كشف أسرار ميناء الإمبراطورية الرومانية القديمة كورينث
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

ضمن سلسلة من الحفريات الفاخرة والمذهلة تحت الماء

كشف أسرار ميناء الإمبراطورية الرومانية القديمة "كورينث"

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - كشف أسرار ميناء الإمبراطورية الرومانية القديمة "كورينث"

ميناء الإمبراطورية الرومانية القديمة
بوخارست ـ عادل سلامه

كشفت أخيرًا أسرار ميناء الإمبراطورية الرومانية القديمة والفاخرة "كورينث" في سلسلة من الحفريات تحت الماء، حيث لاحظ علماء الآثار أدلة على هندسة واسعة النطاق في ميناء ليشيون، الذي دُمر معظمه في القرن السادس أو أوائل القرن السابع الميلادي بسبب زلزال هائل. وقد تم العثور على الأساسات الخشبية المحفوظة بشكل جيد في الموقع، فضلا عن مجموعة من القطع الأثرية الرومانية بما في ذلك خطوط الصيد والسنانير والبكرات الخشبية والسيراميك المستورد من تونس وتركيا.

كشف أسرار ميناء الإمبراطورية الرومانية القديمة كورينث

وتساعد هذه الاكتشافات، الباحثين على فهم البنية التحتية والتخطيط للميناء القديم الذي ازدهر مع التجارة البحرية منذ آلاف السنين، واستغلت كورينث، التي تقع على بعد حوالي ميلين (3 كم) من البحر في اليونان، موقعها من خلال بناء مدينتي الميناء - ليشيون على خليج كورينتيان إلى الغرب، و كينكريي على خليج سارونيك إلى الشرق، وربطت تلك الموانئ المدينة القديمة بمجموعة من شبكات التجارة المتوسطية، مما ساعدها على أن تصبح واحدة من أقوى المدن والأثرياء في المنطقة من القرنين الأول إلى السابع الميلادي.

ووجد الفريق أنه تم استخدام كتل حجرية كبيرة بطول 5 أطنان لفصل الأحواض داخل الميناء، وأن الهياكل الخشبية كانت تستخدم كأساس للمساعدة في وضع الألواح في مكانها، وهو مثال على الهندسة المعقدة الواسعة النطاق، وتعني المواد العضوية الحساسة المحفوظة تحت قرون من الرواسب، أنّ البذور والعظام وجزء من بكرة خشبية، وقطع من الخشب المنحوت تم حفرها مع القليل من علامة على الاضمحلال، كما اكتشفوا أن السيراميك المستخدم لنقل البضائع التجارية في المدينة جاء من إيطاليا وتونس وتركيا. وكشفت عينات الرواسب ومسح الطائرات بدون طيار للمنطقة عن حوض جديد للميناء غاب عنه الباحثون في السابق، في حين تساعد تحاليل الحمض النووي الباحثين على فهم أفضل للحياة النباتية التي كانت تحاط بالميناء في ذلك الوقت.

ويأمل العلماء معا في استخدام البحث لمعرفة كيف تغيرت ليشيون في فترات زمنية مختلفة. في حين قام الرومان بتدنيس ليشيون أثناء غزو اليونان في عام 146 قبل الميلاد، أعاد يوليوس قيصر بناء مركز التجارة في عام 44 قبل الميلاد، مبشرا بعدة قرون من الازدهار، وبعد وقوع زلزال ضرب الميناء في القرن السادس أو السابع الميلادي، تم هجره وغمره لعدة قرون بالرواسب، مما ساعد على الحفاظ تماما على الخشب والمواد العضوية الأخرى في الموقع. وقد تركت الأطلال بعيدا حتى بدأ مشروع حفريات ميناء ليشيون في عام 2015، وإن هذا المشروع هو تعاون بين إدارة إفورات للآثار الموجودة تحت الماء التابعة لوزارة الثقافة في اليونان، وجامعة كوبنهاغن، والمعهد الدنماركي في أثينا. وعلى مدى عامين من البحث، وجد الفريق أن ليشيون كان مرفأ مركب تغير جذريا مع مرور الوقت.

كشف أسرار ميناء الإمبراطورية الرومانية القديمة كورينث

وخلال القرن الأول الميلادي، كان لدى ليشيون ميناء داخلي بقياس 24,500 متر مربع (260,000 قدم مربع) الذي أدى إلى ميناء خارجي كبير من بقياس 40,000 متر مربع (430,000 قدم مربع). كانت الكتل الحجرية تزن خمسة أطنان تتكون من أرصفة وممرات كبيرة، مع مرفأ واحد يبلغ طوله 45 مترا (150 قدم) واتساعه 18 مترا (60 قدما)، وهناك عدد من المعالم الضخمة، مثل المنارة التي تم تصويرها على عملات ليشيون، بما في ذلك مبنى غامض على جزيرة قريبة يمكن أن يكون ملاذا دينيا أو قاعدة لتمثال كبير، وقال غاي ساندرز، الذي قاد الحفريات في كورينث: "تم تدمير النصب التذكاري للجزيرة بسبب زلزال في الفترة ما بين عامي 50 و 125 ميلادية، قد يكون هذا أول دليل على زلزال في حوالي عام  70 ميلادي تحت حكم الإمبراطور فيسباسيان المذكور في المصادر الأدبية القديمة"، وتظهر الهياكل الخشبية المحفوظة في الرواسب أن الميناء قد شيد باستخدام قيسونات خشبية وبيلينغز تستخدم كأساس. فالأخشاب والمواد العضوية الأخرى تتحلل بسهولة، ونادرا ما يتم الحفاظ عليها فوق الأرض، وبالتالي فإن الهياكل في ليشيون توفر للباحثين فرصة فريدة لدراسة كيفية بناء الموانئ القديمة روما.

كشف أسرار ميناء الإمبراطورية الرومانية القديمة كورينث

وقال مدير مشروع حفريات ميناء ليشيون "جورن لوفين"، إنّه "منذ ما يقرب من عقدين قمت بالبحث عن السياق الأثري المثالي حيث يتم الحفاظ على جميع المواد العضوية التي لا يتم العثور عليها على الأرض عادة، وسوف تستمر الحفريات، التي تمولها مؤسسة كارلسبرغ وأوغسطينوس، في العام القادم، ومن المتوقع أن تكشف المزيد من المعلومات عن الهندسة الرومانية القديمة.

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كشف أسرار ميناء الإمبراطورية الرومانية القديمة كورينث كشف أسرار ميناء الإمبراطورية الرومانية القديمة كورينث



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 19:19 2019 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

مراهق فلبيني يدخل فرّامة كفتة لتنتهي حياته

GMT 20:36 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

أفضل أنواع وتصميمات الأحذية الرياضية وطرق العناية بهما

GMT 05:00 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

مجلس الشيوخ الأميركي يقر تعيين أول مسؤول في إدارة بايدن

GMT 05:13 2019 الثلاثاء ,05 شباط / فبراير

نظام غذاء سري لأكبر أنواع أسماك القرش في العالم

GMT 06:08 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

مانشستر سيتي يعزز صدارته بفوز شاق على شيفيلد يونايتد

GMT 12:01 2018 الإثنين ,03 أيلول / سبتمبر

رونار وفكر الثوار

GMT 19:05 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يشير هذا اليوم إلى بعض الفرص المهنية الآتية إليك

GMT 10:09 2021 الجمعة ,02 إبريل / نيسان

Isuzu تتحدى تويوتا بسيارة مميزة أخرى

GMT 18:28 2017 الثلاثاء ,11 تموز / يوليو

مجلس الشعب السوري ينفي إصدار بطاقات هوية جديدة

GMT 00:28 2016 السبت ,31 كانون الأول / ديسمبر

جمال عبد السلام يؤكّد أنه يدعم الشعب السوري

GMT 10:39 2015 السبت ,17 كانون الثاني / يناير

كيفية صناعة الموهبة والإبداع عند الأطفال؟

GMT 12:35 2017 الأربعاء ,26 تموز / يوليو

جريمة السبّ والقذف

GMT 14:54 2019 الثلاثاء ,12 شباط / فبراير

سيمبا التنزاني يتقدم بالهدف الأول في مرمى الأهلي
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia