علماء يعتقدون إخفاء المشترى أسرارَ تشكُّلِ الكون منذ 45 مليار سنة
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

الذكاء الاصطناعي يؤثر في تفكيرنا بشكل أو بآخر

علماء يعتقدون إخفاء المشترى أسرارَ تشكُّلِ الكون منذ 4.5 مليار سنة

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - علماء يعتقدون إخفاء المشترى أسرارَ تشكُّلِ الكون منذ 4.5 مليار سنة

دخول مسبار جونو الأميركي في مدار حول المشتري
أبوظبي- آن الصافي

بثت وسائل الإعلام قبل أيام أخبار قلة دخول مسبار جونو الأميركي في مدار حول المشتري (موقع بي بي سي بتاريخ 5 تموز/ يوليو 2016)؛ أتى عبر الخبر ما يرجى من هذه الرحلة الفضائية (ويأمل العلماء باستخدام المسبار للتحسس من طبيعة أعماق كوكب المشترى. ويعتقد هؤلاء أن هيكل المشترى وتكوينه الكيمياوي يخفيان أدلة على أسرار تشكل الكون قبل نحو 4 مليارات ونصف المليار سنة).

ما الغاية من دراسة عن تشكل الكون قبل نحو 4 مليارات والنصف مليار سنة؟ ما الذي سيضاف لرصيد الإنسان في العصر الحالي من هذه المعرفة؟ مليارات الدولارات صرفت على هذه الرحلة والدراسات المتعلقة بها هل هناك جدوى اقتصادية من كل ذلك؟ّ هذه الورقة ليست بصدد الإجابة على هذه التساؤلات، بل فقط التوقف عند حدث علمي لإنجاز توصلت إليه البشرية وللمرة الأولى لنضع في ذهننا عملية قوى الإنسان العقلية ومهاراته في التفكير، وكذلك ما صنعه من ذكاء اصطناعي ليحقق إنجازات جديدة ما كانت لتتحقق لولا تضافر العلوم وعمل الإنسان والآلة الذكية.

بعض الأوراق تتحدث عن خطورة الذكاء الاصطناعي وتأثيره على حياة الإنسان وإلغاء دوره حتى نجد صناعة القرار للآلة وليس للإنسان. ليس هذا فحسب بل ذهبت بعض الآراء لخطورة أن تحطم الآلة الذكية الإنسان وحياته من خلال أسلحة وآليات تلغي وجوده في حقول مختلفة. ربما الإسان ذو القوة الخارقة كـ(سوبرمان) الذي أتتنا به هوليود لا وجود له إلا في قصص الخيال العلمي وفنتازيا الحكايات، وأول من حدثنا عنه العقل المفكر نيتشة. والآن نجدنا أمام تفكير الإنسان الإبداعي والعلمي لتحقيق هذه الأسطورة إن جاز التعبير. التقنيات الذكية والآليات المستحدثة في خدمة الإنسان وتحقيق أحلامه تنتج لنا كل يوم ما يدهش عقولنا وتؤثر في تفكيرنا ومسارات الحياة بشكل مباشر أو غير مباشر.

بنظرة سريعة لـ5 مليارات سنة سابقة وحتى اللحظة لعدد سكان الأرض من كل الكائائنات الحية  سنجد حسب السبل المتاحة، هناك كائنات انقرضت وأخرى تخلقت من التزاوج بين كائنات متشابهة أو أخرى أنجبت كائنات بصفات مختلطة في بعض الجينات الوراثية، وبعضها مع الوقت والاختلاط أنتجت كائنات جديدة تمامًا بصسمات جينية تخصها وحدها. هل زاد أم نقص التعداد السكاني البشري على الأرض؟ فلنفترض أن الاجابة الصحيحة هي ازدياد هذا التعداد وكذلك نظرًا إلى التغلب على إشكاليات البيئة والطقس وتوفر سبل التنقل حدث تنوع جيني ما كان متوفرًا في السابق؛ ما قد يزودنا به العلم ونتاج الدراسات الحديثة من عقارات وأجهزة تعطي للإنسان فرص حياة أطول وبصحة أفضل ما أمكن، ليس هذا فقط بل نجد منها ما يسهم في مضاعفة قوى الإنسان البدنية والعقلية. بكل تأكيد  يحدث هذا عبر استغلال مكونات طبيعية وأخرى مصنعة تحقق هذه الغايات.

هل يجوز أن يكون الإنسان حقلا للتجارب للوصول للنتائج المرغوبة؟ قبل الإجابة يتطلب توفر أمور عدة منها: وعي المصنع والباحث عن أهمية مشاريعه وتوفر خام التجريب والتحكم بصفاته، وكذلك يسر وصوله لعينات الاختبار (الإنسان) وإخضاعه للدراسة كما يشاء منذ البدء بتنفيذ مشاريعه وتسجيل القراءات المرادفة ومن ثم الآثار الناجمة ولأجيال لاحقة على الفرد والمجتمع. الإجابة تعتمد على صانع القرار في الحقول المعنية. هناك صناعات وسبل ممنهجة قامت لتحقيق هذا الهدف ورضحت لها مجتمعات ودول وأنظمة في بوعي أو دون وعي من قبل عينات الاختبار عما يُفعل بها ويدور في فلك حياتها.

ابتدعت آلية البطاقات الرقمية الذكية التي عن طريقها تتوفر جميع التفاصيل عن كل فرد على كوكب الأرض. هنا يدرج كل شيء يعكس هوية كل فرد: تاريخ الميلاد، والمسكن، والمهنة، والصحة والعادات الغذائية والأوضاع الإجتماعية والثقافية والهوايات ... إلخ، أي تتوفر تفاصيل تتعلق بمعلومات عن الماضي والحاضر، وما ينوى الفرد فعله في المستقبل أيضًا مع الاحتمالات الممكنة وغير الممكنة. ظاهر الأمر مغرٍ جدا للأهداف من هذه البطاقات، تتعلق بالنواحي الأمنية وتوفير جودة الخدمات في كل الحقول وكذلك تقديم ما هو أفضل في كل وقت. بالطبع هذه الفوائد تغري الفرد والمجتمع وصناع القرار.

الاقتصاد يترتب عليه صناعة مزاجيات وعادات بعينها والترغيب بأساليب حياة مواكبة. لنرى الاقتصاد بهذه الحالة يشكل قوى داعمة يطمع بها كل من يعرف قيمة قراءاته وتوجهه ومكامن قوته؛ لذا وبكل بساطة نجد انعقاد اتفاقات وشراكات وتبادل مصالح على نطاق الأفراد والمؤسسات والدول. بالطبع يؤثر في هذه المنظومات سياسات وأسس تضعها السلطة بشكل ييسر التوجهات المرغوبة. مراكز الخبرات والدراسات والأبحاث تقدم التقارير المتخصصة، بعضها يوظف ويقدم بصياغات تعكس رأي أصحاب القرار بها واستراتيجيات توجه المتلقي حيث مشيئتهم.

هل نحن بصفتنا أفراد ومجتمعات نقع تحت هذه الهيمنة والرقابة والتوجيه؟ بصيغة أخرى لنضع السؤال بشكل أكثر بساطة: هل نحن بصفتنا أفراد ومجتمعات ودول في مضمار حقل التجارب والاستهداف لتوجه ما؟ لنرى حقل الرعاية الصحية والعقارات التي تُصنع لعلاج الأمراض التي تتعرض لها النباتات والحيوانات والإنسان، مما تُصنع؟ من يصنعها؟ أين وكيف يروج لها؟ ما هي الفئات المستهدفة؟ بالقدر ذاته لننظر لعالم صناعة الإعلام، والسلاح، و... كل الحقول الخدمية التي تصنع أو تؤثر في صناعة المال وعوالم السلطة. ربما نيتشة هذه اللحظة في عالم الصمت المطبق، ولكن هل ما زالت ثرثرته تستقرئ مسيرة الإنسان المعاصر؟

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

علماء يعتقدون إخفاء المشترى أسرارَ تشكُّلِ الكون منذ 45 مليار سنة علماء يعتقدون إخفاء المشترى أسرارَ تشكُّلِ الكون منذ 45 مليار سنة



GMT 08:04 2021 الأحد ,05 كانون الأول / ديسمبر

إنطلاق مهرجان أيام قرطاج المسرحية في تونس ومصر ضيف شرف

GMT 09:59 2021 السبت ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تونس تدخل موسوعة غينيس بأكبر حذاء في العالم صنع في صفاقس

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك

GMT 09:45 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

20 عبارة مثيرة ليصبح زوجكِ مجنونًا بكِ

GMT 16:52 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية السنة اجواء ايجابية

GMT 15:26 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 07:09 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:36 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النشاط والثقة يسيطران عليك خلال هذا الشهر

GMT 17:29 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia