الحذاء لوحتي التي فجرّت مكبوتات ريشتي
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

التشكيلي علي صابر حمادي لـ"العرب اليوم"

"الحذاء" لوحتي التي فجرّت مكبوتات ريشتي

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - "الحذاء" لوحتي التي فجرّت مكبوتات ريشتي

الفنان الجزائري التشكيلي المبدع علي صابر حمادي

الجزائر - خالد علواش   وصف في حديث إلى "العرب اليوم" اللوحة التي أسماها "الحذاء" بـ "المحظوظة" التي عبر خلالها عن تراتيل وجع فتى ناضل لمواصلة دراسته إلا أن فقر الحال الذي كانت تعيشه أسرته وأغلب الأسر الجزائرية، حال دون مقاعد الدراسة، هذه الحادثة فجرّت مكبوتات حمادي الفنية ليبدع بعدها أرقى اللوحات محررا ريشته من قيود المركزية التي يراها محدثنا سبب مأساة الفن في الجزائر.
وعاد علي صابر حمادي في حديثه لبدايته التي داعب فيها الريشة على نغم الطبيعة بعاصمة الحضنة المسيلة جنوب الجزائر، يقول حمادي "انتميتُ بادئ الأمر للمدرسة الواقعية التي منحتني مساحات الإبداع وأنا أترعرع وأكبر بين أحضان طبيعة عذراء بجوار الوادي في إحدى القرى الضائعة شرق المسيلة"، وأشار إلى أن التوجه نحو التجريدية جاء كسياق عام ورغبة شخصية، مؤكدا أن لوحاته تتعدد لتمس أطياف الإبداع وأذواق المتذوقين لهذا الفن وأنه يزاوج أحيانا بين التجريدية ونصف التجريدية.
واعتبر علي صابر حمادي توجه العديد من المبدعين إلى الريشة التجريدية "شماعة الفاشلين" موجها أصابع الاتهام إلى الأستاذة الذين انحرفوا عن حقيقة هذه المدرسة التي ظهرت في أوروبا، بانحرافهم عن مناهج التعليم الفني، معتبرا في هذا السياق أن ظاهرة التطفل على الفن التشكيلي أصبحت تهدد جمالية ومصداقيته لدى المتذوق، مشيرا إلى أن الحديث عن الحداثة هو ذا عمق فكري يترجم على اللوحة فنيا بقواعد الفن التشكيلي.
ويرى أبن مدينة حمام الضلعة أن ريشته بنت الطبيعة، مؤكدا أنه يرفض تصنيفه في إحدى خانات أجيال الريشة الجزائرية فهو "يرتشف لغة الجمال بما يحيطه من إبداع الخالق سبحانه وتعالى، فروحي تنتمي لكلّ ما هو جميل" يقول علي صابر حمادي.
وتحدّث عن الإبداع الذي يتوّلد من عمق الجرح، مشيرا إلى أن الفرح عقيم فأعظم الإبداعات تولّدت من الجراح والأحزان، وأن "ريشته استلهمت إبداعاتها من على وجوه الفلاحين وشموخ سنابل القمح".
وأضاف صاحب الريشة المتميّزة قائلا " ريشتي تحمل النقيضين، تحمل ضحكة الطفولة البريئة التي تتمازح وتتفاعل مع ميتافيزيقا الروح الذي أسقطه في مزيج ألوان لوحاتي فتأتي حاملة تناقضا جميلا".
واعتبر حمادي المتأثر بإبداعات الفنان التشكيلي الجزائري الكبير محمد اسياخم أن جدوة النار التي تسكنه لم تنطفئ بعد، مشيرا إلى أن طفولته المتعبة بتفاصيلها الجميلة لا تزال ترمي شذراتها على ريشته التي تحوّل قصص طفولته الطويلة إلى لوحات تتناغم فيها الأشياء الجميلة بأحزان الحياة، مضيفا "أن هذه الطفولة المتعبة هي جواز سفر إلى عيني والدتي التي تحمل تاريخنا المشترك".
ويرى الفنان التشكيلي علي صابر حمادي أن الأنثى أخذت حصاد إبداعاته انطلاقا من الأنثى الأم وصولا إلى التي تقاسم الرجل حياته بجمالياتها الروحية والطبيعية، "هذه الأنثى التي حملت حمادي إلى عوالم متصلة فرسم عن الحياة الاجتماعية التي ترعرع عليها ببعد جمالي شاعري، توحي اسقاطاته التعبيرية إلى التجربة الحياتية القاسية التي منحتني سلطة اللون".
وشدّد على ضرورة إبراز هوية الفنان التشكيلي الجزائري، مؤكدا أن الفكر التشكيلي هو محور الموضوع فغياب هوية ثقافية وفنية جعل الفنان التشكيلي الجزائري بلا معالم واضحة.
وقال "المركزية التي تسيّر كل شيء في الجزائر أنتجت فنانين لا يعبّرون وليست لهم القدرة على التعبير بما هو موجود في واقع الجزائريّ البسيط".
وأعرب عن أسفه للتهميش الذي يطال الفنانين المقتدرين، معربا عن شديد امتعاضه مما يدور في الساحة الفنية وبالأخص الفن التشكيلي الذي أغلقته دائرة نافذة "لا علاقة لها بالفنّ ولم تقدم أي جديد أو تجديد له"، مشيرا في هذا الإطار إلى أنه فنان يؤمن بالتجديد ومجاراة الحداثة ، مؤكدا أن التاريخ وحده كفيل بإنصاف الفن الحقيقي الراقي مستشهدا بالمثل الصيني "بإمكانك قطف جميع الأزهار لكنك لن تستطيع أن تمنع الربيع أن يأتي".
وفي رده عن سقف طموحات ريشته أكد علي صابر حمادي في حديثه لـ"العرب اليوم أن "سقفها يراقص السماء، وفي كلمته الأخيرة أوضح محدثنا أن الفن هو مرساة الثقافة وميناء الشعوب الراقية وعلى الفنان الجزائري أن يصحو من سباته ليصنع تاريخا جميلا وثقافة اساسها الإبداع والتفاني في العمل.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحذاء لوحتي التي فجرّت مكبوتات ريشتي الحذاء لوحتي التي فجرّت مكبوتات ريشتي



GMT 08:04 2021 الأحد ,05 كانون الأول / ديسمبر

إنطلاق مهرجان أيام قرطاج المسرحية في تونس ومصر ضيف شرف

GMT 09:59 2021 السبت ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تونس تدخل موسوعة غينيس بأكبر حذاء في العالم صنع في صفاقس

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 18:47 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الدلو الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:38 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج القوس الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 14:13 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج العقرب الخميس 29 -10 -2020

GMT 14:08 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج العذراء الخميس 29-10-2020

GMT 15:33 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 18:18 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الأسد الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 16:31 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

فرص جيدة واحتفالات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 18:23 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر مع تنافر بين مركور وأورانوس
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia