كورنوول معالم سياحيَّة تنتظر الاستكشاف
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

تتميَّز بصيف غزير المطر كثير الخضرة

كورنوول معالم سياحيَّة تنتظر الاستكشاف

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - كورنوول معالم سياحيَّة تنتظر الاستكشاف

مدينة كورنوول
سان أوستيل ـ العرب اليوم

يعرف الكثير من السياح العرب طريقهم إلى برايتون، وهي أقرب مدينة ساحلية من لندن تقع على الساحل الجنوبي، ويمكن الوصول إليها والعودة منها في غضون يوم واحد، ولكن مقاطعة كورنوول تقع في أقصى الجنوب الغربي، وتستغرق الرحلة إليها من لندن قرابة خمس ساعات مع استراحة في منتصف الطريق، ولذلك فهي تصلح لعطلة من أربعة أيام إلى أسبوع.
وهي منطقة سياحية من الطراز الأول وتمتد بين شاطئين شمالي وجنوبي، وتشمل الكثير من المدن السياحية الصغيرة مثل بليموث وفالموث وسان إيفز وسان أوستيل ونيوكي، وهي تشمل أبعد نقطة أرضية إلى الجنوب تطل على المحيط الأطلسي واسمها "لاندز إند" أو حرفيًا، نهاية الأرض.
الموسم السياحي في المنطقة هو فصل الصيف، ولكن حتى الصيف لا يمنع هطول الأمطار الغزيرة في بعض الأيام، وهي لذلك من أكثر المناطق خضرة في بريطانيا. وتنتشر في المنطقة سياحة الشواطئ التي تشمل "بلاجات" رملية عدة في مناطق مثل سان إيفز ونيوكي، ومنها سواحل ذات أمواج عالية تصلح لرياضة التزلج على المياه، بالإضافة إلى الكثير من الموانئ التي يمكن منها استئجار زوارق أو الانضمام إلى رحلات بحرية دورية تنظمها شركات خاصة.
ومن أجمل الموانئ صغيرة الحجم في كورنوول ميناء "ميفاغيسي" الذي يمكن للسائق التجول فيه بسيارته عبر ممرات ضيقة لكي يصل إلى موقع صف السيارات في نهايته. وتنتشر على الميناء المقاهي والمطاعم، خصوصًا مطاعم الوجبة البريطانية الشعبية وهي السمك والبطاطس، وللميناء مناخ خاص به، حيث بعض الصخور تظهر من تحت سطح الماء، وحيث طيور النورس تنتشر في المكان بصياحها المعهود، ويضم الميناء مركزًا صغيرا لعروض الأسماك والأحياء البحرية الحية في صناديق زجاجية.
وتجاور ميناء فالموث مدينة ساحلية صغيرة بها منافذ سياحية للحلوى والهدايا والمطاعم المختلفة، ويمكن تناول الوجبات على الشاطئ مباشرة، وخصوصًا في فترة غروب الشمس وهي فترة ساحرة.
موقع آخر بالقرب من ميناء سان أوستيل يحتوي على خليج قديم به سفن شراعية تاريخية يطل عليها فندق اسمه "بير هاوس هوتيل"، وهو من فئة الثلاث نجوم وتطل غرفه على البحر مباشرة، ويمكن للمقيم في الفندق أن يتخيل أنه في القرن السابع عشر لدى النظر من النافذة على السفن الشراعية التاريخية، والإقامة في هذا الفندق تتكلف في المتوسط حوالي 120 جنيهًا (180 دولاراً) في الليلة لغرفة مزدوجة مع الإفطار، والخدمة فيه جيدة.
وعلى جزيرة صغيرة بالقرب من بنزانس تقع قلعة سان مايكل التي تعد من المعالم السياحية في كورنوول، ويمكن الوصول إليها عبر زوارق صغيرة أو مشيا على الأقدام أثناء انحسار المد. وهي قلعة تملكها عائلة أرستقراطية منحتها إلى صندوق التراث الوطني للعناية بها وصيانتها مقابل السماح للعائلة بالإقامة فيها، ويجري تمويل صيانة القلعة من تذاكر زيارة السياح إليها.
ولا بد للزائر إلى منطقة كورنوول زيارة موقع "مشروع عدن" (Eden Project) الذي يقع بالقرب من مدينة سان أوستيل، والمشروع لا يهدف للربح وإنما هو جمعية خيرية تهدف إلى التوعية البيئية عن طريق بناء مناطق استوائية ومدارية تحت قباب شبه شفافة مصممة من خلايا تشبه خلايا النحل تعلم الصغار عن هذا المناطق وتقدم لهم الكثير من التجارب والألعاب تحت سقف مغطى يصلح لكل أحوال الطقس وعلى مدار العام. ويقوم المشروع أيضًا بإجراء الأبحاث والتجارب على النباتات من أجل الحفاظ عليها.
وللمشروع نشاطات بيئية خارج بريطانيا للمحافظة على البيئة والتوعية فيها، وتتوافر بالمشروع العروض المقدمة للأطفال وبعض النشاطات لبناء الخيام والرقص على وقع موسيقى يشاركون فيها. ويقدم المشروع أيضًا الكثير من البرامج الثقافية والحفلات الموسيقية.
وكان المشروع أرضًا قاحلة عليها منجم للخزف انتهى عمره الافتراضي في العام 1995، وبدأت أعمال إنشاءات وتمويل المشروع منذ ذلك الحين وافتتح المشروع أبوابه للجمهور في العام 2001، ثم زارته ملكة بريطانيا في العام 2006، وعلى مر السنين قدم المشروع الكثير من الأحداث مثل الحفلات الغنائية ومعارض السيارات البيئية.
واحتفل مشروع عدن في تموز/ يوليو العام 2008 بوصول عدد الزوار إلى عشرة ملايين زائر، ومنذ العام 2009 استقبل المشروع أيضًا حفلات الزفاف التي تقام في أجوائه الاستوائية، وتعرّض المشروع للفيضان في شتاء العام 2010 بعد موجة أمطار غزيرة أسفرت عن بعض الأضرار للمباني والنباتات، وحصل مؤسس المشروع تيم سميت على لقب سير في العام 2011.
وتقام الكثير من ملاهي الأطفال والسباقات البحرية والحفلات العامة في كورنوول خلال فصل الصيف، كما توجد فيها الكثير من المزارع التي توفر قضاء يوم ممتع للأطفال لمشاهدة الحيوانات والتجول في المزارع في قطار يجره تراكتور زراعي، وتبيع هذه المزارع منتجاتها إلى الزوار وتنظم لهم جولات للتعريف بنشاطاتها، ويمكن شراء منتجات مثل عسل النحل وأنواع المربي من هذه المزارع.
وهناك قول مأثور في كورنوول، وهو أنه يوجد شاطئ خاص لكل يوم من أيام الأسبوع، وما على الزائر سوى اكتشافه، ويمكن القول من واقع المشاهدة، إن بعض الشواطئ تبدو مهجورة رغم جمالها، ولذلك يمكن اعتبارها شواطئ خاصة بالفعل. وهي شواطئ مختلفة في طبيعتها ومشاهدها.
ويمكن أيضا ممارسة هواية ركوب الخيل على الشواطئ أو الإبحار بزوارق شراعية. ولأن شواطئ كورنوول مفتوحة إلى المحيط الأطلسي يكتشف المبحرون منها الكثير من الأحياء البحرية بأنواعها.
وتمتدّ شبه جزيرة كورنوول على مساحة 3500 كيلومتر مربع، وتقع في أقصى الجنوب الغربي من الجزر البريطانية، ويزيد تعدادها قليلاً على نصف مليون نسمة يشتغل معظمهم في الزراعة والصناعات المتعلقة بالسياحة، وتاريخيًا لم يصل إليها حكم الرومان الذي لا يتخطى مدينة إكستر، وحافظت القبائل المحلية في المنطقة على استقلالها منذ العصر البرونزي، وعاصمة الإقليم ترورو وهي المدينة الوحيدة بين بلدات كورنوول.
وأشهر ميناء في كورنوول هو ميناء فالموث، بينما تقع مدينة بنزانس إلى أقصى الغرب، وتراجعت شعبية مدن سان إيفز وبادستو، بينما زادت شعبية مدينة نيوكي على الشاطئ الشمالي لوجود مناطق رياضة التزلج على المياه "سيرفنغ" فيها، أما مدينة سان أوستيل فهي الأكثر سكانا بين مدن كورنوول، وتشتهر المناطق المجاورة للمدينة بأنها كانت مناجم تاريخية للنحاس والخزف.
وتُعَد كورنوول من أدفأ مناطق بريطانيا وأكثرها سطوعًا للشمس بفضل موقعها الجنوبي وتأثير تيار الخليج، ولكن معدلات المطر فيها أعلى من المتوسط البريطاني.
وترتبط كورنوول ببقية أنحاء بريطانيا عن طريق ثلاثة طرق رئيسة تحمل أرقام 30 و38 و39، وهي طرق تربط المقاطعة بمقاطعة ديفون المجاورة، ويفصل بين المقاطعتين نهر تمار.
ويمكن الطيران إلى كورنوول عن طريق مطار نيوكي الدولي في شمال كورنوول أو إلى مطار إكستر في شرقها، وتصل المسافة بين لندن وكورنوول إلى حوالي 250 ميلاً.
وتُوفِّر السياحة ربع دخل كورنوول، ومعظم السياح في كورنوول هم من أنحاء بريطانيا الأخرى، وأهم المعالم السياحية في المقاطعة هو مشروع عدن، الذي يستقطب واحدًا من كل ثمانية سياح إلى المنطقة.
وعلى الرغم من أن اللغة الإنكليزية هي السائدة رسميًا في كورنوول فإن أهل كورنوول لهم لغة خاصة بهم تشبه لغة أهل ويلز، ويتحدث بها بطلاقة أقليةٌ في البلاد لا تزيد على 300 شخص.
وتظهر كورنوول في الكثير من الأعمال الفنية مثل فيلم "الطيور" لألفريد هيتشكوك، وبعض حلقات "شرلوك هولمز"، وأفلام "هاري بوتر".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كورنوول معالم سياحيَّة تنتظر الاستكشاف كورنوول معالم سياحيَّة تنتظر الاستكشاف



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 18:22 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 12:53 2014 الثلاثاء ,25 شباط / فبراير

"Facebook messenger" سيكون متاحًا لويندوز فون بعد أسابيع

GMT 11:08 2016 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

وقف الهدر والتبذير..شعار الكويت الجديد

GMT 16:21 2019 الخميس ,27 حزيران / يونيو

اجتماع تقني يجمع مسؤولي منتخبَي مالي وتونس

GMT 11:21 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عقدة حياتو والكامرون

GMT 14:25 2017 الأحد ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

فيلم الرعب "Jigsaw" يحقق 32 ميلون دولار في أسبوع عرضه الأول

GMT 09:26 2017 الخميس ,13 إبريل / نيسان

سوسيج تري كامب السحر الحقيقي للحياة البرية

GMT 20:34 2018 الإثنين ,10 كانون الأول / ديسمبر

"HER" BURBERRY عطر المرأة الجريئة الباحثة عن التميز

GMT 12:54 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

أبسط وأسهل طريقة لاختيار الحجاب الملون بأناقة

GMT 13:37 2012 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

كأس ألمانيا: دورتموند وشتوتغارت وبوخوم إلى ربع النهائي

GMT 03:00 2013 الجمعة ,25 تشرين الأول / أكتوبر

ظاهرة "الإرهاب" كلفت تونس 4 مليارات دينار
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia