كيفية غسيل الأسنان
لندن ـ سليم كرم

كشف إحصاء القطاع البريطاني للصحة أنَّ نحو 25.800 طفل، تتراوح أعمارهم بين الخمس والتسعة أعوام، ينقلون إلى المستشفى بسبب تسوس الأسنان، كل عام، وقد ارتفع هذا الرقم بنسبة 14% في ثلاثة أعوام فقط.

وأشارت المعلمة السابقة سامنتا لورانس، في تقرير لها نشرته، الخميس، عن تسوس أسنان الأطفال في المملكة المتحدة، إلى أنه "بعد جمع فصل من الأطفال على السجادة أمامي، حاولت إبعاد نظرة اليأس عن وجهي، الوسائل التعليمية الجديدة التي وصلت صباح اليوم، مع الأمر الذي اعتدت استخدامه مع الأطفال كل يوم".

وأضافت "قلت في إشارة إلى صندوق من الورق المقوى أتى من طرف سلطة التعليم المحلية (أنا ذاهبة لأريكم شيئًا في غاية الأهمية)، بدأت أسحب ورق السيلوفان وسط نظرات الأطفال الفضولية، وكان واضحًا أنَّ عددًا كبيرًا من الأطفال مصدومين نتيجة لعدم رؤيتهم الأشياء التي في داخل الصندوق من قبل".

وأوضحت لورانس "كان يوجد داخل الصندوق 20 فرشة أسنان صغيرة و20 علبة معجون أسنان، أما وظيفتي هي الإشراف على جلسات تنظيف الأسنان يوميًا، فالدولة مروعة بسبب أسنان الأطفال، ويريدون مني مساعدة الأطفال يوميًا، لمدة 15 دقيقة، لتنظيف أسنانهم"، مبيّنة أنَّ "آبائهم كانوا كسولين جدًا، مشغولون أو أنانينون في تعليمهم هذه المهمة الأساسية والضرورية".

وينبغي على الآباء مساعدة أطفالهم لتنظيف أسنانهم بالفرشاة مجرد وصولهم لعمر ستة أشهر، ومع ذلك، فالأطفال البالغين من العمر ثلاثة وأربعة أعوام، معظمهم لم يغسلوا أبدًا أسنانهم.

وأردفت "نعم، إنها صدمة بالنسبة لي، نحو نصف الطلاب قالوا إنهم لم يغسلوا أبدًا أسنانهم، ولا أحد أيضًا قام بغسلها لهم".

ولفتت لورانس إلى أنه "منذ ثلاثة أعوام، كانت السلطات المحلية تمنح فرشاة للأسنان لكل تلميذ، ولكن ما يحدث الآن قد يكون فضيحة، لست مندهشة من أن جميع المدارس في بريطانيا تحث الأطفال على غسيل الأسنان بالفرشاة تحت إشراف جلسات على الأقل مرة واحدة يوميًا حتى سن 11 عامًا".

وفي سياق متصل، يريد المعهد الوطني للتفوق الصحي والعناية إعطاء الأطفال مجموعتين من فرش الأسنان، واحدة للمدرسة والأخرى في المنزل، حال عدم امتلاك الطفل لواحدة.

وبيّنت الدكتورة إليزابيث كاي، من كلية طب الأسنان في بليموث، "نرتعد حين نتحدث عن حالة أسنان الأطفال اليوم، الأمر مروع، إنه مثل ساحة المعركة، لقد رأيت شخصيًا أطفالاً في عمر الثلاثة أعوام تم خلع جميع أسنانهم".

وكشف المعهد الوطني للتفوق الصحي والعناية أن "مستويات تسوس الأسنان توجد بصورة أسوء بين الأسر الأكثر فقرًا، وهي مشكلة تؤثر على الأطفال في جميع المجالات".

وأضافت لورانس في تقريرها "أنا أشهد على ذلك، فقد تركت التدريس منذ ثلاثة أعوام، لأنني تعبت من القيام بأعمال الوالدين، فخلال فترة عملي، الممتدة لستة أعوام، في مجموعة من المدارس الحكومية جنوب يوركشاير، وتعليم الأطفال من عمر الثالثة وحتى 11 عامًا، رأيت الكثير من الأمور التي سببت لي رعبًا، ولكن حالة الأسنان هي الأكثر صدمة للجميع".

واعتبرت أنّ "فطام الأطفال من الزجاجات والحد من المشروبات السكرية والوجبات الخفيقة وشرح عملية تنظيف الأسنان بطريقة صحيحة تشكل الكثير من العناء للآباء اليوم".

وتابعت "حين رأيت، للمرة الأولى، حالة أسنان أحد التلاميذ، صدمت كثيرًا، فنظرته الرائعة مع الشعر الأشقر، كان هاري ذو الستة أعوام صبيًا جميلاً، ولكن حين فتح فمه، أصابتني حالة من الرعب، كان مملوء بالجذوع السوداء، كل أسنانه البيضاء قد تسوست وذهبت بعيدًا، كما أنّ ذلك أثر على مستواه تعليميًا، أحيانًا كان يتذمر ويفرك من ألم أسنانه، كما أنه لا يحاول إظهار أسنانه، فقط يفتح فمه للكلام، ويتحدث قليلاً، على الرغم من كونه مشرق جدًا، يتجنب القراءة بصوت عال، ولا يفتح فمه بطريقة صحيح لتهجئة الحروف، أثناء حصة الإملاء الصوتية".

وأردفت "في حالة من اليأس استدعيت والديه، توقعت أن وضعهم المادي ممتاز، فوالده رجل أعمال ووالدته تقود سيارتها رانج روفر الذكية، وقالت لي بكل بساطة وبتجاهل (ماذا تتوقعين منا، لقد حاولنا إقناعه بغسيل أسنانه، ولكنه لا يحب)، سلوك والدة هاري يبدو غير مفهوم، ولكنني تعلمت بسرعة أنَّ هذا النوع من السلوك أصبح متوطن، حيث يعتقد بعض الآباء أنّ الأسنان اللبنية ليست مهمة، لأنها تسقط في سن السادسة، ولكن في الواقع إن التسوس له أثر طويل الأمد على لثة الأطفال، ويمكن أن يتسبب في التواء الأسنان الجديدة".

وأشارت إلى أنّه "يعتقد الآباء الأخرون أنّ المشروبات السكريّة، مثل العصير أو الوجبات الخفيفة، تعدّ صحية، ولكنهم ينسون أنّ تنظيف الأسنان أمر ضروري بعد ذلك، ولكن معظمهم لديهم عذر، وهو ببساطة أنهم مشغولون، أو كسلاء لاتخاذ مثل هذه الإجراءات البسيطة تجاه أطفالهم".

وكشفت لورانس "لقد منعت العصير من الفصل، ولكنني لازلت أرى الأمهات والمربيات يصلون إلى بوابة المدرسة لإعطاء الأطفال المشروبات السكرية، يومًا بعد يوم، كما أنّ إحدى الأمهات استهزأت بي عندما اقترحت تقديم وجبات صحية لطفلها".

واستطردت "تقديم العادات الجديدة في البيت يعد أمرًا متعبًا للعديد من الآباء، وهو الأمر الذي يتركونه للمعلمين، وفي أحد الأيام حاولت إدخال سلة من الفاكهة والخضار النيئة للأطفال، ولكن أسنان الكثير منهم كانت فاسدة، لم يتمكنوا من أكل التفاح أو الجزر، فقط أكلوا الموز اللين".

وأبرزت أنّه "على الرغم من مجانية العناية بأسنان الأطفال، إلا أنّ القليل منهم يزور طبيب الأسنان، لقد وجدت حشوة في سن أحد الأطفال، حينها فرحت، لأن والديه على الأقل انتبهوا لوجود تسوّس، وهذا يوضح أنّ الآباء يعتمدون على المصادر الخارجية لرعاية الأطفال، وهي التعاقد مع معلمين للبقاء مع الأطفال في النوادي بعد المدرسة، فالكثير منهم يعتقد أنّ المعلم قادر على القيام بالمهام الأساسية والحميمية مع الأطفال، وعندما تناقشت مع إحدى الأمهات، لأن ابنها ذو الستة أعوام لا يعرف كيف يزرر معطفه بطريقة صحيحة، قالت أنت محترفة، لماذا لا تعلميه؟".

وأكّدت لورانس، في ختام تقريرها، أنّ "الأطفال هم من يعانون في النهاية، وتخيل كيف سيصبح هؤلاء الأطفال أباء بعد 20 عامًا وأي نوعية من الآباء".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بريطانيا تدق ناقوس الخطر بسبب تسوّس أسنان الأطفال بريطانيا تدق ناقوس الخطر بسبب تسوّس أسنان الأطفال



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 09:22 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

تونس لم تُسجّل أي إصابة جديدة بمتحوّر أوميكرون

GMT 10:01 2021 الخميس ,09 كانون الأول / ديسمبر

تونس تفرض إظهار جواز التلقيح ضد كورونا بدءا من 22 ديسمبر

GMT 10:41 2021 الأربعاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

علامات تحذيرية على الجلد تدل على الإصابة بمرض السكري

GMT 18:13 2021 الإثنين ,06 كانون الأول / ديسمبر

تونس تتسلم أكثر من 300 ألف جرعة لقاح فايزر من أميركا

GMT 09:52 2021 الإثنين ,06 كانون الأول / ديسمبر

3000 مصاب بالسيدا يرفضون المتابعة الطبية في تونس

GMT 08:55 2021 السبت ,04 كانون الأول / ديسمبر

تونس تسجل أول إصابة بالمتحورة «أوميكرون»

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك

GMT 09:45 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

20 عبارة مثيرة ليصبح زوجكِ مجنونًا بكِ

GMT 16:52 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية السنة اجواء ايجابية

GMT 15:26 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 07:09 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:36 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النشاط والثقة يسيطران عليك خلال هذا الشهر

GMT 17:29 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia