نتلمس جوانب إبداع الأدب وتأثیره عبر الانفعالات العاطفیّة
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

الشاعر المغربي أحمد عبد الغني لـ"العرب اليوم":

نتلمس جوانب إبداع الأدب وتأثیره عبر الانفعالات العاطفیّة

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - نتلمس جوانب إبداع الأدب وتأثیره عبر الانفعالات العاطفیّة

الشاعر المغربي أحمد عبد الغني
الدار البيضاء - نزار عابد

اعتبر الشاعر المغربي أحمد عبد الغني أنَّ تجربته الشعرية الأولى "عيناك وأنا والبحر" عنقودًا ما زال يتحصرم بعد ليتزبب، بعد نضج التجربة الشعرية مع المولود الثاني المقبل، الذي يحمل عنوان "عنقود عشق".

وأبرز عبدالغني، في حديث إلى "العرب اليوم"، أنَّه "للأمانة فإن الاهتمام بـ(عيناك.. أنا والبحر) كان أكبر في دول الجوار، لاسيّما مصر وتونس، أكثر من المغرب، حيث وجهت له دعوات كثيرة لحضور مهرجانات شعرية هناك للتعريف بالديوان الجديد".

وأضاف عبد الغني أنّ "الكثير من الصحافيين والصفحات الثقافية في مجموعة من الصحف المصرية، واكبت الديوان ومشروعه الشعري ومكان تسويقه"، مسجلاً "امتنانه لوسائل الإعلام العربية والمغربية، على اهتمامها وتشجيعها لموهبته الشعرية، في ضوء تفشي أزمة القراءة والكتاب في المغرب أكثر من سواه من بلدان الوطن العربي، فضلاً عن أزمة التوزيع، وصعوبات النشر، وارتفاع تكلفته".

وأشار إلى أنَّ "الديوان يبقى كتجربة أولى، لها ما لها، وعليها ما عليها، وكل ماعليها يرتبط بظروف وملابسات المخاض، التي تؤثر حتمًا في المولود بعد الولادة".

وعن اللغة المستعملة في الديوان، التي وصفها النقاد بـ"البسيطة"، أوضح الشاعر عبد الغني أنّه "يطمح أن يكون في مصاف شعراء كبشار ابن برد، الذي توفق في تطويع اللغة الشعرية وتبسيطها، وأن يكون موفقًا في الرسم بكلماته البسيطة لوحات تشد القارئ وتفعم مخيلته بالدلالات المعبرة، والموحية بمضامين إبداعية، تخرج الصورة الفنیة واللغة الشعریة برؤیة وصیاغة فنیة مغایرة، ومتجدّدة، لم یسبق إليها من قبل".

وتابع "يجب ألّا ننسى دومًا أنَّ الأدب هو فن اللغة، وهذا الفن نتلمس جوانب إبداعه وتأثیره من خلال ما یتضمنه من انفعالات عاطفیة، وإحساسات جمالیة، تكون الصیاغة وخصائصها عنوانًا لتلمس المتلقي هذه المكامن الشعوریة، والجمالیة، والتي تكشف عن ملكة قائلها، ومدى قدرته على الخلق والإبداع، من خلال التفرد في توظیف الألفاظ".

وبيّن أنَّ "التراكیب والأخیلة والمضامین الفكریة والفنیة على حدٍ سواء، تتأطر من خلال الصور الشعریة التي تحوي هذه السمات والملامح وتنقل لغة الشعر الاعتیادیة إلى لغة إبداعیة، تحقق الاستجابة والتأثیر لدى الآخرین، من خلال نقل الواقع المرئي إلى فضاء الإبداع الشعري، بفعل قدرة الشاعر الإبداعیة على تغییر وتفكیك وتكثیف ما هو قائم بین الألفاظ والمعاني، فیعمل على إیجاد علاقات جدیدة تعید للغة الشعریة رونقها وبهائها، وتخرجها من حالة الجمود والركود، وتبعث في المتلقي رغبة شديدة لريِّ عطش القراءة".

وأردف "الرسالة الشعرية هي تغيير النظرة المغلوطة، التي بات يرسمها العديد من القراء، عن لغة الشعر على أنها لغة الرمز والإبهام، أوالتنطع اللغوي، مما يجعلها لغة خاصة الخاصة، التي لا تهتم إلا بجمع ورصف الصور المعقدة الخطوط، التي تحتاج لجهد كبير لتحليلها وفهمها، وهي كلها أمور حاولت ضحدها، ليجعل متلقيه يجد نفسه فيها، ويساهم في بناء رؤياها ومضامينها، انطلاقًا من ماضيه وتجربته السوسيوسيكولوجية".

واستطرد "المتلقي لم يعد ذاك المتلقي العالم أو المتفرغ، إذ تتجاذبه المنفرات والمنغصات، ويلهث في ملاحقة حاجياته اليومية المكلفة، التي ينتهي منها أواخر يومه مجهدًا، مفتقدًا لرغبة التمتّع بالجمال، وغير آبه بكل بواعث الجمال والرومانسية، فهو غير مستعد لتحمّل أيّ عناء إضافي للبحث عن معاني كلمات باتت مؤسِّسة لمعجم أركيولوجي منته بالنسبة له، بحكم أنه تعود على الاقتصاد في الجهد، والإيجاز والتلميح الذين تستلزمهما طبيعة العصر، ناهيك عن تعوده على لغة وسطى ضاربة في التبسيط".

وعن مولوده الثاني "عنقود عشق"، بيّن عبد الغني أنّه "ينتظر أن تفكّ الضائقة، ليجد طريقه نحو المطبعات، سيّما أنّه يناضل من أجل الحرف، دون دعم ولا مساعدة، وفي الوقت الراهن دون أي دخل، كونه موقوف الأجر الذي يوثر منه على قوت أبنائه، لتحمل  كل أعباء ومصاريف الإصدار منذ البداية حتى حدود التوزيع، الذي يظلّ لوحده همًا كبيرًا، حيث أنني ما زلت لم أنته بعد من توزيع الديوان الأول، في انتظار أن تفرج الحكومة المغربية عن أجري الشهري".

وكشف عبد الغني أنه يعمل على نشر مجموعة قصصية تحمل عنوان "نصف وطن"، تمّ نشر غالبية نصوصها في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، وهذا توجه آخر، يعتبره عبد الغني "نضالاً ثقافيًا"، لأنّ الغاية لديه هي تشجيع القراءة والإنتاج الأدبي لا أي شيء آخر.

نتلمس جوانب إبداع الأدب وتأثیره عبر الانفعالات العاطفیّة

 

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نتلمس جوانب إبداع الأدب وتأثیره عبر الانفعالات العاطفیّة نتلمس جوانب إبداع الأدب وتأثیره عبر الانفعالات العاطفیّة



GMT 08:04 2021 الأحد ,05 كانون الأول / ديسمبر

إنطلاق مهرجان أيام قرطاج المسرحية في تونس ومصر ضيف شرف

GMT 09:59 2021 السبت ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تونس تدخل موسوعة غينيس بأكبر حذاء في العالم صنع في صفاقس

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:16 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج القوس الخميس29-10-2020

GMT 16:15 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النزاعات والخلافات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 18:26 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الميزان الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 10:44 2013 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

شرش الزلّوع منشط جنسي يغني عن الفياغرا

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia