تقرير يُوثِّق انتهاكات الحوثي بحقّ المَعالَم الحضارية
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

أبْرَزَ اهتمامَهم بالسيطرة على القلاع التاريخيّة

تقرير يُوثِّق انتهاكات الحوثي بحقّ المَعالَم الحضارية

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - تقرير يُوثِّق انتهاكات الحوثي بحقّ المَعالَم الحضارية

المَعالَم الحضارية في اليمن
عدن - العرب اليوم

وثّق تقرير "تجريف التاريخ"، الصادر مؤخرا عن منظمة مواطنة لحقوق الإنسان (منظمة يمنية مستقلة)، جزءا من الانتهاكات والاعتداءات التي نفذتها ميليشيات الحوثي ضد المعالم الحضارية والأثرية في اليمن، إما بقصفها أو تحويلها إلى ثكنات عسكرية.

وأبرز التقرير الميداني للمنظمة الحقوقية اليمنية، والذي شمل 9 محافظات، اهتمام الحوثيين بالسيطرة على القلاع و القصور التاريخية لما لها من أهمية استراتيجية في المعارك العسكرية، وكشفت عن استخدام الحوثيين للمعالم الأثرية، حصونا عسكرية لشن هجماتهم انطلاقا منها، وعرضت عددا من الأدلة بينها هجوم الحوثيين على موقع القفل في صعدة وقصر دار الحجر في لحج، وقلعة القاهرة في تعز وغيرها.

وأكد التقرير أن مدينة براقش التاريخية في مأرب (وهي أقدم مدينة باليمن ترجع إلى 1000 قبل الميلاد) والتي تضم معابد بارزة، حوّلها الحوثيون عام 2015 إلى مكان لتخزين الأسلحة، وهو ما عرّضها للقصف.

براقش أقدم مدن اليمن
تعدّ براقش أو كما تعرف في النقوش اليمنية القديمة المسندية باسم "يثل"، والتي كانت العاصمة الدينية لمملكة معين، أقدم مدينة في اليمن.
وترجع إلى 1000 قبل الميلاد، وقام السبئيون بإعادة بناء سورها في القرن الخامس قبل الميلاد، لكنها شهدت عصرها الذهبي في القرن الرابع قبل الميلاد عندما اتخذها المعينيون عاصمة لهم وبقيت عاصمتها الدينية، حتى بعد تغير العاصمة إلى قرناو.

وذكر إسترابون اسم هذه المدينة من بين المدن التي نزلها القائد الروماني أليس غاليوس خلال حملته العسكرية على اليمن بين العامين 24 و25 ق.م.
وبنيت مدينة براقش، على ربوات صناعية محاطة بأسوار عظيمة ومنيعة، وعليها أبراج للحماية والمراقبة من كل الاتجاهات، واحتلت أهمية تاريخية نظرا لوقوعها على طريق القوافل التجارية المحملة بالعطور والطيب والتوابل، التي تمر عبرها إلى الشام ومصر.
ونفّذت بعثة إيطالية بين عامي 90-1992م حفريات أثرية للكشف عن المعبد الرئيسي للمدينة، المعروف بمعبد الإله نكرح، ورممت هذا المعبد الفريد ذا الطراز المعماري المميز للمعابد المعينية، خلال عامي (2003-2004م).

ظلت صامدة
ورغم من محاولات تدمير مدينة براقش منذ سقوط الدولة المعينية أواخر القرن الثاني قبل الميلاد، وحتى سيطرة الحملة العسكرية الرومانية عليها فإنها ظلت صامدة، وظل سور المدينة قائما، ولم يؤثر في المدينة تعاقب السكنى فيها، وإعادة استعمال أنقاض المباني القديمة في العصر الإسلامي، حتى وصلتها ميليشيات الحوثي في عصرنا الحالي.

جوهرة ما قبل الميلاد تدمرها مغامرات الحوثيين
ظلت معالم مدينة براقش رغم أن بناءها يعود إلى ما قبل الميلاد، واضحة، وصمد سورها وحصنها ومعبدها الأثري وبقيت أبراجها (56 برجا) في حالة جيدة، ومثلت بذلك جوهرة الآثار ليس في اليمن فحسب، بل في كل أرجاء الشرق الأدنى القديم، قبل أن تحولها ميليشيات الحوثي عقب انقلابها على السلطة الشرعية، نهاية عام 2014م، إلى ثكنة عسكرية ومخزن لترسانة أسلحتها، وتعريضها للقصف والتدمير.
وذكرت مصادر محلية أن الميليشيات اتخذت من مدينة براقش أثناء سيطرتها عليها، مركزا لانطلاق عملياتها العسكرية، ودمرت معظم معالمها التاريخية، وبعض أجزاء سورها وتهشيم بعض النقوش الموثقة للدولة المعينية.

ووثق تقرير للجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان، الانتهاكات التي ارتكبتها الميليشيات في مدينة براقش الأثرية، ولفت إلى أن جماعة الحوثي حولت براقش إلى ثكنة عسكرية، وأنشأت فيها سجونا للمواطنين داخل مبانيها الأثرية وغرفا لقياداتها، وعمل حفر خنادق ومتاريس حربية في أسوارها ومعابدها، ومقابر للقتلى من المواطنين الذين قضوا تحت التعذيب، كما جرى توثيق "شهادات عدد من المواطنين المجاورين للمدينة الأثرية بشأن قصف المدينة واحتلالها والعبث في محتوياتها ومعالمها الأثرية والإضرار بهويتها الأثرية والثقافية والتي تعدّ إرثا إنسانيا للعالم أجمع.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تقرير يُوثِّق انتهاكات الحوثي بحقّ المَعالَم الحضارية تقرير يُوثِّق انتهاكات الحوثي بحقّ المَعالَم الحضارية



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك

GMT 09:45 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

20 عبارة مثيرة ليصبح زوجكِ مجنونًا بكِ

GMT 16:52 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية السنة اجواء ايجابية

GMT 15:26 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 07:09 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:36 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النشاط والثقة يسيطران عليك خلال هذا الشهر

GMT 17:29 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر

GMT 02:37 2015 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي علي أجود أنواع البلسم الطبيعي للشعر المصبوغ

GMT 02:12 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

سيرين عبد النور تتألق بالبيج والنبيتي من لبنان

GMT 06:35 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك نجاحات مميزة خلال هذا الشهر

GMT 16:23 2019 الإثنين ,10 حزيران / يونيو

تعرف على المطاعم في العاصمة الكينية "نيروبي"

GMT 18:51 2019 الجمعة ,28 حزيران / يونيو

السمك يحمي صغيرك من الإكزيما
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia