الأديب والقاص مهند الشهرباني يغازل المرأة بطريقته الخاصة
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

أكد لـ "العرب اليوم" بأنه يرى فيها العطاء والاختلاف

الأديب والقاص مهند الشهرباني يغازل المرأة بطريقته الخاصة

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - الأديب والقاص مهند الشهرباني يغازل المرأة بطريقته الخاصة

الأديب والقاص مهند الشهرباني
بغداد-نجلاء الطائي

يرى في المرأة الحداثة والعطاء والتغيير والاختلاف، مشيرًا إلى بروز أسماء كبيرة، ربما كان لها الأثر الكبير في اختصار المسافات للأجيال الآتية من بعدها، في حين يرى في الأديب المبدع الذي يسخر جلّ ما حوله، لأجل انفجار رغباته وأفكاره وأحلامه السجينة والمختفية داخل أغواره.
 
الأديب والقاص مهند الشهرباني اشتغل بوضوح وهدوء على التجديد المتواصل في كتاباته الشعرية القصصية، وفي زمن إبداعي، أثبت تفرُّده، وتحددت ملامح اتجاهه لديه ولدى المهتمين بتجربته أو مرحلته.
 
وللتعرف أكثر على شخصية الأديب، يذكر الأديب لـ "العرب اليوم"، "أنا مهند الشهرباني في كلّ الأحوال والظروف. ربما تتجاذبني بعض اللحظات لأكون عينا للكاميرا أو أذنا لاقطة في موقف ما ليتغلب الشاعر أو القاص بداخلي على الشخص العادي الذي هو أنا، وفي كلّ الأحوال فإننا جميعا نتاج خلفياتنا الثقافية والاجتماعية والأسرية والميزة الوحيدة التي أسهمت في تكويننا نحن جيل الستينات، هو إننا جيل حروب وانتكاسات على جميع المستويات.
 
وبخصوص أوجاعه التي تمثلت أثناء طي المسافة بين مدينته وغربته، يقول "لن أقول جديدًا فوق ما قيل فأكثرنا يعيش غربته إن كانوا في الداخل أو في الخارج، ولعلّي ما زلت مبتدأ في عالم الغربة، رغم إني قد تركت مدينتي لثمانِية أعوام قبل سفري خارج العراق، وما يوجعني حقاً هو أنّ بلدي وأبناءه يتناسون حقنا في الحياة حين تغلق كلّ الأبواب في وجهنا، فلا مناص لنا غير أن نترك بيوتنا ونحمل ذكرياتنا ونرحل.
 
وأوضح القاص حول كتابه الأول (وطن على بعد امرأة) "كتابي الأول أخذ مني أكثر مما أعطاني، فقد صار لزاما عليّ أن أتحسس خطواتي جيدا قبل أن أسلك أي طريق، بعد أن كنت أمتلك الحق بالخطأ قبل أن يكون لي منجزا مسجلا بإسمي، وهذا العبء يجعلني أفكر طويلًا بمن يسبق اسمه بلقب شاعر أو كاتب فكيف يمكن أن تأتيه الجرأة على حمل هكذا أمانة؟
 
وأضاف "أعطاني هذا الكتاب حق الفرح الذي أحسسته وأنا أراه يتنقل بين أيدي الأصدقاء في العالم، فصارت مكتبات الأصدقاء وطنا له وأكثر ما منحني هو التفاف أسماء رفاق لي ساعدوني في جمعه وترتيبه وتنقيحه بجهد أقل ما يقال عنه إنه مضني؛ بسبب مزاجيتي أولاً ولأني صعب الإرضاء ثانياً، وهذه فرصة جميلة لتقديم شكري لهم، وهم القاصة الرائعة زينب فخري والشاعرة الأنيقة نجوى هدبة، وابن قلبي الشاعر الجميل أحمد كلكَتين.
 
وحول علاقته مع المرأة بخصوص انصاف كل منهما الآخر أفاد الأديب مهند الشهرباني "لا أريد أن أكون مثاليا فيما يخص المرأة، دون أن أنسى ولو لحظة أنها المحرّك الأول لما أكتبه إن كان غزلا أو غضبا أو حنينا، ولكني لا أبحث عن التوافق معها، فنحن ضدّان فيما يخص مشاعرنا أو إبداعنا، فأنا أريد أن أفرض قناعاتي وهي تريد أن تثبت تفوقها العاطفي الذي بالأساس أنا مؤمن به وبعيدا عن الإنصاف فيما بيننا، فأنا أحاول دائما أن أنبّه المرأة بأن تنقل ساحة معركتها إلى بنات جنسها؛ لأن الرجل ليس عدوّاً للمرأة بلّ هي عدوة نفسها وعدوّة أختها وصديقتها وجارتها.
 
وتابع "أريد أن أطيل كثيرا في هذا الموضوع فربما لن تسنح لي فرصة أخرى فعذرًا لك وللقارئ، صادفت كثيرًا من النساء يرددن عبارة كازنزاكي على لسان زوربا "إن الله يغفر كلّ الذنوب والخطايا، إلا أن تترك امرأة تنام وحيدة" الغريب أن من تقول هذا هي امرأة شرقية ترفض حتى كلمة الغزل البريئة فكلمة "ما أجملك" تعدّ إهانة للمرأة الشرقية إذا قيلت لها في الشارع، ولهذا تكثر لدينا العوانس والمطلقات، وهذا لا يعني أن الغرب المنفتح لا يعاني، ولكنه بالمقابل تجاوز كلمة "ما أجملك" إلى كلمة "ما أشهاك" وهذا برأيي تعديا سافرا لطبيعة المرأة التي تحب أن يصل إليها الرجل بطريقة لطيفة وليست فجّة".
 
وأردف الشهرباني "أنا لا أداعب غريزة المرأة، ولكنّي لا أستحي أن أقول لها بأن (الحياة من دونها تنقصها الحياة)، ولا يهمني أن تغضب مني أو تزعل ففي النهاية أنا أرضيت الرجل والشاعر بي دون أن أنتقص منها".
 
ونوه حول العناصر التقليدية للقصة وأهميتها في النصوص الحديثة، مضيفًا "غالبا نتعامل مع القوانين على أنها رادع ولم نتعامل معها على إنها تنظيم للحياة، لهذا يمكن أن نتعامل مع العناصر التقليدية على إنها وضع حدود لعدم اختلاط الأنماط الإبداعية، ولكن دائماً سنجد من يقف في طريق انسيابية العمل الإبداعي بحجة الشروط والقواعد متناسين بأن الكتابة في حدّ ذاتها (واقصد الإبداعية منها) هي كسر لكلّ ما هو متعارف عليه وإعادة بناء اللحظة. لو إننا اكتفينا بما هو متعارف عليه لاكتفينا من الكتابة وصمتنا فنحن دوما نحتاج لطريقة أخرى لقول كلمة "أحبك" مثلاً فأي قانون سيمنعني من إيجاد طريقة أخرى لقولها؟".
 
وأوضح مهند الشهرباني بخصوص الأقرب إليه الشاعر أم القاص، يذكر "يجبرني الموقف الذي أكون فيه على إبراز الشاعر أو القاص في الواجهة، فهناك ما يستوجب قصيدة وهناك ما يستوجب السرد ومع هذا تعجبني آراء كثيرة قيلت لي من أصدقاء أثق بذائقتهم الجمالية، وهذه الآراء تقول بأني أرسم قصة اللحظة بالشعر وهذا يعني باني أجمع بين القاص والشاعر، إضافة إلى الرسم الذي لا أجيده بالفرشاة وأتمنى أن أجيده في الكتابة كما قيل لي، على العموم الأقرب لي هو أن أكتب دون تسميات".
 
وبخصوص كتابة الشعر أو الاستشهاد به في القصة، ومخالفته للقواعد، يوضح "لماذا نصرّ على كلمة قواعد؟ يمكن أن نقول بأن القصة لا تحتمل نصا شعريا في سياقها، ولكن ما الضير من الاستشهاد ببيت شعري أو مقطع منه للتوضيح أو لزيادة الرتم الدرامي للقصة؟
 
وأضاف "في ظل الانشغالات اليومية وصعوبة النشر الورقي، هل أصبح السبيل الوحيد أمام الشهرباني هو النشر الإلكتروني؟".
 
وتابع "هل هو السبيل الوحيد أمامي أنا فقط؟ لكني اؤشر هنا إني مع النشر الورقي رغم صعوبته وتكاليفه، ولكن ليخبرني أصحاب دور النشر كم منهم يهتم بالمادة المنشورة أكثر من اهتمامه بالربح المادي الذي هو من حقهم طبعاً، ولكن ليس إلى هذا الحدّ في تسفيه الشارع الثقافي بمنشوراتهم.
 
وأردف "حين أرى كتابي بيد الأصدقاء أحس بنشوة تفوق عدد التعليقات والإعجاب الذي أحوزها في مواقع التواصل الاجتماعي، وبنفس الوقت وفي ظل صعوبة انتشار المنشور الورقي، ونحن نعيش هذه الحدود التي فرضها علينا تجّار الحرب فاعتقد إن النشر الإلكتروني ليس سبّة ولا انتقاص لجهود الكاتب وهو ليس ترويجا فحسب وإنما مشاركة فاعلة بين الكثير من الثقافات".
 
وختم الأديب الشهرباني بأنه ليس لديه أي طقوس لحظة الكتابة، مضيفًا "ما يسجّل ضدي أني مزاجي وكسول فيما يخص الكتابة والدليل إنّ لقائنا الصحفي هذا تأخر لأكثر من ثلاثة أشهر" ليتمّ "نحن يا عزيزي لا نمتلك ترف الطقوس".

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأديب والقاص مهند الشهرباني يغازل المرأة بطريقته الخاصة الأديب والقاص مهند الشهرباني يغازل المرأة بطريقته الخاصة



GMT 08:04 2021 الأحد ,05 كانون الأول / ديسمبر

إنطلاق مهرجان أيام قرطاج المسرحية في تونس ومصر ضيف شرف

GMT 09:59 2021 السبت ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تونس تدخل موسوعة غينيس بأكبر حذاء في العالم صنع في صفاقس

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 18:22 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 12:53 2014 الثلاثاء ,25 شباط / فبراير

"Facebook messenger" سيكون متاحًا لويندوز فون بعد أسابيع

GMT 11:08 2016 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

وقف الهدر والتبذير..شعار الكويت الجديد

GMT 16:21 2019 الخميس ,27 حزيران / يونيو

اجتماع تقني يجمع مسؤولي منتخبَي مالي وتونس

GMT 11:21 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عقدة حياتو والكامرون

GMT 14:25 2017 الأحد ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

فيلم الرعب "Jigsaw" يحقق 32 ميلون دولار في أسبوع عرضه الأول

GMT 09:26 2017 الخميس ,13 إبريل / نيسان

سوسيج تري كامب السحر الحقيقي للحياة البرية

GMT 20:34 2018 الإثنين ,10 كانون الأول / ديسمبر

"HER" BURBERRY عطر المرأة الجريئة الباحثة عن التميز

GMT 12:54 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

أبسط وأسهل طريقة لاختيار الحجاب الملون بأناقة

GMT 13:37 2012 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

كأس ألمانيا: دورتموند وشتوتغارت وبوخوم إلى ربع النهائي

GMT 03:00 2013 الجمعة ,25 تشرين الأول / أكتوبر

ظاهرة "الإرهاب" كلفت تونس 4 مليارات دينار
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia