طفلة سورية تعزف لحن الأمل على أوتار الكمان ببراعة
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

تحلم بأن تكون تحت بقعة ضوء مسرح عالمي

طفلة سورية تعزف "لحن الأمل" على أوتار "الكمان" ببراعة

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - طفلة سورية تعزف "لحن الأمل" على أوتار "الكمان" ببراعة

آلة الكمان
دمشق - تونس اليوم

يرسم الأطفال السوريون دائماً الطريق نحو باب أمل لمستقبل أفضل من الواقع المرير الذي تعيشه سوريا في ظل الحصار والحرب، وأحيانا تكون الموهبة مفتاحاً لهذا الباب، هذا ما حدث مع الطفلة المتألقة سلمى الناصوري، عندما مسكت آلة الكمان، للمرة الأولى، بعد 3 سنوات من ولادتها ضمن عائلة موسيقية في ريف مدينة اللاذقية على الساحل السوري، لتبهر كل من حولها بإبداع تحلم من خلاله أن تكون في يوم من الأيام تحت بقعة ضوء مسرح عالمي يملؤه الجمهور، بالرغم من صعوبة الظروف التي عاشتها سلمى، التي لم تتجاوز الآن الـ11 من عمرها، قالت: "كانت لحظة البداية بعمر الـ3 سنوات عندما رأيت أخي يعزف على آلة العود".

وأضافت "لاحظت أمي أني أبدي اهتماماً كبيراً بمشاهدته، فكانت الدافع الأكبر لي كي أسير على طريق الفن"، موضحة: "أذكر في ذلك الوقت، عندما وصلت إلى معهد موسيقي يدرس فيه أخي، رأيت الكمان، وهنا كانت بداية قصة عشقي لهذه الآلة".وتتابع، "في معهد ريفي بقرية تبعد عن مكان إقامتي قرابة 15 كم، أذهب إليه 3 مرات أسبوعياً، حلمت بأن أكون نجمةً في أحد المسارح العالمية.. حلم أجد أمي حارسة له بتشجيع منقطع النظير، يرافقه اجتهاد شخصي مني".

وتكمل سلمى قائلة: "تمحورت الصعوبة الأكبر بتعرضي للتنمر، من بعض الأشخاص المحيطين بي، وخصوصاً إذا ارتكبت أخطاء أثناء العزف، ولكن في نفس الوقت كان ذلك دافعاً أكبر لنجاحي، وكانت النتيجة هي وقوفهم وتصفيقهم لي مرتين، الآولى خلال حفل "الأيقونة السورية"، والثانية عندما أصبحت رائدةً بعزف الكمان على مستوى المدينة... ليس فقط هذا، الآن يطلبون مني، هم نفسهم، أن أعزف لهم".

وهذا ما أكدته والدة سلمى، عروبة دغمان، بالقول: "بطبيعة الحال الموسيقى ليست من اهتمامات الكثيرين وخاصةً ضمن مجتمعنا الريفي الذي كنا فيه، وكما يوجد من يشجع، يوجد من يتنمر، ليس عليها فقط، بل أنا تعرضت للتنمر "باستخفاف" المجال الفني الذي دعمت ابنتي به، فكنت أسمع دائماً هذا الحديث، (لماذا الموسيقى؟؟ ماذا تفيد الموسيقى؟ هناك أمور أهم)، كنت أغلق أذناي، وأستمتع بنجاح ابنتي، وخصوصاً أني أحب الموسيقى... فكانت تأتي سلمى وتشكو لي، وأنا أجيبها بكلمة (استمري ولا يهمك)".

وأضافت والدة سلمى: "كان لدي آلة نفخية قديمة، تشبه بمفاتيحها البيانو، وتدعى "الموليديكا"، وكنت دائماً أسمع الموسيقى وأعزف... في ذلك الوقت كان لدي طفلان ترعرعا ضمن أجواء تحيط بها الموسيقى، وبدأت الخيوط الأولى من أخيها".وتنوه الأم عروبة إلى أن سلمى بحكم عمرها الصغير في سن الـ3 والـ4، لم تستطع تركها لوحدها في المنزل عندما كانت توصل أخاها إلى المعهد الموسيقي، "ولكن الغريب كان بمطالبتها هي بالذهاب.. تسألني يومياً، متى نذهب إلى المعهد".

وتتابع، "عندما كانت سلمى تصل إلى المعهد، تتركني وتذهب إلى قسم آلة الكمان لرؤية الطلاب هناك"، قائلة: "كنت ألاحظ شعواً كبيراً بالسعادة ينتابها وهي تنظر إلى الطلاب الذين يعزفون على الكمان، حتى جاءني أحد أساتذة الموسيقى في المعهد وقال لي: "هذه النظرة وراءها موهبة"... في نفس اليوم طلبت مني سلمى الكمان، وقمت بشراء أصغر قياس ليتناسب وحجم أصابع فتاة لم تتجاوز، آنذاك، الـ5 من عمرها".
وتستطرد، "بعد فترة قال لي أستاذها في المعهد "إن سلمى تتعلم بسرعة أكبر من ذوي جيلها، وسأنقلها لمستوى أعلى"، ولكن ما لم يكن بالحسبان هو أنه عندما دخلت سلمى إلى المدرسة، أصبحت تبدي الموسيقى على واجباتها الدراسية، فلم يكن مني إلا أن أحدد لها مدةً معينةً في اليوم لا تتجاوز الساعتين، أستمتع بها، بسماع المعزوفات التي كانت تتدرب عليها".

نقطة التحول
وتقول الأم عروبة: "انتقلنا من الريف إلى المدينة، وعلى الفور قمت بتسجيل سلمى بأحد المعاهد ذات المستويات العالية في مجال الموسيقى، حتى أن هناك من لامني مجدداً، لاعتقادهم أن سلمى لن تستطيع التأقلم والنجاح بسبب وجود خامات على درجة عالية من الخبرة، وكما قبل، أغلقت أذناي".
وتضيف، "ما حدث أن ذلك كله كان سبباً في اجتهاد غير عادي من سلمى من أجل اللحاق بهم، وجاءت نتيجة هذا الاجتهاد أني تلقيت أسعد مفاجأة في حياتي، تتمحور بأن يتم اختيارها، وبعمر الـ8 فقط، ومن بين الجميع في المعهد، كأصغر عازفة، للمشاركة بحفل "الأيقونة السورية" المقام برعاية نقابة الفنانين.
وتكمل، "وبعد أشهر قليلة، تقدمت سلمى لمسابقة الرواد السوريين وحصلت على الريادة بمدينة اللاذقية، رغم كل الظروف الصعبة التي عشناها"، مشيرة إلى أن سلمى أصبحت تعزف (سماعي) في البيت، دون أن تستخدم (النوتة)، مؤكدة أنها "وصلت لمرحلة لم تعد حتى بحاجة بها إلى تشجيع".

الحلم
وختمت سلمى تصريحاتها عن أهدافها، "أدرس أربع لغات، فبالإضافة إلى لغتي الأم العربية، أتعلم الروسية والألمانية والفرنسية والإنجليزية، وأريد أن أغني، وأكمل الطريق نحو المسرح، وفي نفس الوقت لن أترك الدراسة، ولكني لم أخطط بعد لاختصاصي في الجامعة، فالمشوار ما زال طويلاً".أما والدتها عروبة، وببعض الجمل المملوءة بالفخر والأمل أنحت تصريحاتها عن اكتشاف جديد وجدته في طفلتها ألا وهو "الصوت الجميل"، وتقول: اكتشفت أن صوتها جميل جداً، أسمعها في بعض الأحيان تغني وبشكل منفرد عن العزف، سأكون سعيدةً إن رأيتها تعزف وتغني... سأستمر بتشجيعها على الموسيقى حتى أوصلها للمكان الصحيح، وبعد عمر الـ18 عاماً، ستكون على قدر عالي من الوعي يمكنها من اتخاذ قرارها، ولن أقف في أي طريق تختاره لا دراسيا، ولا مهنيا... حتى لو كان خيارها السفر".

قد يهمك ايضا 

بدء مهرجان "أسبوع سيرغي يسينين" في "ريزان" الروسية احتفاءّ بالذكرى 125 لميلاد الشاعر

فنان بريطاني يأمل في جمع المال لأعمال خيرية بلوحة من القماش

 

 

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طفلة سورية تعزف لحن الأمل على أوتار الكمان ببراعة طفلة سورية تعزف لحن الأمل على أوتار الكمان ببراعة



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:16 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج القوس الخميس29-10-2020

GMT 16:15 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النزاعات والخلافات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 18:26 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الميزان الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 10:44 2013 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

شرش الزلّوع منشط جنسي يغني عن الفياغرا

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 03:04 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار مبتكرة لجعل مداخل المنازل أكثر جاذبية

GMT 11:39 2021 الإثنين ,27 أيلول / سبتمبر

القبض علي عملية هجرة غير شرعية في سواحل صفاقس
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia