ديفيد هوكني يقدم أعماله متأثرًا بأشعة الشمس المبهجة
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

أدخل عالم الفن الرفيع إلى تصوير الحياة المنزلية

ديفيد هوكني يقدم أعماله متأثرًا بأشعة الشمس المبهجة

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - ديفيد هوكني يقدم أعماله متأثرًا بأشعة الشمس المبهجة

من أعمال الفنان الشاب ديفيد هوكني
لوس أنجلوس ـ رولا عيسى

قدم الفنان الشاب ديفيد هوكني، أعماله في ستينيات القرن الماضي، متأثرا بأشعة الشمس المبهجة والحماس المتزايد في الساحل الغربي، فأدخل عالم الفن الرفيع إلى تصوير الحياة المنزلية المبهجة في لوس أنجلوس. وكان مبهورا بالمنازل الحديثة التي تحتوي على  حمامات سباحة في الفناء الخلفي والمروج مع الرشاشات، كان كل هذا غير معتاد للفنان الذي نشأ في أمطار انجلترا، وقد بلورت لوحاته صور جوهرية للوس أنجلوس في الثقافة الشعبية، على الرغم من فشلها في التقاط الصورة بأكملها.

ويأتي الآن عمل راميرو غوميز، وهو رسام شاب من لوس أنجلوس ولد في كاليفورنيا لوالدين مهاجرين مكسيكيين غير موثقين (حصلوا منذ ذلك الحين على الجنسية القانونية)، في عام 2014، استنسخ لوحة "الرذاذ الضخم" لهوكني، لوحة لفناء خلفي بلوس أنجلوس وعلى مقربة منه منصة غطس، في إشارة ضمنية للحياة المشرقة بجانب رذاذ المياه، وأسمى غوميز نسخته "بلا رذاذ"، وأضاف الشخصيات الضمنية، ليس الغواص، ولكن زوج من العمال مجهولي الهوية، ذوي جلود داكنة ينظفان المياه من الشوائب، ويمسحان النوافذ التي ترتفع من أرض المنزل إلى سقفه.

 وباستخدام نفس التقنية، حول بعد ذلك لوحة هوكني "الجامعين الأميركيين" إلى "البستانيين الأميركيين"، و"ربة بيت بيفرلي هيلز" إلى "خادمة منزل بيفرلي هيلز"، محولا بذلك التركيز في لوحات هوكني على الفخامة الجنوبية في كاليفورنيا، إلى الانتباه إلى أولئك الذين يلزم عملهم للحفاظ على تلك الفخامة.

وقال غوميز في الاستوديو المشمس الحار الذي يمتلكه في لوس أنجلوس، مستلقيا عل كرسي فخم وبقع من الطلاء الجاف على ملابسه، "لقد سئلت عما إذا كنت أملأ الفجوة التي تركها ديفيد هوكني، أو التي تركها تاريخ الفن نفسه"، وأضاف "أقوم بالاثنين على حد سواء، إنها وسيلة للتوسع في عمل ديفيد وزيادة الوعي بقصوره، وفي نفس الوقت أتعرض لتمثيل  تلك الطبقات في تاريخ الفن وتضمينهم"، ويشير إلى أعمال الفنانين مثل كيري جيمس مارشال، أو لوس فور وأسكو من جماعات ناشطين تشيكانو في لوس أنجلوس باعتبارهم أسلافه.

وأدرك غوميز هذا القصورعن قرب للغاية، إذ يعمل والداه في حراسة المنازل وقيادة الشاحنات، بينما كان هو نفسه يعمل مربيا للأطفال بالمنازل في ويست هوليوود في أوائل العشرينيات من عمره، كان يمثل حمام سباحة بالفناء الخلفي والأبواب الزجاجية المنزلقة رؤية هوكني للوس أنجلوس، بينما رأى غوميز حدوث تبادل نوبات مرتين يوميا: في الصباح، فإن السكان البيض في الغالب سيخرجون من تلال هوليوود، كما أن المساعدين المستأجرين الذين في الغالب بشرتهم بينة سيصلون، يلتزم الرجال والنساء اللاتينيون الذين يشبهون أعمامه وخالاته بدقة بالتسلسل الهرمي غير المكتوب، فعلى عكس غوميز، فإن الرجال الذين جاءوا إلى المنزل بانتظام لتنظيف حمام السباحة وتقليم الحديقة ممنوع عنهم وضع قدمهم داخل المنزل، والنساء اللواتي ينظفن داخل المنزل لن يستخدمن المطبخ أبدا لشيء بسيط مثل الحصول على كوب من الماء. وفي الخامسة مساء، سيخرجون من التلال مع حدوث التبادل الثاني.

وإذ لاحظ غوميز الغياب الواضح لأي لوحات مكرسة لهؤلاء الأشخاص، فقرر صنعها بنفسه (قبل أن يصبح مربيا بدوام كامل، كان قد درس بمعهد كاليفورنيا للفنون لمدة عام، وتركه بعد نضاله للحصول على التمويل، وموت جدته جعل كل شيء أكثر تعقيدا).

وقال المنسق المشارك لمتحف لوس أنجلوس للفنون " بيلار تومكينز ريفاس": "إن أسلوبه محدد تماما: أسلوب فضفاض، إيمائي، ويعمد إلى استخدام تقنية منخفضة إلى حد ما". ويشارك غوميز بأعماله في عرضين متزامنين، حيث كلا العرضين مشاركين في باسيفيك ستاندرد تايم، وهي مبادرة غيتي التي تركز هذا العام على الأميركيين اللاتينيين والفن في أميركا اللاتينية، وأضاف تومكينز ريفاس "إن هذه المبادرة هي فرصة هائلة للفن الأميركي اللاتيني لتحقيق مستوى أكبر من العرض والرؤية"، "تاريخيا، شهدنا معارض رئيسية متقطعة تركز على الفن الأميركي اللاتيني أو أميركا اللاتينية، ولكن بعد ذلك قد تمر سنوات بدون بدء مشروع هام آخر، لا سيما في أكبر المؤسسات الرئيسية في المدينة".

ورُسمت أعماله مباشرة على صفحات ممزقة من المجلات، أدخل فيها عمال المنازل ذوي البشرة الداكنة، تصورهم اللوحات يقفون في غرفة الطعام، بينما تجلس أسرة بيضاء تتناول العشاء؛ يطاردون الأطفال البيض تحت طاولات القهوة في غرف المعيشة الفخمة؛ يربطون أشرطة محافظهم بينما ينتظرون بفارغ الصبر الحصول على رواتبهم، والعناوين أكثر تحديدا: (داليا، أو داليا تعد العشاء، أو تعليمات ل داليا، على سبيل المثال، كانت قصة لخادمة منزل لم تتمكن مرة واحدة من الذهاب للعمل واستبدلت في اليوم التالي مباشرة).

وعلى غرار هوكني يرسم غوميز باستخدام الاكريليك، على الرغم من أن نهجه يعتمد على الاستكشاف وتحقيق ما يريد بأي وسيلة، قبل أن يرسم أول استنساخ لهوكني على قطعة من الخشب قام برسمها على الورق المقوى، أتى معظمها من القمامة، وقد حول هذه الصناديق الكبيرة التي تم التخلص منها إلى نماذج بالحجم الطبيعي للمحركات والخدم والمربيات والبستانيين ووزعها في جميع أنحاء بيفرلي هيلز ومروج ويست هوليوود والملاعب وزوايا الشوارع. وبعد ذلك تعرضوا للسرقة أو للتجاهل أوللتدمير، لكن بقاياهم، وهي صور فوتوغرافية كبيرة ومربعة الشكل، هم موضوع معرض غوميز الآخر، الذي نُفذ بمعرض تشارلي جيمس في مكتبة ويست هوليوود.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ديفيد هوكني يقدم أعماله متأثرًا بأشعة الشمس المبهجة ديفيد هوكني يقدم أعماله متأثرًا بأشعة الشمس المبهجة



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك

GMT 09:45 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

20 عبارة مثيرة ليصبح زوجكِ مجنونًا بكِ

GMT 16:52 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية السنة اجواء ايجابية

GMT 15:26 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 07:09 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:36 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النشاط والثقة يسيطران عليك خلال هذا الشهر

GMT 17:29 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر

GMT 02:37 2015 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي علي أجود أنواع البلسم الطبيعي للشعر المصبوغ

GMT 02:12 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

سيرين عبد النور تتألق بالبيج والنبيتي من لبنان

GMT 06:35 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك نجاحات مميزة خلال هذا الشهر

GMT 16:23 2019 الإثنين ,10 حزيران / يونيو

تعرف على المطاعم في العاصمة الكينية "نيروبي"

GMT 18:51 2019 الجمعة ,28 حزيران / يونيو

السمك يحمي صغيرك من الإكزيما
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia