الفن يجعلنا نعيد النظر في كل القناعات العقدية والثقافية والفكرية
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

كنزة بن جلون في حديث لـ " العرب اليوم " :

الفن يجعلنا نعيد النظر في كل القناعات العقدية والثقافية والفكرية

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - الفن يجعلنا نعيد النظر في كل القناعات العقدية والثقافية والفكرية

الفنانة التشكيلية كنزة بن جلون
مراكش ـ ثورية إيشرم

كشفت الفنانة التشكيلية كنزة بن جلون في حديث خاص لـ " العرب اليوم " عن أن محاولتها في الرسم التشكيلي، عبارة عن تنفيذ للألوان والسعيإلىمكامن النفس ومساءلتها عن الأحاسيس التي تؤسس وجودها، وقالت إن هذا لا يعني أن عملي يمكن أن يندرج في خانة علم النفس فألواني تعبر عن كل المتناقضات التي تسكن في ثنايا اللاشعور والتي تستعصي على الفهم العقلاني، إذا كان هذا هو الموضوع فليكن، إنني أعرف أنه كلما غاص الفنان في دواخله وعبر عنها كلما التقى في ذلك بجميع الناس وكلما كان عمله أقرب إليهم توغل في نفوسهم، فالفن يضعنا في وضعية اللائقين، ويجعلنا نعيد النظر في كل القناعات العقدية والثقافية والفكرية، لو تكلمنا عن الموسيقى مثلا فموسيقى قوية تجعل الشخص يغامر بكل القيم المجتمعية ويرقص من غير هواه في أماكن قد لا يستطيع الرقص فيها في حالة طبيعية، هذا اللايقين الذي هو من ميزات الفن يتعارض مع الأطر الثابتة للثقافة السائدة والتقاليد التي تحد من حرية الفرد وتجعله عبدا للجماعة.
وأشارت بن جلونإلىأن في عملي لا أباشر اللوحة بأفكار مهيأة سلفا، هذا يتعارض مع فكرة الإبداع، بل إنني أعودإلىداخل نفسي وأنتظر اللحظة التي تنسج فيها تلك الأحاسيس التي أسارعإلىتسجيلها على اللوحة، و أقوم بتهيئة القماش وأعده لاستقبال تلك الومضات العنيفة التي تصدر عن جسدي، لهذا يجب أن أباشر العمل وذهني أبيض بياض القماش أي خال من كل ما يمكنه أن يشوش على التقاط تلك الومضات، ويمكنني أن أقول إذن أن فكرة العمل وإنجازها تأتيان في وقت واحد.
وأضافت أن " ما يهمني هو تغيير الواقع وليس نقله، إن نقل الواقع كما هو لا يجدي نفعا في نظري، والواقع موجود ولا داعٍ لنقله ووظيفة الفن لا تكمن هنا، فتغيير الواقع هو العودةإلى هذا الواقع بنظرة أخرى، نظرة الفنان الملتزم المتخلص من عبودية القواعد والمواضعات المجتمعية وإذن يجد المتلقي نفسه أمام لا يقين الفن وبهذا يبحث عن واقع مغاير وحامل لإمكانات متعددة، وهناك بالطبع فن يباشر هذه الأشياء بطريقة أكثر وضوحا، وهذا الفن يسمى الفن المعاصر، وفي هذا الصدد عرضت عملا في بداية آذار/ مارس في مراكش عن مشكلة الماء، هذا النوع من العمل يتوجه بشكل مباشر للمتلقي بخطاب واضح لا تأويل ولا لبس فيه، بينما يتطلب العمل التصويري جهدا لتأويل بواطن النفس الإنسانية".
وأوضحت كنزة أنه ليس لي وقت محدد ارسم فيه، فكل الأوقات ممكنة إلا أن بداية النهار أحسن لأن الضوء يكون أقوى، هذا لا يعني أنني لا أشتغل في الليل على نور الضوء الاصطناعي، بالعكس فانا ارسم في جميع الأوقات، إلا أن علاقتي في بداية النهار تكمن في كوني عاشقة للنور الطبيعي، لكن في كل الأحوال لا بد أن تتوافر الحال الداخلية النفسية لكي أرسم، إذ بدونها لا يمكن أن أضع لمسة واحدة على القماش.
وأكدت بن جلون أن " تجربتي الفتية مرت بمراحل عدة انطلقت من مرحلة الأخضر، والأصفر، ثم مرحلة الأحمر، وأخيرًا أقوى المراحل وهي مرحلة الأزرق، إذ بقيت لفترة طويلة في علاقة مع هذا اللون الذي كان له على وقع الموت والانمحاء، هذه هي الفترة التي عشت فيها صراحة تجربة الصمت والفراغ في أسمى تجلياتها، و ابتلعتني هذه المرحلة وصرت أقاومها للخروج منها بسلام، فكان معرضي سنة 2007 في القاعة الرسمية في فضاء المسرح الملكي ،واليوم أشعر أنني أتخلص شيئا فشيئا من سطوة اللون الواحد لكنني تعلمت سر الألوان وأصبح بإمكاني انتزاعها من سجلاتها الثقافية وتحريرها من الحمولات المتداولة وإعطائها وقعا خاصا تتميز به داخل لوحاتي، هذا فيما يتعلق بالتصوير لكن لي جانب آخر من عملي الفني وهو التنصيبات وفن الفيديو والتدخلات الفنية في الفضاءات الحضرية وهذه أعمال تتطلب إعمال الفكر أكثر من الإحساس".
 واختتمت الفنانة كنزة كلامها قائلة" لا أهتم بالألوان كألوان، وإنما أتعامل معها كنور يضيء نورا آخر أو يدخل معه في تضاد، لا أتعامل مع اللون الجميل أو اللون المريح وإنما أبحث كيف أمنح الألوان قوة مستقلة لكي تستطيع التعبير عن كوامن النفس، و كل لون ذهبت إليه يدي دون إرادة مني يصبح تلك المادة التي سوف أحولهاإلىنور أو ضده، هذا لا يعني أنني لا أعشق الألوان كألوان في الحياة كجميع الناس، و العلاقة التي توجد بيني وبين اللوحات تكون قوية خلال العمل، حيثت يكون ارتباط قوي يصعب تفسيره بالكلمات، لكن ما إن يغادر العمل المحترف ويعرض في القاعة حتى يصبح ملكا للجميع ويصير كالطفل الذي كبر واستقل بنفسه وهناك يبدأ حياة جديدة أتمتع فيها باقتسامه مع الجميع، هي علاقة إذن متحولة حتى لو أنني التقيت هذا العمل بعد مدة طويلة، فإنني أحس متعة خاصة وعلاقة أكيدة، لكنها ليست تلك العلاقة التي أعيشها قبل عرضه للنظر".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفن يجعلنا نعيد النظر في كل القناعات العقدية والثقافية والفكرية الفن يجعلنا نعيد النظر في كل القناعات العقدية والثقافية والفكرية



GMT 08:04 2021 الأحد ,05 كانون الأول / ديسمبر

إنطلاق مهرجان أيام قرطاج المسرحية في تونس ومصر ضيف شرف

GMT 09:59 2021 السبت ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تونس تدخل موسوعة غينيس بأكبر حذاء في العالم صنع في صفاقس

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:16 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج القوس الخميس29-10-2020

GMT 16:15 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النزاعات والخلافات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 18:26 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الميزان الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 10:44 2013 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

شرش الزلّوع منشط جنسي يغني عن الفياغرا

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia