ناجي محمد الإمام يكشف عن مشروعه الثقافي الجديد لموريتانيا
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

أكد لـ"العرب اليوم" أنه يحلم بالوحدة العربية

ناجي محمد الإمام يكشف عن مشروعه الثقافي الجديد لموريتانيا

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - ناجي محمد الإمام يكشف عن مشروعه الثقافي الجديد لموريتانيا

الشاعر والأديب الموريتاني ناجي محمد الإمام
نواكشوط - الشيخ بكاي

الشاعر والأديب والسياسي الموريتاني ناجي محمد الامام شخصية موريتانية بارزة في البلد ومعروف في عالم عربي أطلق عليه بعض أدبائه "متنبي موريتانيا".. كتب الشعر ومارس السياسة وخبر المعتقلات والمنافي

خص ناجي "العرب اليوم"  بمقابلة تناولت الأدب والسياسة و"ثقافة السلطة"، و"السلطة والثقافة"، وعلاقات الشاعر بالأحزاب الحاكمة، ونظرته إلى الساحة الثقافية والأدب في بلاده..
في بداية اللقاء قدم ناجي نفسه بأنه " كاتب يحاول أن يكتب بشكل مختلف للناس عن الناس والعدل والحب يمارس الحلم اليقظ بالثورة والوحدة العربية و الخبز والدفاتر الملونة والملابس الجديدة لأطفال البسطاء.. "

وقال إنه يخوض منذ ثلاثين عاما "تجربة استصحاب واستبطان جملة من الرؤى التي تريد للثقافة أن تكون تعبيرا عن الحضارة الإنسية المكتملة، أي هذا السلك الناظم   
الذي يبدأ بطريقة إمساك الصبية الفرنسية بالملعقة عندما تحرك مكعب السكر في الفنجان. والحركة المتوارثة لرد البيضانية "طرفها" لستر خصلات مرسلة عَمدا من  غرتها الأثيثة وهي "ترد" بخفر على" سلام" مختزل؛ ولاينتهي بلوحة بيكاسو عن "الغرنيقة" بل يتجاوزها إلى طقوس "البانتو" و رقص دراويش مولانا الرومي وشاهنامة الفردوسي و عمارة "الأينكا" وأنصاب حمَير و"تيدنيت" أهل آوليل و أبتهالات كهنة الطاوية أمام معبد السلام السماوي".

 ولا تعجب الساحات القافية الشاعر فالساحة الثقافية العربية في رأيه " بلقع، بعد سقوط  بغداد، وخراب طرابلس، و حصار دمشق، واصفرار عشب تونس، وتكلس القاهرة"..

أما في بلاد التي ا"لق عليها بلاد "اللون الباهت" فهو يبدو أكثر تشاؤما حيث يقول إنه  "لا ساحة ولا ميدان، لأن الذي كان فيه الشعر يسمى الزرائب، وانتهت هذه مع حرائق القيم التي اندلعت في "أسباب " وأوتاد الخيمة وبقي "الرثاء" لحالنا.. والتأويل".

وينطر ناجي إلى علاقة الثقافة بالسلطة هكذا: "لم أعرف منذ وعيت علاقة بين الاثنين فقد ظلت السلطة تمارس تسلطها والثقافة تلعق ما بقي من حذائها إلى أن أكلتْ بثديها وتلاشت من حيث هي قيمة، و بقي اسم يطلق على كل عاهة مستديمة لانتفاء الحاجة إلى تحديد ماهيته"

أما السلطة والثقافة فالعلاقة بينهما تتخذ منحيين:  "في العالم الثالث للسلطة مع الثقافة مقاربتان: أوسعهما انتشارا أن تعتبر الثقافة ملهاة  كالرياضة، ضرورية لشغل الناس ولاسيما الشباب و الملتاثين بالتعلم عن السينيْن (السلطة والسياسة) ومن أجل هذه المهمة تبذل النفقات الكثيرة في مظاهرها دون جواهرها فتكثر المسارح والأجواق و الطباعة والنشر ودورالسينما والمهرجانات والنوادي والحذر من المضامين الكبرى..

والمقاربة الثانية وهي الأرقى : تحقيق الهدف الإنمائي بوضع خطط طموحة وفق "مفهوم ثقافة التنمية" التي هي تصور نهضوي بديل لمفهوم "تنمية الثقافة" الماضوي الإتباعي العقيم

تميز الموريتانيون قبل قيام الدولة بثقافة نخبوية عالمة مناقضة للتصنيف الذي درج عليه التعريف الكوني بأن البادية بيئة جهل والحضر بيئة علم.. أما اليوم فلا أعلم لهم ميزة"..

يعتبر ناجي محمد الإمام أحد أبرز الآباء المؤسسين لاتحاد الأدباء الموريتانيين غير أنه الآن خارج هذا الاتحاد. وحينما تسأله عن السبب يكتفي بالقول: "الاتحاد القائم احترم من فيه، ولست معننيا به فأنا أنتمي لتيار الابداع الذي يقيم تحت التأسيس الاتحاد العام لأدباء موريتانيا الذي سيرى النور قريبا بحول الله ويحمل مشروعا حداثيا نهضويا يفضل الإفصاح عنه في حينه".
يتحدث ناجي من دون تحفظ عن الحركة الأدبية في البلاد   فيصف الرواية الموريتانية بأنها

"ما زالت تحبو"، وإن اعترف بأن السرد " واعد من خلال قامات موسى ولد ابنو  والمختار السالم".. ويقول إن له شخصيا " ثلاث روايات قدمت للطباعة منذ مدة لكن عقبات تحول دون اتمام ذلك نرجو أن تذلل قريبا أو نبحث عن ناشر بديل".

وحول الأجيال الصاعدة يقول ناجي " لا أحب النصائح الأبوية في الحقل الابداعي ولكنني أرى أن الحداثة لم يمكن لها مما جعل متأدبينا يجترون نماذج ماضوية أضحت من اللقى المتحفية إن صلحت".
وهو ينتقد أيضا "غياب النقد الذي تطارده الذاتية و الزبونية و الشللية التي تعبتر كل نقد لنص مساسا بقائله و هذا في أس ما نحن مبتلون به في هذا البلد".

ويتحدث ناجي عن مصاعب تواجه الحركة  فيقول :" الطباعة والنشر عقبتان بالغتا الصعوبة، وبدونهما لا حراك.. وهنا يذكر الاخ كابر هاشم  ذكر الحمد والشكر.. كابر هو الذي طبع ونشر منتوج الادباء باسم وتمويل الاتحاد أيام كان رئيسا له"..

وحول الظروف التي أطلق فيها عليه أدباء عرب اسم متنبي موريتانيا يقول ناجي: " في الثمانينيات استدعيت لمهرجان الحرية الشعري في سبها بليبيا و حضرتها أسماء الشعر الأكثر لمعانا، و فوجئت بهم يصدرون ملتمسا يلقبني متنبي شنقيط.. وبالمناسبة كانت لي كلمة قلت فيها إنني أعتز بمالئ الدنيا وشاغل الناس ولكنني لا أمدح ولا أذم .. (للمرجعية مجلة الثقافة العربية المحكمة عدد6 لسنة  1987)".

مارس ناجي السياسة في مراحل مختلفة من حياته وعرف السجون في سبيل قناعاته وحول ذلك يقول: " أنا أحمل الهم السياسي في مسامي منذ السنة الخامسة الابتدائية سنة اعتقالي الاول زلت..
دخلت معتركها فاعلا و منفعلا منذ الثمانينيات وساهمت في ميلاد وتشكل عدة حركات و أحزاب سرية وعلنية آخرها الحزب الموسوم بالاتحاد من أجل الجمهورية الذي وضعت اللمسات الأولى على ميلاده صحبة من لايزيد عددهم على أصابع اليد وتقلدت موقعا قياديا فيه لمدة سنة تقريبا.. أما مستقبلاٌ فالآفاق مفتوحة..

ويضيف: "عرفت بحمد الله السجون السياسية داخليا وخارجيا بمساعي داخلية و تمرست على المنافي وحاولت أن أتأقلم مع الحلول التوفيقية التعددية التي يقيمها المحيطون بالأحكام منذ الحزب الجمهوري وقبله حزب الشعب مررورا ب"عادل" و"الإتحاد"  فكانت متشابهة تشابه الأوراق في الغابات .. كانت تجمع فلول الحركات السياسية والمتسلقين واللامنتمين فيتبادلون اللكمات تحت الاحزمة  ويششتبكون  في ظل القادة للظفر برضاهم و عندما يتبدل الطقس تعود حليمة إلى عادتها القديمة وذلك ما يفسر تبديل الجلود وتبادل المواقع والتوالد المرضي للظاهرة التي أضحت طبيعة ثانية ..من هنا الرد على سؤالك عن سبب الابتعاد : لقد ابتعدتُ كما تعلم بنفس الطريقة عن الجمهوري في سنته الأولى، و "عادل" لم يكمل لبن سنة ...وللحديث عن ما بقي وقته إن كان في العمر بقية".
 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ناجي محمد الإمام يكشف عن مشروعه الثقافي الجديد لموريتانيا ناجي محمد الإمام يكشف عن مشروعه الثقافي الجديد لموريتانيا



GMT 08:04 2021 الأحد ,05 كانون الأول / ديسمبر

إنطلاق مهرجان أيام قرطاج المسرحية في تونس ومصر ضيف شرف

GMT 09:59 2021 السبت ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تونس تدخل موسوعة غينيس بأكبر حذاء في العالم صنع في صفاقس

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 00:00 2016 الخميس ,22 كانون الأول / ديسمبر

عليك النظر إلى المستقبل البعيد واختيار الأنسب لتطلعاتك

GMT 04:00 2018 الثلاثاء ,03 تموز / يوليو

مستقبل إردوغان

GMT 13:21 2021 الخميس ,22 إبريل / نيسان

عملاق صيني للطرق الوعرة سيظهر العام الجاري

GMT 11:08 2021 السبت ,05 حزيران / يونيو

شركة كيا تكشف عن النسخة الأحدث من طراز K5

GMT 12:43 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة شخص وإصابة 2 بتصادم 3 سيارات في دبي

GMT 06:02 2012 الإثنين ,31 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق تعاون بين الأردن والكويت

GMT 12:58 2017 الإثنين ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

آلات قطر الإعلامية والدينية.. والتحريض على مصر وجيشها

GMT 07:04 2021 الجمعة ,29 تشرين الأول / أكتوبر

كثرة التنقل

GMT 10:23 2021 الأربعاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

أفكار بسيطة لإضافة لمسة بوهيمية جذابة إلى منزلك

GMT 13:38 2013 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

أسوأ إطلالات المشاهير لعام 2013
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia